كشفت الحلقة «الدرامية» الأخيرة من مسلسل «الاختيار 3» تفاصيل الساعات الأخيرة قبل عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي واجتماع وزير الدفاع آنذاك الفريق أول عبد الفتاح السيسي بالقوى الوطنية.
وأظهرت الحلقة 29 من المسلسل التي أذيعت مساء أمس (السبت) نصيحة الفريق السيسي للرئيس مرسي بالاستماع إلى مطالب الشعب وقتها وهي إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وقال له السيسي: «هناك حالة احتقان تزيد كل ساعة. وكل دقيقة بنتأخر فيها في التعامل مع مطلبهم ده. بتعرض البلد لخطر شديد».
ووفقاً للحلقة، فقد عرض الفريق السيسي اقتراحاً على مرسي آنذاك بإجراء استفتاء شعبي على منصب رئيس الجمهورية «لنزع فتيل الأزمة الموجودة في الشارع»، وهو ما رفضه الرئيس قائلاً: «أنا رئيس مدني منتخب، والشرعية معي»، وأن «على المعارضة أن تنتظر وترشح اللي يعجبها بعد نهاية مدتي»، وأظهرت الحلقة رد الفريق السيسي على الرئيس مرسي بأن الملايين الموجودة في الشارع منذ 48 ساعة، في إشارة لتظاهرات 30 يونيو (حزيران) 2013، «ماسمهمش معارضة لكن اسمهم الشعب المصري»، تعقيباً على وصف مرسي لهم في هذا الاجتماع، كما حذر الفريق السيسي من «خروج الأمور عن السيطرة»، وأن أكثر من 30 مليون يطالبون برحيل مرسي، مطالباً الرئيس بالانتباه إلى «اللحظة الاستثنائية» لمصر.
https://www.youtube.com/watch?v=T3eAQ5SHX7E
وعقب هذا المشهد، أظهرت الحلقة اجتماع الفريق السيسي مع القوى الوطنية والمعروف باجتماع 3 يوليو (تموز) 2012. والذي سبق إعلان الفريق السيسي عن «خريطة الطريق» وذلك بتعطيل العمل بالدستور وعزل مرسي وتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلي منصور منصب رئيس الجمهورية، وتكليف الرئيس بتشكيل حكومة كفاءات وطنية لإدارة شؤون البلاد. وأظهر المشهد التمثيلي شكر الفريق السيسي للقوى الوطنية، وعزم السيسي على اتخاذ «قرار مصيري البلد محتاجاه»، وأشار المشهد التمثيلي إلى محاولة الجيش للاتصال بالدكتور سعد الكتاتني ليكون ممثلاً عن حزب «الحرية والعدالة» التابع لجماعة «الإخوان» لحضور اجتماع القوى الوطنية لكنه رفض الحضور.
وأظهر المشهد التمثيلي سؤال الفريق السيسي إلى الإمام الطيب شيخ الأزهر عن رأيه في الأحداث، وأشار المشهد إلى حديث الطيب عن «قانون الشرع الإسلامي أن ارتكاب أخف الضررين واجب شرعي، ولذلك إجراء انتخابات رئاسية مبكرة هو الحل لحقن دماء المصريين»، كما وجه الفريق التساؤل ذاته للبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية،، وأشار السيسي إلى أنه في حالة عزل مرسي قد يكون هناك عنف تجاه الكنائس والأديرة، ونقل المشهد قول البابا إن في حالة العنف «سنصلي في البيوت، وأن وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن».
https://www.youtube.com/watch?v=NTWetkbr_DY&t=52s
ووثقت الحلقة الدرامية قول الفريق السيسي، الذي يؤدي دوره الممثل ياسر جلال، قوله: «القرار اللي هناخده ده أنا هدفع تمنه أنا وأبنائي من الجيش والشرطة».
وكان مخرج «الاختيار 3» بيتر ميمي كشف عن تفاصيل حلقة أمس (السبت) عبر حسابه الرسمي على «فيسبوك» أن الحلقة 29 هي الحلقة الدرامية الأخيرة، وأن الحلقة الأخيرة من المسلسل المتوقع عرضها اليوم (الأحد) ستكون حلقة تسجيلية.
وكتب ميمي: «شكراً للثقة الكبيرة أننا نكون جزءاً من تسجيل فترة مهمة من تاريخ مصر الحديث... وأشكر فريق العمل الذي تحمل المسؤولية لأكثر من 3 سنين. الحلقة 29 بعنوان النهاية، والحلقة 30 وهي حلقة تسجيلية هامة جداً من إعداد ورؤية الصحافي أحمد الدرينى». وكتب الصحافي المصري الدريني أن الحلقة الأخيرة ستكون وثائقية، من إخراج شريف سعيد.
ومزج «الاختيار 3» - والذي جاء تحت عنوان «القرار» - بين المشاهد الدرامية لفترة حكم الرئيس مرسي للبلاد، وتحركات «جماعة الإخوان المسلمين» وقتها، من خلال خطوط درامية عن أحوال البلد آنذاك وبداية تدشين حركة «تمرد» لإسقاط مرسي، وبين مشاهد وثائقية حقيقية لاجتماعات بين الجيش وقيادات من جماعة «الإخوان» قبل تولي الحكم أبرزهم محمد مرسي وخيرت الشاطر.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي علق على مسلسل «الاختيار 3» منذ أيام خلال كلمته في الإفطار السنوي للأسرة المصرية، قائلاً إن ما عرضه المسلسل «هو ما حدث في الواقع في ذلك الوقت».
وحقق مسلسل «الاختيار» صدى واسعاً خلال الموسمين الماضيين، ويواصل تصدره الترند للعام الثالث على التوالي. وتناول العمل في موسمه الأول، مجابهة الجيش المصري للتنظيمات الإرهابية، وخصوصاً في شمال سيناء. وفي موسمه الثاني، حظي المسلسل بنسبة مشاهدة كبيرة في موسم رمضان الماضي، إذ احتل مرتبة متقدمة في السباق الرمضاني، وفق متابعين ونقاد، وتناول الجزء الثاني تضحيات «رجال الظل» أو الأمن الوطني، بوزارة الداخلية المصرية، وتسليط الضوء على الاضطرابات الأمنية التي شهدتها مصر عقب ثورة 2013.