«وداعاً نهر الموت»... مقاربة سيكولوجية للواقع اللبناني

«وداعاً نهر الموت»... مقاربة سيكولوجية للواقع اللبناني
TT

«وداعاً نهر الموت»... مقاربة سيكولوجية للواقع اللبناني

«وداعاً نهر الموت»... مقاربة سيكولوجية للواقع اللبناني

صدرت أخيراً رواية «وداعاً نهر الموت» للكاتب اللبناني غسان شبارو، عن «الدار العربية للعلوم ناشرون»، وتقع في 134 صفحة.
الرواية، كما جاء في كلمة النشر، هي «مقاربة سوسيولوجية للواقع اللبناني في ضوء التدهور البيئي الحاصل على مدى نصف القرن الأخير إلى اليوم. وبموضوعها هذا تضعنا الرواية أمام منعطف حاسم في تاريخ لبنان الحديث، وذلك عندما اختارت وبحذق أن تطرح نفسها كـ(رواية - تنويرية) في ظل الأوضاع البيئية المنهارة والهيمنة الفكرية التي تمارسها الأحزاب على رافضي الأوضاع القائمة، بما فيها من حراك شعبي طاغٍ، عفوي، سلمي، مدني، بدأ بطرح المطالب المتعلقة بتحسين الأوضاع المعيشية، وانتهى بالمطالبة بإسقاط النظام الطائفي القائم وتغييره بصورة جذرية».
وتنطلق بنية الرواية من الواقع لتتجاوزه، ويتجلى ذلك في طرح الكاتب لحلول بديلة للطاقة وترشيد الاستهلاك لمنع التلوث البيئي، ويتمظهر هذا الطرح روائياً عبر إثارة شعور القارئ بحدة الأزمة البيئية التي يعيشها. ويتم التعبير عن هذه الرؤية في سياق النص عبر العلاقة الدائرية التي تجمع شخوص الرواية فيما بينهم، بما فيهم من اختلاف وائتلاف، وبشكلٍ تُعبر فيه كل شخصية عما يشغلها. وفي هذا المستوى تحديداً، يُمكن النظر إلى «إيمان عباس» الإعلامية المهتمة بقضايا البيئة كتمثيل استعاري لمشروع نخبة ثقافية واعية كاملة في لبنان والعالم، فقد ارتأت الدفاع عن صحة الإنسان وحقه في حياة خالية من التلوث، يساندها خبراء من خارج لبنان، وناشطون من داخل لبنان في مشاريع صديقة للبيئة. بينما يُمثل «جرجي بولس» شخصية الرأسمالي النهم والمسؤول الفاسد الذي يتخذ من موقعه طريقاً إلى الثروة والنفوذ، وتقف خلفه شخصيات فرعية تصور المنتفعين من هذا الواقع. وما بين طُغمة فاسدة ونخبة ثائرة، يقع العديد من الضحايا الذين تسلط الرواية الضوء على واقعهم المزري بعد أن تحول نهر الليطاني إلى نهر الموت، ومعه العديد من الأنهار الملوثة في عدة مناطق من لبنان والعالم. لذلك يُمكن القول، كما توحي الرواية فنياً، إن مأساة لبنان الكبرى وخسارته التي لا تُعوض، تكمن قبل كل شيء، في تخريب طبيعته، والعبث بتراثه، وتلويث بيئته.
قدم للرواية بقراءة نقدية الشاعر والروائي نزار دندش رئيس رابطة الأساتذة الجامعيين لحماية البيئة، قائلاً: «وداعاً نهرُ الموت» من الروايات العربية القليلة التي تتعاطى مع الواقع المُعاش، تخاطب جيلَ الشباب وتحترم تطلعاته، أما أسلوبها المباشر السهل الممتنع فقد زادها صدقيةً وقرباً، وزادنا ثقة بما حملته من معلومات. أنصح أن يقرأها كل من كانت آيديولوجيته حب الحياة».



غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر
TT

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

تشهد منطقة الباحة، جنوب السعودية، انطلاقة الملتقى الأول للأدب الساخر، الذي يبدأ في الفترة من 22-24 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وينظمه نادي الباحة الأدبي.

وأوضح رئيس النادي، الشاعر حسن الزهراني، أن محاور الملتقى تتناول «الأدب الساخر: المفهوم، والدلالات، والمصادر»، و«الاتجاهات الموضوعية للأدب الساخر، والخصائص الفنية للأدب الساخر في المملكة»، وكذلك «مستويات التأثر والتأثير بين تجارب الكتابة الساخرة محلياً ونظيراتها العربية»، و«حضور الأدب الساخر في الصحافة المحلية قديماً وحديثاً»، و«أثر القوالب التقنية الحديثة ومواقع التواصل في نشوء أشكال جديدة من الأدب الساخر محلياً»، و«سيميائية الصورة الصامتة في الكاريكاتير الساخر محلياً».

بعض المطبوعات الصادرة بمناسبة انعقاد أول ملتقى للأدب الساخر (الشرق الأوسط)

وشارك في صياغة محاور الملتقى لجنة استشارية تضم: الدكتور عبد الله الحيدري، والدكتور ماهر الرحيلي، والقاص محمد الراشدي، ورسام الكاريكاتير أيمن يعن الله الغامدي.

وكشف الزهراني أن النادي تلقى ما يزيد على 40 موضوعاً للمشاركة في الملتقى، وأقرت اللجنة 27 بحثاً تشمل؛ ورقة للدكتورة دلال بندر، بعنوان «حمزة شحاتة... الأديب الجاد ساخراً»، والدكتور محمد الخضير، بعنوان «الخصائص الفنية في الأدب الساخر عند حسن السبع في ديوانه ركلات ترجيح - دراسة بلاغية نقدية»، والدكتور صالح الحربي، بعنوان «المجنون ناقداً... النقد الأدبي في عصفورية القصيبي»، والدكتور عادل خميس الزهراني، بعنوان «الصياد في كمينه: صورة الحكيم في النكت الشعبية بمواقع التواصل الاجتماعي»، والدكتور حسن مشهور، بعنوان «الكتابة الساخرة وامتداداتها الأدبية... انتقال الأثر من عمومية الثقافة لخصوصيتها السعودية»، والدكتورة بسمة القثامي، بعنوان «السخرية في السيرة الذاتية السعودية»، والدكتورة كوثر القاضي، بعنوان «الشعر الحلمنتيشي: النشأة الحجازية وتطور المفهوم عند ابن البلد: أحمد قنديل»، والدكتور يوسف العارف، بعنوان «الأدب الساخر في المقالة الصحفية السعودية... الكاتبة ريهام زامكة أنموذجاً»، والدكتور سعد الرفاعي، بعنوان «المقالة الساخرة في الصحافة السعودية... الحربي الرطيان والسحيمي نموذجاً»، والدكتور عمر المحمود، بعنوان «الأدب الساخر: بين التباس المصطلح وخصوصية التوظيف»، والدكتور ماجد الزهراني، بعنوان «المبدع ساخراً من النقاد... المسكوت عنه في السرد السعودي»، والمسرحي محمد ربيع الغامدي، بعنوان «تقييد أوابد السخرية كتاب: حدثتني سعدى عن رفعة مثالاً»، والدكتورة سميرة الزهراني، بعنوان «الأدب الساخر بين النقد والكتابة الإبداعية... محمد الراشدي أنموذجاً». والدكتور سلطان الخرعان، بعنوان «ملخص خطاب السخرية عند غازي القصيبي: رؤية سردية»، والدكتور محمد علي الزهراني، بعنوان «انفتاح الدلالة السيميائية للصورة الساخرة... الرسم الكاريكاتوري المصاحب لكوفيد-19 نموذجاً»، والكاتب نايف كريري، بعنوان «حضور الأدب الساخر في كتابات علي العمير الصحافية»، والدكتور عبد الله إبراهيم الزهراني، بعنوان «توظيف المثل في مقالات مشعل السديري الساخرة»، والكاتب مشعل الحارثي، بعنوان «الوجه الساخر لغازي القصيبي»، والكاتبة أمل المنتشري، بعنوان «موضوعات المقالة الساخرة وتقنياتها عند غازي القصيبي»، والدكتور معجب الزهراني، بعنوان «الجنون حجاباً وخطاباً: قراءة في رواية العصفورية لغازي القصيبي»، والدكتور محمد سالم الغامدي، بعنوان «مستويات الأثر والتأثير بين تجارب الكتابة الساخرة محلياً ونظرياتها العربية»، والدكتورة هند المطيري، بعنوان «السخرية في إخوانيات الأدباء والوزراء السعوديين: نماذج مختارة»، والدكتور صالح معيض الغامدي، بعنوان «السخرية وسيلة للنقد الاجتماعي في مقامات محمد علي قرامي»، والدكتور فهد الشريف بعنوان «أحمد العرفج... ساخر زمانه»، والدكتور عبد الله الحيدري، بعنوان «حسين سرحان (1332-1413هـ) ساخراً»، ويقدم الرسام أيمن الغامدي ورقة بعنوان «فن الكاريكاتير»، والدكتور يحيى عبد الهادي العبد اللطيف، بعنوان «مفهوم السخرية وتمثلها في الأجناس الأدبية».

بعض المطبوعات الصادرة بمناسبة انعقاد أول ملتقى للأدب الساخر (الشرق الأوسط)

وخصص نادي الباحة الأدبي جلسة شهادات للمبدعين في هذا المجال، وهما الكاتبان محمد الراشدي، وعلي الرباعي، وأعدّ فيلماً مرئياً عن رسوم الكاريكاتير الساخرة.

ولفت إلى تدشين النادي 4 كتب تمت طباعتها بشكل خاص للملتقى، وهي: «معجم الأدباء السعوديين»، للدكتورين عبد الله الحيدري وماهر الرحيلي، وكتاب «سامحونا... مقالات سعد الثوعي الساخرة»، للشاعرة خديجة السيد، وكتاب «السخرية في أدب علي العمير» للدكتور مرعي الوادعي، و«السخرية في روايات غازي القصيبي» للباحثة أسماء محمد صالح.