شكوك بالتحريض وعقد مفسوخ «دوّلا» قضية حمد الله

مسلي آل معمر (الشرق الأوسط)
مسلي آل معمر (الشرق الأوسط)
TT

شكوك بالتحريض وعقد مفسوخ «دوّلا» قضية حمد الله

مسلي آل معمر (الشرق الأوسط)
مسلي آل معمر (الشرق الأوسط)

كشف أحمد الشيخي، الأكاديمي والباحث القانوني الرياضي، عن وجود مبالغات في الشأن الرياضي السعودي حول المسائل الرياضية المنظورة في اللجان القضائية التابعة للاتحاد السعودي لكرة القدم.
وقال الشيخي، لـ«الشرق الأوسط»، تعليقاً على بيان اتحاد الكرة السعودي: «لدينا مبالغة في هذا الأمر، مع إيماني بصحة سرية القضايا الرياضية المنظورة التي تقصد فيها ضرورة رفض الكشف عن الوقائع الخاصة بسير القضايا مثل الحديث عن الأدلة والشهود والإجراءات وردود الأطراف في أي قضية».

واستطرد قائلاً: لكن إصدار بيان حول تقدم نادٍ ما بشكوى ضد آخر أمر قانوني ويحدث في كل مكان بالعالم، والدليل على ذلك ما أصدرته محكمة التحكيم الرياضي الدولية (كاس) بشأن تقدم روسيا بطلب استئناف ضد قرار «فيفا» و«يويفا» استبعاد المنتخب من التصفيات التأهيلية لكأس العالم 2022، وكذلك الأندية من البطولات الأوروبية، وكذلك فعلت لجنة الاحتراف السعودية في قضية كنو وناديي الهلال والنصر.
وتابع: لا توجد مشكلة في أن يقوم اتحاد الكرة بإصدار بيان حيال أي قضية منظورة دون الحديث عن الإجراءات التفصيلية والوقائع والردود.
وحول ما إذا كان البيان الخاص باتحاد الكرة السعودي مبهماً، فقد شدد الشيخي على أنه «صحيح كان مبهماً لكن كل المجتمع الرياضي يعرف جيداً أن المقصود هو قضية ناديي الاتحاد والنصر واللاعب المغربي حمد الله، فلا مجال أن تكون القضية خاصة بنقاز الأهلي أو كنو أو غير ذلك».
وحول ما يقصده بيان اتحاد الكرة السعودي بشأن تفادي الازدواجية وسلامة الإجراءات بمراسلته والتنسيق مع «فيفا»، فأشار إلى أن البيان يقصد أن النصر تقدم بشكوى ضد طرفين هما طرف محلي هو الاتحاد وطرف دولي هو اللاعب المغربي عبد الرزاق حمد الله.
وأضاف: لا شك أن النزاع الدولي سيكون من اختصاص «فيفا» وكذلك التعويضات ضد حمد الله وكذلك إذا تم إثبات أن حمد الله تم فسخ عقده مع النصر سيكون من «فيفا» أيضاً. لكن المشكلة أن الاتحاد السعودي يريد أن يرسل رسالة بأنه لا يعرف كيف يتصرف مع نادي الاتحاد باعتبار أن الأخير متضامن مع لاعبه حمد الله، أم أن اتحاد الكرة سينظر في القضية ومشكلة التحريض الاتحادي في حال ثبتت، وبالتالي تمت مخاطبة «فيفا» لأخذ رأيه في ذلك.
وشدد على أن «فيفا» سيطلب تزويده بكل المستندات من اتحاد الكرة حول شكوى النصر، وهل هي جديدة أم قديمة، وحينها سيتخذ القرار.
وشدد على أن الاتحاد السعودي سينظر في القضية إذا كانت أخلاقية أو خاصة بالفساد أو النزاهة. وأضاف: الجزء التعاقدي بين ‫الاتحاد‬ والنصر سيكون مسؤولية اتحاد الكرة السعودي.‬
وكان الاتحاد السعودي لكرة القدم قد كشف أن القضايا التي يكون أحد أطرافها لاعباً غير سعودي، فإن النزاع يعد فيها دولياً، ويكون اختصاصها لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

وأكد الاتحاد السعودي لكرة القدم، في بيان، احترامه لكل الأعراف القانونية بعدم الحديث عن القضايا المنظورة والتطرق لها حتى يتم الانتهاء من جميع تفاصيل القضية، مشيراً إلى أنه يهدف إلى توضيح بعض المفاهيم العامة التي تنطبق على مثل هذه الحالات، وعلى وجه الخصوص تحديد اختصاص الاتحاد السعودي بالنظر في المنازعات التي يكون أحد أطرافها لاعباً غير سعودي. وأشار الاتحاد إلى أن «لائحتي الاحتراف وأوضاع اللاعبين وغرفة فض المنازعات تُطبق على المنازعات المحلية وفقاً لما ورد في المادة 3 الفقرة 4 من لائحة الاحتراف، أما القضايا التي يكون أحد أطرافها غير سعودي فإن النزاع يعد دولياً ويكون اختصاصها لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم».
وأوضح الاتحاد السعودي أن «هذا المبدأ العام يخضع إلى الوقائع الخاصة بكل حالة على حدة، وفي جميع الحالات من المهم التثبت من تحديد الجهة المختصة بنظر المنازعة من أجل التأكد من صحة وسلامة الإجراءات، خاصة في حال وجود قضية أخرى ذات صلة لدى جهة دولية». وختم اتحاد الكرة بيانه: «لتفادي الازدواجية في إصدار القرارات، فإن لجنة الاحتراف بالتنسيق مع الإدارة القانونية بالاتحاد السعودي تقوم، في مثل هذه الحالات، بشكل مستمر، بالتواصل مع الجهة المختصة بالاتحاد الدولي، وعلى أثره يتم تقرير الإجراءات النظامية ذات الصلة بالقضية».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».