حفر مقاتلو تنظيم داعش خنادق حول صهاريج للغاز الطبيعي والهيدروجين في أكبر مصفاة لتكرير النفط في العراق لترتفع المخاطر في معركة، قد يكون ثمن النصر فيها هو المصفاة نفسها.
ويقول مسؤولون وخبراء عسكريون إن تنظيم داعش أخذ على عاتقه أن يخوض معركة شاملة في المصفاة ليثبت أنه ما زال بوسعه الأخذ بزمام المبادرة بعد طرده من مدينة تكريت الواقعة إلى الجنوب من المصفاة في أوائل أبريل (نيسان) الماضي.
وتسلط هذه المعركة الضوء على حالة الارتباك التي تسود القوات العراقية التي عانت من بعض التفكك في الصيف الماضي، وأصبح يتعين عليها القتال على عدة جبهات وفي الوقت نفسه التشبث بما استردته من أراض.
وقال مهند، أحد رجال الشرطة المحاصرين داخل المصفاة: «نحن لا ننام كثيرا» ويصد هؤلاء الجنود هجومين أو ثلاث هجمات كل يوم من المتشددين الذين يستخدمون نيران القنص وقذائف الهاون والصواريخ الباحثة عن الحرارة. أضاف مهند أن مقاتلي تنظيم داعش «حفروا خنادق قرب صهاريج الهيدروجين والغاز الطبيعي. لا يمكن للطائرات أن تصيبهم لأن ذلك في غاية الخطورة. وقد نقتل أيضا»، حسب وكالة «رويترز».
ويقول محللون ومسؤولون إن قيمة المصفاة التي لم تعمل منذ يونيو (حزيران) الماضي بالنسبة لـ«داعش» تعد قيمة رمزية في الأساس، رغم أن التنظيم قد يتمكن من سحب بعض النفط الخام والوقود من صهاريج التخزين.
وقد ألحق القتال الأخير بالمصفاة أضرارا سيستغرق إصلاحها سنوات لتظل معطلة في وقت يعاني فيه العراق من نقص الإيرادات بسبب انخفاض أسعار النفط.
وقال مايكل نايتس الباحث الزميل بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إنه سيكون من الصعب إنقاذ المصفاة كمنشأة عاملة. وأضاف: «من المؤسف أن نضطر لفقد المصفاة. لكن بعد أن أخذ تنظيم داعش على عاتقه واحدة من تلك المعارك الصعبة فقد سبق السيف العذل».
ومع ذلك، قد تسفر معركة بيجي عن تأجيل العملية المنتظرة لاستعادة مدينة الموصل من أيدي مقاتلي التنظيم.
وكانت المصفاة تحررت من قبل في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لكن قوات الأمن فشلت في تأمين المنطقة وأعيد نشرها في جبهات أخرى، مما جعل المصفاة هدفا سهلا. وقال مصدر أمني عراقي: «سلموها لوحدات ضعيفة من الجيش انهارت تحت الضغط».
ويقول قادة عسكريون إن مفتاح استعادة المصفاة هذه المرة هو السيطرة على بلدتي بيجي والصينية. وقال مصدر في قيادة عمليات صلاح الدين «علينا استرداد الصينية وبيجي لقطع كل طرق الإمداد القادمة من محافظة الأنبار التي يستخدمها (داعش) في إرسال تعزيزات كلما احتاجوا». وتساءل المصدر: «ما الجدوى من استعادة موقع وتكبد خسائر في الأرواح بينما المناطق القريبة وطرق الإمداد لا تزال تحت سيطرة (داعش)؟».
وقد أسقطت طائرات التحالف ذخائر ومؤنا للقوات الموجودة داخل المصفاة، لكن القوات فشلت حتى الآن في الوصول إلى المجمع. وبدأت القوات الحكومية عملية عسكرية، الأسبوع الماضي، من الغرب، لكنها واجهت مقاومة شديدة من قناصة التنظيم ومن القنابل المزروعة على جوانب الطرق.
من ناحية أخرى، تحاول الشرطة الاتحادية والجيش ووحدة صغيرة من الفصائل الشيعية التقدم إلى مدينة بيجي جنوبي المصفاة، لكنها لم تتمكن من الوصول إلى وسط المدينة. وقال رئيس بلدية بيجي، محمد محمود الجبوري، إن القوات الحكومية ليست ندا للموارد التي خصصها تنظيم داعش لهذه المعركة. وأضاف: «ما نراه على الأرض عدد متواضع من القوات بالمقارنة مع الحشد المتواصل لـ(داعش) داخل المدينة والمصفاة أيضا».
ويشكو مسؤولون عسكريون أيضا من ضعف التنسيق بين القوات النظامية والفصائل شبه العسكرية المنضوية تحت لواء قوات الحشد الشعبي. وقال ضابط برتبة عقيد ،تشارك وحدته في القتال قرب المصفاة: «مقاتلو الحشد لا يمتثلون للقيادة العسكرية وعادة ما يأخذ قادتهم المحليون قرارا دون التشاور مع قادة الجيش». ووصف الوضع بأنه «فوضوي». وتم في الآونة الأخيرة إبدال رئيس قيادة عمليات صلاح الدين وهي خطوة قال مصدر داخل القيادة إنها أضعفت سلسلة القيادة. وتابع: «هذا القرار خلق انقسامات داخل قيادة العمليات وأثر على كل شيء آخر على الأرض».
مخاوف من أن تنتهي معركة تحرير مصفاة بيجي بتدميرها
«داعش» حفر خنادق حول صهاريج للغاز الطبيعي والهيدروجين في المنشأة
مخاوف من أن تنتهي معركة تحرير مصفاة بيجي بتدميرها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة