بغداد ردًا على انتقادات أربيل: ماضون في تنفيذ التزاماتنا بموجب الاتفاق النفطي

المستشار الإعلامي لوزير النفط أكد لـ («الشرق الأوسط») أن إيجابيات الصفقة تفوق سلبياتها

بغداد ردًا على انتقادات أربيل: ماضون في تنفيذ التزاماتنا بموجب الاتفاق النفطي
TT

بغداد ردًا على انتقادات أربيل: ماضون في تنفيذ التزاماتنا بموجب الاتفاق النفطي

بغداد ردًا على انتقادات أربيل: ماضون في تنفيذ التزاماتنا بموجب الاتفاق النفطي

وصفت الحكومة العراقية الاتفاق النفطي مع إقليم كردستان بأنه «اتفاق الربح المتبادل بين الطرفين»، مؤكدة المضي في «تنفيذ بنوده حتى النهاية رغم الإشكالات الفنية التي تظهر بين آونة وأخرى».
وقال المستشار الإعلامي لوزير النفط العراقي أحمد سالم الساعدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على خلفية اتهام رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني الحكومة الاتحادية في بغداد بعدم الالتزام بالاتفاق النفطي بين الجانبين، إن «الاتفاق الذي تم إبرامه بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان حقق نتائج مهمة على كل الأصعدة السياسية والنفطية وهو ما يجعلنا حريصين كل الحرص على المضي في تطبيق بنوده حتى النهاية».
وكان نيجيرفان بارزاني اتهم الحكومة الاتحادية بـ«عدم الالتزام بالاتفاق النفطي الموقع مع أربيل بشكل كامل»، وجدد التزام حكومته بالاتفاق. وقال خلال مؤتمر صحافي عقده بمدينة السليمانية أول من أمس إنه «سيجتمع في السليمانية مع قادة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وسيبحث معهم الأوضاع في الإقليم والعلاقات مع الحكومة المركزية، إضافة إلى ملفات أخرى». وبشأن الاتفاق النفطي مع الحكومة المركزية أكد بارزاني أن «الاتفاق ينص على تصدير الإقليم 550 ألف برميل يوميًا من النفط لصالح الحكومة الاتحادية ضمن موازنة 2015»، مشيرًا إلى أنه «في مقابل ذلك على بغداد ان تدفع شهريًا تريليونًا و200 مليار دينار للإقليم كحصة كردستان من الموازنة الاتحادية». وأكد بارزاني أن «بغداد لم تلتزم حتى الآن بالاتفاق ونحن من جانبنا التزمنا»، معربًا عن أمله في أن «تلتزم الحكومة الاتحادية بالاتفاق». وشدد بارزاني على أنه «إذا أرادوا (في إشارة إلى الحكومة الاتحادية) التعامل مع إقليم كردستان كمشترين للنفط ليس لدينا مانع»، مستدركا بالقول «لكننا سنسعى لإبرام اتفاقية جديدة مع بغداد»، مشيرا إلى وجوب تغيير بعض النقاط في الاتفاقية الحالية.
لكن المستشار الإعلامي لوزير النفط أحمد الساعدي، دافع عن الاتفاق الحالي وقال إن «الإشكالات الفنية هنا أو هناك لا تؤثر على أصل الاتفاق ومدى ما حققه من إيجابيات كثيرة للطرفين من أهمها تعظيم الصادرات النفطية في البلاد بما في ذلك كسر الأرقام التصديرية القياسية بالإضافة إلى الحفاظ على نفط كركوك لأنه في حال وقف الصادرات يمكن أن تتعرض الآبار النفطية للنضوب بسبب عدم الاستخراج».
وعد الساعدي أن «توقيع اتفاق مع مشكلات هنا وهناك هو أفضل من حالة اللااتفاق التي نتجت عنها مشكلات سياسية وتصعيد بينما الذي حصل بعد الاتفاق نوع من الوئام السياسي انعكس على الجميع»، مبينا أن «من مصلحة الطرفين المضي في تطبيق بنود الاتفاق مع عدم تجاهل المشكلات الفنية التي يمكن معالجتها عن طريق التفاهم لأن العراق لا يتحمل أزمات جديدة كما أن عدونا واحد وهو تنظيم داعش الإرهابي».
في السياق نفسه، أوضح عضو البرلمان العراقي عن كتلة التحالف الكردستاني، فرهاد قادر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «قانون الموازنة لعام 2015 نص على دفع 17 في المائة من الموازنة المالية إلى كردستان كحصة لها ضمن القانون على أن تقوم كردستان بتصدير 550 ألف برميل يوميا من النفط بواقع 250 ألف برميل من نفط الإقليم و300 ألف برميل من نفط كركوك». وأضاف قادر أنه «منذ أربعة أشهر يتم استخراج كميات النفط من كردستان وكركوك بشكل طبيعي غير أنه خلال الشهرين الأول والثاني لم يتمكن الإقليم من تصدير الكمية المطلوبة إلى شركة (سومو) الوطنية لأسباب فنية لكن منذ الشهر الرابع وإلى اليوم فقد تم الالتزام بالتصدير بكمية تفوق ما تم الاتفاق عليه بنحو مائة مليار دينار عراقي». وأوضح قادر أن «الحكومة الاتحادية لم تلتزم من جانبها، إذ إنها سلمت الإقليم 543 مليار دينار عراقي وهي استحقاقات الشهر الرابع فقط وهو مبلغ قليل جدا علما أن كردستان تمر بأزمة مالية»، متابعا أن «حكومة إقليم كردستان وجهت استفسارا إلى وزيري المالية هوشيار زيباري والنفط عادل عبد المهدي من أجل توضيح الأسباب التي تحول دون تسليم الكمية المتفق عليها من الأموال إلى كردستان». ونوه قادر باتخاذ «خيارات أخرى في حال لم تتم الإجابة ومن بينها استضافة وزيري المالية والنفط وربما رئيس الوزراء في البرلمان».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.