نظام مناعي «مكبوت» قد يكون وراء «كوفيد ـ 19» الطويل

امرأة ترتدي كمامة تسير فوق جسر في لندن فبراير الماضي (إ.ب.أ)
امرأة ترتدي كمامة تسير فوق جسر في لندن فبراير الماضي (إ.ب.أ)
TT

نظام مناعي «مكبوت» قد يكون وراء «كوفيد ـ 19» الطويل

امرأة ترتدي كمامة تسير فوق جسر في لندن فبراير الماضي (إ.ب.أ)
امرأة ترتدي كمامة تسير فوق جسر في لندن فبراير الماضي (إ.ب.أ)

وجد فريق من الباحثين، بقيادة جامعة كاليفورنيا، دليلاً مفاجئاً على أن بعض حالات «كوفيد 19 الطويل» ناجمة عن «نظام مناعي مكبوت» بشكل غير طبيعي، وليس بسبب جهاز مناعي مفرط في النشاط، كما يُعتقد.
وتستمر مجموعة من الأعراض المختلفة مع المتعافين من المرض، مثل التعب والضيق الذهني وضيق التنفس، يمكن أن تكون منهكة وتستمر لأشهر، ويُصنف هذا عموماً على أنه «كوفيد 19 طويل»، ويمنع الفهم المحدود لأسبابه من إيجاد طرق لعلاج الحالة.
ويُعتقد أن «كوفيد 19 الطويل» ناتج عن الاستجابات المناعية المفرطة النشاط ضد الفيروس، ما يؤدي إلى تلف الرئتين والأعضاء الأخرى، وأحياناً ما يُعرف باسم «عاصفة السيتوكين» التي تغمر الفرد، ما قد يؤدي إلى مرض خطير والموت.
لكن دراسة تجريبية صغيرة تم نشر نتائجها 22 أبريل (نيسان) الحالي في دورية «كلينيكال أنفيكشين ديزيز»، وجد الباحثون أن بعض الأشخاص المصابين بـ«كوفيد 19 الطويل» قد يكون لديهم في الواقع جهاز مناعي ناقص النشاط بعد التعافي من المرض، وليس مفرطاً في النشاط، ما يعني أن تعزيز المناعة لدى هؤلاء الأفراد يمكن أن يكون علاجاً.
وانطلق الباحثون في دراستهم من اختبار النظرية السائدة، وهي أن استمرار فرط النشاط المناعي بعد التعافي من «كوفيد 19»، يعد مُساهماً رئيسياً في المشكلة، ومن خلال العمل في ظل هذه النظرية، أجرى الباحثون تجربة استكشافية على 55 شخصاً مصاباً بـ«كوفيد 19 الطويل»؛ حيث استخدموا «ليرونليماب»، وهو جسم مضاد يرتبط بمستقبل مناعي يسمى «CCR5»، متورط في الالتهاب.
وتم تعيين المشاركين بشكل عشوائي لتلقي حقن أسبوعية من الجسم المضاد أو دواء وهمي ملحي لمدة 8 أسابيع، وخلال هذه الفترة تتبعوا 24 تغييراً من الأعراض المرتبطة بـ«كوفيد 19 الطويل»، تضمنت فقدان حاسة الشم والتذوق، وآلام العضلات والمفاصل، والضباب الدماغي.
واعتقد الباحثون في الأصل أن حجب المستقبل المناعي (CCR5) بالجسم المضاد من شأنه أن يثبط نشاط الجهاز المناعي المفرط النشاط بعد الإصابة بعدوى «كوفيد 19»، لكنهم وجدوا العكس تماماً، فالمرضى الذين تحسنوا هم أولئك الذين بدأوا بمستوى منخفض من المستقبل المناعي (CCR5) في خلاياهم التائية، ما يشير إلى أن نظام المناعة لديهم كان أقل نشاطاً من المعتاد، وأن مستويات المستقبل المناعي زادت بالفعل لدى الأشخاص الذين تحسنوا، وهذا يؤدي إلى فرضية جديدة، مفادها أن أعراض «كوفيد 19» لفترة طويلة في بعض الأشخاص ترتبط بجهاز المناعة الذي يتم قمعه، وليس فرط نشاطه، وأنه أثناء منع نشاطه، يمكن للجسم المضاد تثبيت التعبير عن مستقبل «CCR5» على سطح الخلية، ما يؤدي إلى تنظيم مستقبلات أو وظائف مناعية أخرى.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
TT

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)

أعلن قادة مجموعة الدول السبع الكبرى في بيان، الخميس، إنهم على استعداد لدعم عملية انتقالية في إطار يؤدي إلى حكم موثوق وشامل وغير طائفي في سوريا، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكرت مجموعة السبع أن الانتقال السياسي بعد نهاية الحكم الاستبدادي، الذي دام 24 عاماً لبشار الأسد، يجب أن يضمن «احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك حقوق المرأة، وحماية جميع السوريين، بمن في ذلك الأقليات الدينية والعرقية، والشفافية والمساءلة».

وطالبت المجموعة أيضاً بضرورة «محاسبة نظام الأسد».

وأضاف البيان: «ستعمل مجموعة السبع مع أي حكومة سورية مستقبلية تلتزم بهذه المعايير، وتكون نتاج هذه العملية، وتدعمها بشكل كامل».

كما دعا القادة «كل الأطراف» إلى «الحفاظ على سلامة أراضي سوريا، ووحدتها الوطنية، واحترام استقلالها وسيادتها».