لبنان: المرشحون يلجأون للأساليب التقليدية للقاء الناخبين

لقاءات في المقاهي وزيارات للمنازل إضافة لـ«التواصل الاجتماعي»

من لقاء مرشحة للانتخابات اللبنانية مع الناخبين في أحد المقاهي (الشرق الأوسط)
من لقاء مرشحة للانتخابات اللبنانية مع الناخبين في أحد المقاهي (الشرق الأوسط)
TT
20

لبنان: المرشحون يلجأون للأساليب التقليدية للقاء الناخبين

من لقاء مرشحة للانتخابات اللبنانية مع الناخبين في أحد المقاهي (الشرق الأوسط)
من لقاء مرشحة للانتخابات اللبنانية مع الناخبين في أحد المقاهي (الشرق الأوسط)

لم يعد أمام معظم المرشحين للانتخابات النيابية في لبنان الذين يفتقدون إلى التمويل، إلا اللجوء إلى الأساليب التقليدية لحملاتهم الانتخابية في ظل الارتفاع غير المسبوق لتكاليف الحملات الإعلامية، بحيث باتت الزيارات إلى المنازل واللقاءات في المقاهي إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، أفضل الطرق التي يتواصل فيها المرشحون مع ناخبيهم ويلتقون بهم.
ومع ارتفاع سعر صرف الدولار والقيود المصرفية على أموال المودعين، يبدو لافتاً على غير العادة غياب الحملات الانتخابية الكبيرة في لبنان باستثناء تلك التي تعود لبعض الأحزاب الأساسية، حتى أنه لم تعد تسجل احتفالات للقاء المرشحين مع الناخبين في المناطق وبات الأمر يقتصر على حفل رئيسي لإطلاق اللائحة إذا حصل. ويعود هذا الأمر بشكل أساسي، بحسب ما يقول مرشحون، إلى الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه اللبنانيون وبالتالي عدم قدرتهم على دفع ثمن المحروقات للانتقال بسياراتهم من منطقة إلى أخرى والمشاركة في اللقاءات، إضافة إلى عدم اكتراث الناخبين بالاستحقاق من الأساس ولاقتناع معظمهم بأن الطبقة السياسية ستعود هي نفسها والتغيير لن يتحقق كما تظهر العديد من استطلاعات الرأي.
ويتحدث المرشح في دائرة البقاع الغربي جهاد الزرزور عن تجربته في هذا الإطار، مؤكداً أن اللقاءات المباشرة مع الناس لها وقع إيجابي للتعرف على المرشح عن قرب، ويلفت من جهة أخرى إلى أن ارتفاع أسعار الحملات والمقابلات الإعلامية لا سيما في محطات التلفزيون، يحول دون اللجوء إليها وبات الإنفاق يقتصر على ما هو أساسي من الصور والماكينة الانتخابية وما يرتبط بها.
ويقول الزرزور «لـ«الشرق الأوسط»: «أعتمد في حملتي الانتخابية بشكل أساسي على وسائل التواصل الاجتماعي والزيارات التي أقوم بها إلى العائلات في منطقة البقاع الغربي بحيث ألمس أن الناس يفرحون بالتعرف شخصياً عليَّ وسماع أفكاري وآرائي»، مشيراً من جهة أخرى إلى تحد يواجهه المرشحون المستقلون في مواجهة الحزبيين الذين يعتمدون على قرار من الأحزاب التي ينتمون إليها لتنفيذه من قبل المناصرين والمؤيدين، «أما نحن ورغم أننا أبناء المنطقة ويعرفنا الأهالي فتقع علينا مهمة التواصل المباشر معهم وحثهم على دعمنا».
ويتحدث الزرزور في الوقت عينه عن تكلفة هذه الزيارات مع الارتفاع غير المسبوق للأسعار، على الطرفين المرشح والعائلات. ويوضح: «زيارة لبلدتين قريبتين قد تكلف نحو مليون ليرة علماً بأننا بتنا نشعر بأن هذه الزيارات تشكل أحياناً عبئاً على من نزورههم أيضاً في ظل الغياب في بعض الأحيان، لأبسط الأمور من القهوة والتدفئة، لدى بعض العائلات التي باتت تعيش أوضاعاً اقتصادية صعبة».
ومع بدء العد العكسي وقرب موعد الانتخابات النيابية المقررة في 15 مايو (أيار)، يلفت الزرزور إلى أنه يعتمد في تكاليف حملته، وتحديداً المصاريف الأساسية من الماكينة الانتخابية والمندوبين وغيرهم على تبرعات ومساعدات تطوعية من الأقارب والأصدقاء.
ولا يختلف وضع المرشح عن دائرة الجنوب الثالثة (حاصبيا – مرجعيون)، فراس حمدان، إذ يقول: «نخوض المواجهة باللحم الحي ضد السلطة وأحزابها»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط» «حملتنا الانتخابية ترتكز على جهود نبذلها كلائحة معاً وككل مرشح على حدة في منطقته وذلك عبر اللقاءات التي نعقدها كمجموعات في القرى أو عبر الزيارات إلى المنازل إضافة إلى اللقاءات في الجامعات وعبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تشكل محطة للنقاش مع الناس وجيل الشباب».
لكن في المقابل ومع التشابه في الوضع الاقتصادي فإن المشكلة تكمن مع المرشح علي خليفة، في دائرة الجنوب الثالثة (الزهراني) ليس فقط في عدم القدرة على دفع الأموال الطائلة للحملة الانتخابية، إنما أيضاً في تقييد حركته في الجنوب حيث السيطرة لـ«الثنائي الشيعي» (حزب الله وحركة أمل) الذي يخوض المعركة عبر لائحة موحدة كما العادة. ويقول خليفة لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لا نخوض الانتخابات بأدواتها لأسباب سياسية واقتصادية، ويوضح: «نعتمد على المقابلات الإعلامية التي تقدم لنا مجاناً، وإن كانت قليلة، إضافة إلى اعتمادنا على اللقاءات مع الناخبين في مناطق محدودة في الجنوب أي في الأماكن التي يقبل أصحابها استقبالنا نظراً لخوف الناس نتيجة الضغوط التي يتعرض لها كل من يتجرأ على دعمنا أو استقبالنا».
وجرت العادة في لبنان أن تنظم المهرجات الانتخابية الكبيرة في موازاة الحملات الإعلامية التي غابت بجزء كبير منها اليوم، وبات الترويج للائحة والمرشحين بأقل الوسائل كلفة، مقابل استمرار بعض الأحزاب بدفع مبالغ هائلة لحملاتها وهي وصلت في بعض الأحيان إلى مليون دولار فيما تكلف الدقيقة في قنوات التلفزة ألف دولار أميركي.



​السواحل اليمنية تواصل ابتلاع المهاجرين من القرن الأفريقي

السواحل اليمنية ابتلعت أكثر من 3 آلاف مهاجر من القرن الأفريقي (إعلام حكومي)
السواحل اليمنية ابتلعت أكثر من 3 آلاف مهاجر من القرن الأفريقي (إعلام حكومي)
TT
20

​السواحل اليمنية تواصل ابتلاع المهاجرين من القرن الأفريقي

السواحل اليمنية ابتلعت أكثر من 3 آلاف مهاجر من القرن الأفريقي (إعلام حكومي)
السواحل اليمنية ابتلعت أكثر من 3 آلاف مهاجر من القرن الأفريقي (إعلام حكومي)

تواصل السواحل اليمنية ابتلاع المهاجرين من القرن الأفريقي، بعد أن لقي هذا الأسبوع أكثر من 20 شخصاً حتفهم غرقاً بالقرب من مضيق باب المندب، وهو أحدث طرق التهريب إلى اليمن بعد تشديد السلطات الرقابة على الطرق الأساسية في سواحل محافظتي لحج وشبوة.

ومع تسجيل فقدان أكثر من ثلاثة آلاف مهاجر خلال الأعوام الماضية، أكدت المنظمة الدولية للهجرة أن قارباً انقلب في البحر السبت الماضي في مديرية (ذو باب) التابعة لمحافظة تعز اليمنية، ما أدى إلى وفاة 20 مهاجراً إثيوبياً (9 نساء و11 رجلاً).

وكان المركب، بحسب المنظمة الأممية، يحمل على متنه 35 مهاجراً، وقبطاناً يمنياً ومساعده، بعد أن غادر من سواحل جيبوتي وانقلب بالقرب من سواحل منطقة الحجاجة.

وأفاد مسؤولو التنسيق الميدانيون في مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة بأن الناجين هم 15 رجلاً إثيوبياً، إضافة ليمنيين اثنين وهما طاقم القارب، حيث وصلوا إلى الشاطئ بعد الحادث المروع، وقد أظهرت البيانات أن الرياح الموسمية العاتية كانت وراء انقلاب القارب، الذي يُعتَقد أنه غادر جيبوتي.

عشرات الآلاف من المهاجرين يصلون سنوياً إلى اليمن في رحلات محفوفة بالمخاطر (إعلام حكومي)

وقال عبد الستار عيسويف، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، إن «هذه المأساة تذكر بالوضع القاتم والظروف المتقلبة التي يتحملها المهاجرون في بحثهم عن الأمان وحياة أفضل. فكل حياة تُفقد هي خسارة كبيرة. ويجب على المجتمع الدولي أن يشد من عزمه من أجل معالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية، وإعطاء الأولوية لحماية المهاجرين وحفظ كرامتهم».

طرق خطرة

على الرغم من الجهود المستمرة لتفكيك شبكات التهريب وتعزيز سلامة المهاجرين، تظل المياه قبالة السواحل اليمنية من بين الأخطر في العالم. ففي عام 2024 فقط، وثقت مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة وصول أكثر من 60 ألف مهاجر إلى اليمن.

وقالت المنظمة إن من المثير للقلق أنه منذ عام 2014 سجل مشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة الدولية للهجرة 3 آلاف و435 حالة وفاة واختفاء على طول الطريق الشرقي، بما في ذلك ألف و416 شخصاً فقدوا حياتهم غرقاً.

ونبهت المنظمة في بيانها إلى أن الحادثة الأخيرة تسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى تضافر الجهود لمعالجة أوجه الضعف التي يواجهها المهاجرون.

على الرغم من تشديد الإجراءات الأمنية يستمر تدفق المهاجرين إلى اليمن (إعلام حكومي)

ويدفع الصراع، وتغير المناخ، ونقص الفرص الاقتصادية معظم المهاجرين الإثيوبيين إلى السفر عبر اليمن للوصول إلى دول الخليج، ولكن ينتهي بهم الأمر في التعرض للاستغلال والعنف، والظروف المهددة للحياة على طول الطريق.

وتعهدت المنظمة الأممية تقديم الدعم الحاسم للمهاجرين على طول طرق الهجرة الرئيسة في اليمن، بما في ذلك الرعاية الصحية والغذاء والمأوى وخدمات الحماية المتخصصة. ومع ذلك، بينت أن حجم الاحتياجات يتجاوز بكثير الموارد المتاحة. ويعد تعزيز التعاون الدولي، وزيادة التمويل، والالتزام الجماعي بالهجرة الآمنة، أموراً ضرورية لمنع مزيد من المآسي وحماية الأرواح.

ومع تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، كررت المنظمة الدولية للهجرة نداءها للمانحين والشركاء لتعزيز الجهود لحماية المهاجرين الضعفاء، ومعالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية. وقالت إن العمل المتضافر ضروري لضمان عدم اضطرار المهاجرين إلى المخاطرة بحياتهم بحثاً عن الأمان والكرامة.

جهد أمني يمني

كانت الحملة الأمنية المشتركة للقوات الحكومية اليمنية في محافظة لحج قد ضبطت منذ أيام قارباً يحمل على متنه 179 مهاجراً غير شرعي قادمين من القرن الأفريقي، وذلك أثناء محاولتهم دخول البلاد عبر سواحل خور العميرة.

ووفق إعلام الحملة الأمنية، فقد رصدت القوات البحرية التابعة للحملة تحركات مريبة لقارب بالقرب من سواحل خور العميرة، حيث تبين وجود عدد كبير من الأشخاص على متنه. وعلى الفور، قامت القوات بمطاردة القارب وإيقافه، لتكتشف أنه يحمل مهاجرين غير شرعيين من جنسيات مختلفة قادمين من دول القرن الأفريقي، وتم التعامل مع الوضع بحرفية تامة، حيث تم نقل المهاجرين إلى مراكز مخصصة لتقديم المساعدات الإنسانية الأولية لهم، مع اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

وجدّدت قيادة الحملة الأمنية التزامها بمواصلة جهودها في التصدي لعمليات التهريب والهجرة غير الشرعية، وأكدت في بيانها أن هذه العمليات تشكل تهديداً للأمن القومي، وتعرّض حياة المهاجرين للخطر.

وقالت إن مكافحة الهجرة غير الشرعية ليست مجرد مسؤولية أمنية، بل مسؤولية إنسانية وأخلاقية، وإنها ستواصل التصدي بكل حزم لهذه الظاهرة، مع الحرص على احترام حقوق الإنسان، وتوفير المساعدات اللازمة للمهاجرين المضبوطين.

ودعت قيادة الحملة السكان إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية والإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة تتعلق بالتهريب أو الهجرة غير الشرعية، وقالت إن التعاون المجتمعي هو أساس الحفاظ على أمن البلاد واستقرارها. وتعهدت مواصلة تعزيز الرقابة البحرية، وتشديد الإجراءات عند النقاط الحدودية لمنع تكرار مثل هذه المحاولات غير القانونية.