تفاقمت معاناة الآلاف من النازحين من مدينة الرمادي الذين يحتشدون عند جسر بزيبز أملا في السماح لهم بعبوره ومواصلة رحلتهم المضنية شرقا إلى بغداد التي تبعد عنه 27 كيلومترا.
و«بزيبز» جسر بدائي عائم على نهر الفرات وأغلقته السلطات لأسباب عدتها أمنية. وجدد مجلس محافظة الأنبار مطالبته الحكومة المركزية بفتح الجسر أمام الأسر النازحة التي تنتظر منذ الجمعة الماضي عبوره.
وقال عضو المجلس عذال الفهداوي لـ«الشرق الأوسط»: «نطالب رئيس الوزراء حيدر العبادي بفتح جسر بزيبز وإنهاء معاناة النازحين، خصوصًا بعد حدوث وفيات بينهم». وأضاف الفهداوي: «كما طالب وزارة الصحة بإرسال فرق طبية لمعالجة النازحين المرضى ونطالب وزارة الهجرة والمهجرين بتوفير مياه الشرب والمواد الغذائية والمساعدات الإنسانية للأسر النازحة والإسراع بتوفير المخيمات لهم».
من جهته، قال رئيس مجلس شيوخ الأنبار المتصدية للإرهاب، الشيخ نعيم الكعود، لـ«الشرق الأوسط» إن «أغلب النازحين بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، فضلاً عن عدم وجود المأوى»، داعيًا وزراء ونواب الأنبار إلى «تحمل مسؤولياتهم وإنقاذ النازحين من الكارثة التي سببوها لأهالي الأنبار بأخطائهم الكارثية».
وعند جسر بزيبز رصدت «الشرق الأوسط» حجم المعاناة التي يتعرض لها النازحون. وقال طالب غازي محمود، 45 سنة، الذي نزح مع زوجته الحامل وأطفاله الثلاثة: «منذ أربعة أيام وأنا أتوسل بالأجهزة الأمنية لكي يسمحوا لنا بالدخول من أجل الذهاب بزوجتي الحامل إلى المستشفى لغرض الولادة.. أربعة أيام وهي تكابد الألم ونوبات الطلق ولا من مجيب لتوسلاتي». وأضاف محمود: «انهارت زوجتي أمام عيني ولم نجد غير فرق الإسعاف، التي تأتي بين الحين والآخر للمكان، من منجد، فاستعنت بهم وفي خيمة وبطريقة ولادة بدائية وضعت زوجتي طفلها وسط المعاناة ونقلناه عبر عربة حديد بدائية لنقل الحاجات المنزلية». وتابع: «قررت أن أطلق على المولود الجديد اسم (بزيبز) لكي أتذكر هذه المعاناة والمأساة التي مررنا بها أنا ومئات الآلاف من أهلنا في العراق دون مساعدة تذكر من قبل الحكومة التي لم تكترث أصلاً لحجم المعاناة التي نواجهها، بل أعلنت تخليها الصريح والواضح عنا بعد القرار الظالم بمنع دخول نازحي الأنبار إلى العاصمة وكأننا غرباء على هذا البلد أو أعداؤه».
من جهته، قال النازح مشتاق طالب: «كلما طلبنا من السلطات الموجودة السماح لنا بالدخول قالوا لنا: أنتم إرهابيون دواعش». وأضاف: «قلت لهم إذا كنا دواعش لماذا إذن نحن هنا نفترش الأرض ولا من مجيب؟». وتابع طالب: «الأجهزة الأمنية وعبر مكبرات الصوت دعتنا إلى العبور فتراكض الناس إلى الجسر ضنًا منهم بصدور قرار بالسماح للنازحين بالعبور وعند منتصف الجسر أوقفونا بعد حضور كاميرات تصوير نقلت عملية العبور المزيفة وبعد انتهاء التصوير طلبوا منا العودة مجددًا إلى أماكننا، لكي يقولوا للرأي العام الذي بدأت تتصاعد مطالبه بإغاثة النازحين بأن جسر بزيبز مفتوح أمام النازحين».
في غضون ذلك، عقدت اللّجنة العليا لإغاثة وإيواء النازحين اجتماعًا طارئًا ترأسه وزير الهجرة والمهجرين الدكتور جاسم محمد ونائب رئيس اللّجنة وبحضور معاون محافظ الأنبار لمناقشة المشكلات التي تواجه العوائل النازحة من المحافظة وإيجاد المأوى المناسب لهم وإيصال الإغاثة العاجلة إليهم وتوفير الخدمات الأخرى. وخرج المجتمعون بعدة توصيات مهمة سيتم عرضها على مجلس الوزراء العراقي.
«بزيبز» يضيق بالنازحين.. ومجلس الأنبار يطالب الحكومة بفتحه
أصغرهم ولد عند الجسر العائم على الفرات وسماه والده باسمه
«بزيبز» يضيق بالنازحين.. ومجلس الأنبار يطالب الحكومة بفتحه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة