جلسة «عاصفة الحزم» تثير النقاش في منتدى الإعلام العربي بدبي

الشيخ محمد بن راشد دشن الدورة الرابعة عشرة بمشاركة ألفي إعلامي

الشيخ محمد بن راشد خلال تدشين منتدى الإعلام العربي (وام)
الشيخ محمد بن راشد خلال تدشين منتدى الإعلام العربي (وام)
TT

جلسة «عاصفة الحزم» تثير النقاش في منتدى الإعلام العربي بدبي

الشيخ محمد بن راشد خلال تدشين منتدى الإعلام العربي (وام)
الشيخ محمد بن راشد خلال تدشين منتدى الإعلام العربي (وام)

شكلت «عاصفة الحزم» مادة دسمة للنقاش المثير خلال الجلسة التي عقدت في الدورة الرابعة عشرة من منتدى الإعلام العربي، الذي انطلق يوم أمس في مدينة دبي برعاية وحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ومشاركة ما يزيد على ألفين من الساسة والقيادات الإعلامية المحلية والعربية في المنطقة والعالم.
وأجمع المشاركون في جلسة «عاصفة الحزم» في المنتدى على أن هذه الخطوة تشكل نواة لاستراتيجية عربية مقبلة، قد تسهم في إيقاف كل المحاولات لمن يريد أن يحدث الفرقة بين الدول العربية، مؤكدين على أن تشكيل قيادة عربية يأتي في ظل ما تحقق من أهداف لعملية «عاصفة الحزم». ودعا الدكتور فهد الشليمي، رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلم، إلى أهمية الجرأة في القرار والفعل «حيث إن المواطن العربي من المغرب إلى أقصى المشرق يريد قيادة تفعل وتحسم، والمطلوب منا خليجيًا أن نكون في مركز القيادة، وأن تدار الأمور وفقا للطريقة الخليجية». وقال «نحن في الخليج علينا أن نخط مدرسة جديدة بعيدًا عن دول لم تقدم سوى الشعارات منذ عقود، فـ(عاصفة الحزم) بالنسبة إليّ كخليجي تعني الكثير، وهذه أول مرة تقوم فيها القوات العربية منذ 1973 بالتخطيط والتنسيق والتنفيذ». وتابع قائلا «ليست لدينا ثقة بالرئيس الأميركي، فهو لا يقدم ضمانات خاصة حول الملف النووي الإيراني».
من جهته، قال مأمون فندي، مدير برنامج الشرق الأوسط بمعهد الدراسات الاستراتيجية في لندن «لا نعرف شكل اليمن القادم في ظل (عاصفة الحزم)، والانجرار خلف العاطفة يقودنا لطريق غير واضح، لكن (عاصفة الحزم) خلقت سياقا عربيا جديدا، والعرب يرون في هذه العملية ردًا للكرامة وإثباتًا لقدرتهم على أخذ المبادرة، كما أن (عاصفة الحزم) نقطة استراتيجية فارقة في الإقليم، والسعودية قررت اتخاذ القرار وأقامت تحالفًا فاعلاً»، داعيًا إلى إيجاد تناسق بين الاستراتيجيات العربية.
المحلل السياسي علي الخشيبان أقر بوجود تغير في السياسة الأميركية، مما يجعل المنطقة تحت فرضيات جديدة، وأنه من الضروري التعاطي معها. وقال «نحن في الخليج قد لا نتفق مع الفرضيات الجديدة، والآن علينا البحث عن مواجهة هذه الفرضيات». وأضاف «(عاصفة الحزم) كانت لها أهداف معينة وتم تحقيقها».
إلى ذلك، قال علي النعيمي، مدير جامعة الإمارات، إن دول الخليج تشكك في مصداقية الالتزام الأميركي تجاه أمنها، وهو ما حدّ من رد الفعل الأميركي تجاه قضايا المنطقة. وأضاف «دول الخليج تملك قرارها، وهي معنية بحماية مصالحها، وأكبر إنجاز في (عاصفة الحزم) كان الالتفاف الشعبي الخليجي والفخر بقياداتنا وبقواتنا المسلحة الخليجية». وتابع النعيمي «قرار (عاصفة الحزم) هو من أصعب القرارات التي اتخذت في تاريخ العرب المعاصر، وقرار الحرب لم يكن هناك خيار فيه، وليس هناك أمن عربي خليجي من دون مصر، والوقوف مع مصر يأتي لأنها عمقنا الاستراتيجي، وأرض الكنانة صمام الأمان».
وفي الكلمة الرئيسية للمنتدى، قال إياد بن أمين مدني، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إن المسلمين باتوا في حاجة أكثر من أي وقت مضى للتوصل إلى صياغة آلية جديدة يمكن من خلالها التنبؤ بالأزمات السياسية قبل اندلاعها وتفاقمها». كما أكد أن المسلمين في حاجة إلى التعرف إلى بعضهم بعضا وعدم الاكتفاء بخطاب الانتماء إلى هوية أو حضارة واحدة. وحول نظرة العالم للإسلام والمسلمين قال مدني إن «الأمة تواجه تحديات كبيرة، جانب منها مصدره من الداخل»، منوها بأهمية الخلفيات التي أدت إلى هذا التشويه الذي نال من صورة المسلمين حول العالم.
وقال إن الاهتمام بالشباب لا بد أن يكون عبر إعلاء قيمة العلم والمعرفة وتوظيف التكنولوجيا المتطورة، وهو الموضوع الذي سيركز عليه مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي خلال العام الحالي لبحث كيفية توظيف التقنية المتطورة في دفع معدلات التنمية الاقتصادية في العالم الإسلامي.
وعن دور الإعلام، وخلال جلسة حوارية مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حملت عنوان «صورة الإسلام والمسلمين»، استبعد إياد مدني الاستخفاف بدور الإعلام، وقال إنه ليس «لعبة» لكنه صورة من صور القدرات السياسية.
ورفض مدني استخدام الدين أو المذهبية أداة لتوسيع النفوذ أو التدخل في شؤون دول أخرى، وقال إن المنطقة في حاجة إلى صيغة توافقية تزيل أسباب الفرقة بين دولها وتبحث عما هو مشترك، وتراعي المصالح المشتركة. بينما كشف عن انعقاد اجتماع لوزراء خارجية المنظمة قريبا لمناقشة الأزمة اليمنية وبحث الأدوار التي تنسب إلى بعض الدول الأعضاء في تلك الأزمة.
من جهته، قال وزير الإعلام الكويتي سلمان السالم الصباح إن الواقع والمتغيرات الجديدة في العالم العربي يفرضان على قطاع الإعلام تطوير نفسه في ظل تهديد التطرف للمجتمعات، مشيرا إلى أن المجتمع أصبح شريكا رئيسيا في صياغة المشهد الإعلام. وتابع وزير الإعلام الكويتي في حديثه خلال جلسة حوارية بعنوان «الإعلام العربي 2015.. وجهة نظر خليجية»، أمس «وجدنا توافقا وتعاونا إيجابيا في دول مجلس التعاون الخليجي مع المؤسسات الإعلامية الحكومية والخاصة لدعم (عاصفة الحزم)».
وقال الصباح إن الإعلام الجديد أصبح وسيلة مؤثرة، لكنه بات مرتعا للإشاعات في بعض الأحيان، و«استغل لدعم الجريمة والفكر المتطرف، حيث إن الفكر المتطرف الأكثر استغلالا لوسائل الإعلام الجديدة، وهناك عشرات الآلاف من الصفحات والحسابات الداعمة لهذا الفكر».
ودعا إلى ضرورة التقييم المدروس لمسار الإعلام الجديد، وتأثيراته السياسية والأمنية والاجتماعية، لافتا إلى أن المصداقية تبقى المحك. وقال «هناك خلط بين الدور الإعلامي والسياسي بصورة جعلت من الرأي الشخصي يؤثر على المعلومة، فيما بات المتلقي ناقدا وواعيا ومشاركا».
من جهتها، قالت منى غانم المري، رئيسة اللجنة التنظيمية لمنتدى الإعلام العربي رئيسة نادي دبي للصحافة «إن منتدى الإعلام العربي في دورته الحالية استلهم شعاره والإطار العام لنقاشاته من ذلك النهج الفريد الذي يحفه التفاؤل ويؤازره النجاح، دون أن يغفل التحديات، التي لا تلبث أن تتعاظم يوما بعد الآخر لتضع الإعلاميين جميعا أمام مسؤولية كبيرة توجب التحرك بسرعة ووعي والتزام بعقول متفتحة وعزائم صادقة لإيجاد حلول فعالة تعين على مزيد من التطوير الإعلامي للوصول إلى أفضل النتائج المتوخاة في هذا الاتجاه».



«كوب 16» في الرياض: 35 قراراً لمكافحة التصحر

صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
TT

«كوب 16» في الرياض: 35 قراراً لمكافحة التصحر

صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

اختتم مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) اجتماعاته في الرياض، أمس، بالموافقة على 35 قراراً حول مواضيع محورية تسهم في الحد من تدهور الأراضي ومكافحة الجفاف.

وحقَّقت الدول في «كوب 16» تقدماً ملحوظاً في وضع الأسس لإنشاء نظام عالمي لمكافحة الجفاف مستقبلاً. كما تم التعهد بتقديم أكثر من 12 مليار دولار.

وأكَّد رئيس الدورة الـ16 للمؤتمر، وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي المهندس عبد الرحمن الفضلي، في كلمة ختامية، التزام المملكة مواصلةَ جهودها للمحافظة على النظم البيئية، وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي، والتصدي للجفاف. وأعرب عن تطلُّع المملكة لأن تُسهمَ مخرجات هذه الدورة في إحداث نقلة نوعية تعزّز الجهود المبذولة في هذا الصدد.