تقرير بريطاني: علي مملوك تحت الإقامة الجبرية بتهمة التخطيط لانقلاب

مصدر : تواصل مع تركيا ومع رفعت الأسد عبر وسطاء

تقرير بريطاني: علي مملوك تحت الإقامة الجبرية بتهمة التخطيط لانقلاب
TT

تقرير بريطاني: علي مملوك تحت الإقامة الجبرية بتهمة التخطيط لانقلاب

تقرير بريطاني: علي مملوك تحت الإقامة الجبرية بتهمة التخطيط لانقلاب

ذكرت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية، أمس، أن نظام بشار الأسد يضع رئيس جهاز الأمن الوطني علي مملوك تحت الإقامة الجبرية بعد أن اشتبهت بتخطيطه لانقلاب على النظام، متهمة إياه بإجراء محادثات سرية مع بلدان تدعم المعارضة، وأفراد منفيين كانوا من داخل النظام السوري.
وقال مصدر محسوب على النظام السوري ومطلع على الخطة للصحيفة: «إن مملوك كان على تواصل مع الاستخبارات التركية عبر وسيط، كما تواصل مع رجل أعمال من حلب كان وسيطا بينه وبين رفعت الأسد، الذي يعيش في المنفى منذ نفاه شقيقه حافظ الأسد بتهمة الانقلاب على النظام في سوريا في حقبة الثمانينات. ورفض رفعت الأسد التعليق على التقرير، بحسب الصحيفة، لكن مصدرا مطلعا قال لها إن «هناك اهتماما كبيرا بين الضباط السوريين وعناصر من الجيش السوري بعودة رفعت الأسد إلى سوريا».
وذكرت الصحيفة نقلت عن مصدر من القصر الرئاسي لبشار الأسد، أن الرئيس السوري يصارع للحفاظ على تماسك «الحلقة الداخلية» لنظامه الذي يتزايد انقلاب أفراده على بعضهم البعض، ونوهت الصحيفة بوفاة رئيس شعبة الأمن السياسي سابقا رستم غزالة، بعد إدخاله إلى المستشفى إثر تعرضه للضرب من قبل رجال رئيس المخابرات العسكرية، لافتة إلى أن شبكة المخابرات التي فرض الأسد سلطته من خلالها كانت تعاني من الاضطرابات عبر العقود الأربعة الماضية.
ويشير التقرير إلى دور إيران المتصاعد في سوريا التي «يسيطر عناصرها على مصالح حكومية واسعة، من المصرف المركزي وصولا إلى استراتيجية المعارك»، بل إن معظم المستشارين في القصر الرئاسي هم الآن إيرانيون، بحسب مصدر مقرّب من القصر الرئاسي. وقد أزعج مملوك أن تتنازل سوريا عن سيادتها لإيران. وارتأى أنه يجب تغيير الوضع. ويُعتقَد أنه كان لغزالة الرأي نفسه، وكان معارضا للنفوذ الذي اكتسبه «الحرس الثوري الإيراني» الشيعي ووكيله اللبناني «حزب الله» في سوريا في السنوات الأخيرة.
وروى مصدر مقرّب من الحكومية الإيرانية لـ«التلغراف» أنه عندما ذهب «مسؤولون من النظام إلى طهران، الشهر الماضي، كانت الاجتماعات متشنّجة، خصوصا عندما اقترح الزائرون السوريون فكرة إنهم يخسرون السيطرة على سوريا، ولا بد من النظر في عقد اتفاق مع المعارضة. ويتابع المصدر بقوله «الإيرانيون كانوا غاضبين من الاقتراح، فبعد أن قدموا المساعدات، لن يقبلوا بخسارة السيطرة على سوريا».
وختمت «ديلي تلغراف» تقريرها بكلام للخبير في الشؤون السورية بمؤسسة بروكينغز تشارلز ليستر، الذي قال إن النظام السوري يواجه في الآونة الأخيرة المأزق الأخطر الذي يتعرض له منذ سنوات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.