طهران إلى أطراف محادثات فيينا: لن نتخلى عن «التقدم النووي»

طهران إلى أطراف محادثات فيينا: لن نتخلى عن «التقدم النووي»
TT

طهران إلى أطراف محادثات فيينا: لن نتخلى عن «التقدم النووي»

طهران إلى أطراف محادثات فيينا: لن نتخلى عن «التقدم النووي»

وسط احتدام النقاش بشأن الموقف الأميركي من تصنيف «الحرس الثوري»، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس، إن طهران لن تتخلى عن حقها في تطوير قطاعها النووي، مطالباً جميع الأطراف المشاركة في محادثات إحياء اتفاق 2015 النووي باحترام ذلك.
وتعثرت المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بعد انعقادها في فيينا على مدى 11 شهراً، إذ يلقي الجانبان الكرة في ملعب الطرف الآخر بشأن اتخاذ قرارات سياسية لتسوية القضايا العالقة.
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن رئيسي قوله في كلمة بمناسبة يوم التكنولوجيا النووية في إيران: «للمرة الأكثر من مائة رسالتنا من طهران إلى فيينا هي أننا لن نتراجع عن الحقوق النووية للشعب الإيراني... ولا حتى مثقال ذرة» مضيفة أن برنامجها النووي لـ«الأغراض السلمية فحسب».
وبرزت عقبة مطالبة إيران بشطب «الحرس الثوري» من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، بعدما تخطت المفاوضات عقبة روسية بطلب ضمانات مكتوبة لعدم تضرر تعاونها في الاتفاق النووي بالعقوبات المفروضة بسبب الأزمة الأوكرانية.
وقالت المصادر الإيرانية والغربية إن واشنطن رهنت الخطوة بخفض إيران للتصعيد الإقليمي وهو ما رفضته طهران.
وقال دبلوماسي إيراني لـ«رويترز» إن إيران رفضت اقتراحاً أميركياً للتغلب على هذه النقطة الشائكة بالإبقاء على «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» ضمن العقوبات المفروضة على المنظمات الإرهابية الأجنبية في حين يتم رفع «الحرس الثوري» ككيان من القائمة.
وأبلغ مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، صحيفة واشنطن بوست أمس، بأن الرئيس جو بايدن «لا ينوي التنازل عن التصنيف الإرهابي للحرس الثوري». وفي إشارة إلى احتمال تعثر المفاوضات، قال المسؤول: «يقع العبء على إيران فيما إذا كان لدينا اتفاق نووي. سوف يلتزم الرئيس بالمبادئ الأساسية». وأضاف: «الإيرانيون يعرفون وجهات نظرنا».
وشددت «الخارجية الأميركية»، الجمعة على إبقاء «فيلق القدس»، على لائحتها السوداء، وذلك غداة قدم إحاطة لرئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي أمام مجلس الشيوخ، قال فيها إنه «برأيي الشخصي، أعتقد أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، ولا أؤيد شطبه من قائمة المنظمات الإرهابية».
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت إدارة الرئيس جو بايدن تتشارك هذا الرأي مع الجنرال ميلي، بدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركي جالينا بورتر الجمعة، مؤيدة للأمر. وقالت للصحافيين إن «الرئيس يتشارك الرأي مع رئيس الأركان بشأن أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري، إرهابي».
وقالت بورتر: «أريد أن أذكر بأن من أصل 107 إدراجات مرتبطة بإيران على اللائحة السوداء قررتها إدارة بايدن، هناك 86 منها تستهدف بشكل محدد أشخاصاً مرتبطين بالحرس أو بجماعات تابعة له»، إلا أنها أكدت مجدداً على أن إحياء الاتفاق النووي ليس «وشيكاً ولا مؤكداً في هذه المرحلة».
وقبل ذلك بيومين، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في مقابلة خاصة مع قناة «إن بي سي»، إن «الحرس الثوري» منظمة إرهابية، وبشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق في محادثات فيينا، قال: «لستُ مفرطاً في التفاؤل».
وكان الملف النووي الإيراني جزءاً من مشاورات بلينكن ونظرائه في فرنسا وألمانيا وبريطانيا في بروكسل الأربعاء حيث، رافقه المبعوث الخاص بإيران، روب مالي. وأكدت الخارجية الأميركية في بيان أن الوزراء الأربعة اتفقوا على ضمان عدم امتلاك إيران السلاح النووي، مشددين على أن الحل الدبلوماسي في إعادة التبادل المتماثل في الاتفاق النووي هو «أفضل مسار»، لكن أشاروا إلى استعدادهم لسيناريوهات أخرى إذا لزم الأمر.
وأدرجت إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب «الحرس الثوري» الموازي للجيش الإيراني، على هذه القائمة السوداء عام 2019 بعد زهاء عام من قراره الانسحاب الأحادي من الاتفاق المبرم بين إيران والقوى الكبرى في 2015، وأبدى بايدن الذي خلف ترمب في منصب الرئيس، رغبته في العودة إلى الاتفاق، بشرط عودة طهران للامتثال لكامل التزاماتها التي تراجعت عنها في أعقاب انسحاب واشنطن.
ودفعت تصريحات ميلي والمسؤولين في الإدارة الأميركية، بعض المحللين إلى أن واشنطن «تفرق» بين «الحرس الثوري» و«فيلق القدس». واعتبرته وكالة الصحافة الفرنسية إلى أنه «يعطي مؤشراً إلى مقترح أميركي بحل وسط. ومن الممكن نظرياً شطب الحرس الثوري عن اللائحة السوداء وإبقاء فيلق القدس مدرجاً عليها».
وأكد المفاوض الأميركي روب مالي أواخر مارس (آذار) أن الحرس الثوري سيبقى خاضعاً للعقوبات الأميركية حتى لو شُطب عن اللائحة السوداء، وأن نظرة الولايات المتحدة للحرس لن تتغير. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فإن هذا التصريح لا يعني بالضرورة أن الأميركيين يرفضون شطب الحرس عن لائحتهم السوداء، لأن قادة الحرس سيبقون على أي حال يرزحون تحت وطأة عقوبات أخرى.
في الأثناء، دعا مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، إدارة جو بايدن إلى تزويد إسرائيل بالأسلحة والقدرات العسكرية التي تحتاجها للدفاع عن نفسها من إيران.
وقال مارك روبيو الذي قاد حملة التوقيع على رسالة إن الإدارة الأميركية «تبدو عازمة على إبرام اتفاق نووي جديد مع إيران من شأنه أن يمد النظام بمسار الأسلحة النووية»، محذرين من تداعيات «إقليمية سلبية كبيرة» لإحياء الاتفاق.
وتدعو الرسالة التي وقعها 11 سيناتوراً إلى تسليم ناقلات التزود بالوقود الجوية من طراز كي سي - 46 أ وكذلك تسليم المقاتلات مثل إف - 35 وإف 15 وكذلك طائرات الهيلكوبتر من طراز سي إتش - 35 كي، فضلاً عن ضمان وجود مخزونات كافية من الذخائر الموجهة الأميركية الصنع، بما يشمل الدعم المستمر لأنظمة القبة الحديدية، ومنظومة الدفاع الجوي «مقلاع داود» ومنظومة «آرو» (السهم).



إردوغان طلب من ترمب وقف الدعم لأكراد سوريا

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متحدثاً خلال فاعلية في إسطنبول الجمعة (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متحدثاً خلال فاعلية في إسطنبول الجمعة (الرئاسة التركية)
TT

إردوغان طلب من ترمب وقف الدعم لأكراد سوريا

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متحدثاً خلال فاعلية في إسطنبول الجمعة (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متحدثاً خلال فاعلية في إسطنبول الجمعة (الرئاسة التركية)

أعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أنه طلب من الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، وقف الدعم الأميركي لـ«وحدات حماية الشعب الكردية» ذراع «حزب العمال الكردستاني» في سوريا.

وقال إردوغان إنه أكد لترمب خلال اتصال هاتفي فور إعلان فوزه برئاسة أميركا للمرة الثانية، ضرورة وقف الدعم المقدم لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في سوريا، وأن تركيا لن تتهاون في تأمين حدودها بمواجهة خطر التنظيمات الإرهابية.

وأضاف الرئيس التركي في تصريحات لصحافيين نُشرت أمس: «سنواصل محادثاتنا مع السيد ترمب في الفترة الجديدة، وسنناقش التطورات في المنطقة، وانسحاب القوات الأميركية من سوريا».

وشدد على أن تركيا لا تزال مصممة على سياستها المتمثلة في إنشاء حزام أمني بعمق 30 إلى 40 كيلومتراً على طول حدودها الجنوبية للقضاء على «التهديدات الإرهابية».