اليمين يجبر الخارجية الإسرائيلية على حذف «منشور» أبو مازن

الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن (رويترز)
TT

اليمين يجبر الخارجية الإسرائيلية على حذف «منشور» أبو مازن

الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن (رويترز)

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب، أمس (الجمعة)، أن قرار وزارة الخارجية الإسرائيلية شطب التغريدة التي نشرتها نقلاً عن صفحة الرئاسة الفلسطينية، والتي عبّرت عن إدانة عملية بني براك، كان بضغط من قوى في اليمين المعارض.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، قد فاجأ كثيرين بمنشور على صفحته في الشبكات الاجتماعية، بعد ساعات قليلة من قيام شاب فلسطيني من الضفة الغربية بتنفيذ العملية إطلاق نار في بني براك، يوم الأربعاء الماضي، استنكر فيه العملية.
وقد أبرزت وسائل الإعلام الإسرائيلية هذا الاستنكار ووصفته بأنه استثنائي. ونشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية في أعقاب ذلك «تغريدة»، جاء فيها: «استنكر رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن مقتل مدنيين إسرائيليين في عملية تل أبيب، وقال إن قتل المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين لا يؤدي إلا إلى مزيد من التدهور الذي يتحمل مسؤوليته المستوطنون وغيرهم».
وقد أثار هذا غضب اليمين. وأعلنت مصادر يمينية أن هذا الاستنكار جاء بضغط شديد من الإدارة الأميركية.
وقال حزب الليكود الذي يقود المعارضة: «من الجيد أن يدين عباس العملية، لكن هذا بالتأكيد ليس كافياً، ويجب ألا ننسى أن السلطة الفلسطينية تدعم الإرهاب، وتخصص رواتب للأسرى في السجون، وهذا أمر تجب إدانته بشدة». وصرحت عضوة الكنيست أوريت ستروك، من حزب «الصهيونية الدينية» اليميني المتطرف، بأن «حكومة بنيت - لابيد في خدمة العدو، ووزارة خارجية إسرائيل التي يقودها لبيد تجعل موقعها الرسمي منصة للإرهابي الكبير أبو مازن، اللقيط الذي سن قانون رواتب الأسرى، ويوقع على كشوفات رواتبهم كل شهر».
وقد تركت هذه الحملة تأثيرها على وزير الخارجية، يائير لبيد، فأمر بحذف المنشور. وقال الناطق بلسان وزارته: «كان هناك خطأ في الحكم والتصرف».
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، أمس، أن إدانة السلطة الفلسطينية لعملية بني براك، جاء بعد ضغوط إسرائيلية وبالتنسيق مع الولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية في تل أبيب قولها إن إسرائيل هددت بإلغاء التسهيلات على حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، التي أقرتها لشهر رمضان المبارك، وبينها زيادة عدد العمال الفلسطينيين في إسرائيل والسماح لعائلات الأسرى في قطاع غزة بزيارة أبنائهم الأسرى في السجون الإسرائيلية وزيادة تصاريح الاستجمام وزيارات الأهل من فلسطينيي 48 وغير ذلك.
وادعت الصحيفة أيضاً أن صيغة الإدانة باللغة الإنجليزية أرسلت للإدارة الأميركية حتى قبل نشرها علناً. وقالت إن «قيادة السلطة استوعبت أنه من دون الإدانة فإن إسرائيل ستلغي التسهيلات وستفرض إجراءات عقابية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية التي تسعى حماس إلى تصعيد المواجهات فيها».
وقالت مصادر أخرى إن ما دفع عباس لإدانة العملية هو المعلومات التي تصل إليه من جهات في الحكومة الإسرائيلية، وتفيد بأن نفتالي بنيت كان ينوي السماح بتحسين العلاقات مع السلطة، وأن العمليات الأخيرة التي نفذت في بئر السبع والخضيرة وبني براك، قطعت مخططاته وفتحت من جديد باب الأخطار على حكومته.
وقال موقع «واللا» العبري إن الجهد الأساسي الذي يبذله بنيت الآن هو إخماد التوتر الأمني قبل اتساعه، وفي موازاة ذلك «إعادة الشعور بالقدرة على الحكم والسيطرة والأمن إلى الشوارع بواسطة تعزيز كبير لقوات وقدرات وميزانية الشرطة». وأشار «واللا» إلى أن التصعيد الأمني «جعل المعارضة اليمينية تصحو من سبات عطلة الكنيست، خصوصاً رئيسها بنيامين نتنياهو»، الذي حذر من أن «حكومة متعلقة بالحركة الإسلامية لا يمكنها وقف الإرهاب».



«الوزراء اليمني» يناقش إنقاذ الاقتصاد في اجتماع استثنائي

جانب من اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء اليمني في عدن الخميس (سبأ)
جانب من اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء اليمني في عدن الخميس (سبأ)
TT

«الوزراء اليمني» يناقش إنقاذ الاقتصاد في اجتماع استثنائي

جانب من اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء اليمني في عدن الخميس (سبأ)
جانب من اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء اليمني في عدن الخميس (سبأ)

عقدت الحكومة اليمنية في العاصمة المؤقتة عدن، الخميس، اجتماعاً استثنائياً برئاسة رئيس مجلس الوزراء أحمد عوض بن مبارك؛ لمناقشة خطة إنقاذ اقتصادي تتوافق مع أولوية الحكومة وبرنامجها في الإصلاحات، وإنهاء الانقلاب الحوثي، واستكمال استعادة الدولة.

وجاء الاجتماع في وقت يعاني فيه الاقتصاد اليمني ظروفاً خانقة بسبب تراجع الموارد، وتوقف تصدير النفط جراء الهجمات الحوثية على موانئ التصدير وتعثر مسار السلام، إثر تصعيد الانقلابيين بحرياً وإقليمياً.

حزم من الأوراق النقدية اليمنية الجديدة والقديمة في أحد البنوك في عدن (غيتي)

وذكرت المصادر الرسمية أن مجلس الوزراء ناقش في الاجتماع المستجدات الاقتصادية والمالية والنقدية والخدمية والمعيشية، وفي المقدمة تقلبات أسعار الصرف، والتحديات المتصلة بالكهرباء، وتقييم مستوى الخطط الحكومية للتعاطي معها.

واستعرضت الحكومة اليمنية في اجتماعها مشروع خطة الإنقاذ الاقتصادي لإثرائها بالنقاشات والملاحظات؛ لتطويرها ومواءمتها مع البرامج والسياسات الحكومية الجاري تنفيذها في مجال الإصلاحات، تمهيداً لإقرارها ورفعها إلى مجلس القيادة الرئاسي.

ونقلت وكالة «سبأ» الرسمية أن مجلس الوزراء أجرى نقاشاً مستفيضاً لتقييم الخطة، والتي تتوافق في عدد من جوانبها مع المسارات الرئيسية لأولويات الحكومة والمتمثلة في استكمال استعادة الدولة، وإنهاء الانقلاب، وتحقيق السلام، ومكافحة الفساد، وتعزيز الشفافية والمساءلة، إضافة إلى الإصلاح المالي والإداري، وتنمية الموارد الاقتصادية، والتوظيف الأمثل للمساعدات والمنح الخارجية وتوجيهها وفقاً للاحتياجات والأولويات الحكومية.

وبحسب الوكالة، أقرت الحكومة تشكيل لجنة وزارية برئاسة وزير المالية، وعضوية وزراء التخطيط والتعاون الدولي، والصناعة والتجارة، والكهرباء والطاقة، والنقل، والخدمة المدنية والتأمينات، والنفط والمعادن، والبنك المركزي اليمني، والأمانة العامة لمجلس الوزراء، ومكتب رئيس الوزراء، لدراسة الخطة واستيعاب الملاحظات المقدمة عليها، وإعادة عرضها على المجلس خلال أسبوعين من تاريخه للمناقشة واتخاذ ما يلزم.

مواءمة الخطة

وأفاد الإعلام الرسمي بأن مجلس الوزراء كلف اللجنة الوزارية بمواءمة خطة الإنقاذ مع برنامج الحكومة ومصفوفة الإصلاحات وخطة التعافي الاقتصادي والخطط القطاعية للوزارات، وغيرها من السياسات التي تعمل عليها الحكومة، وتحديد الأولويات، وما تم إنجازه، ومتطلبات تنفيذ الخطة، والخروج بوثيقة اقتصادية موحدة يتم الاستناد إليها في عمل الدولة والحكومة، بحسب الأولويات العاجلة.

رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وشدد مجلس الوزراء اليمني على تحديد التحديات بما يتناسب مع الواقع والمتغيرات، وسبل معالجتها بطريقة مناسبة والمسؤولية التشاركية والواجبات بين الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي.

وركزت نقاشات الحكومة على أهمية مراعاة الخطة لمسببات الوضع الاقتصادي الكارثي الذي فاقمته هجمات الحوثيين على المنشآت النفطية وخطوط الملاحة الدولية، وتحديد جوانب الدعم المطلوبة من شركاء اليمن في التنمية من الدول والمنظمات المانحة.

وأكد اجتماع الحكومة اليمنية تحديد السياسات التي تم تنفيذها والجاري العمل عليها، والتي تضمنتها الخطة، والتحديات والمعوقات التي حالت دون تنفيذ بعضها، ومقترحات المعالجة.

نقص الوقود

اطلع مجلس الوزراء اليمني في اجتماعه على تقارير من الوزراء المعنيين، حول الإشكالات القائمة في تزويد محطات الكهرباء بالوقود في العاصمة المؤقتة عدن، والجهود المبذولة لتجاوزها، والإجراءات العاجلة لوضع الحلول لتحقيق الاستقرار النسبي في خدمة الكهرباء، واستمرار إمدادات المياه للمواطنين.

وطبقاً للإعلام الرسمي، تم التأكيد بهذا الخصوص على توفير كميات إسعافية من الوقود لمحطات الكهرباء، وعلى العمل لتأمين كميات أخرى إضافية لضمان استقرار الخدمة.

الحكومة اليمنية تعاني تدهوراً حاداً في الاقتصاد بسبب نقص الموارد وتوقف تصدير النفط (سبأ)

كما وجه الاجتماع الحكومي وزيري المياه والكهرباء بالتنسيق لتأمين احتياجات تشغيل آبار المياه، من الكهرباء والوقود اللازم لاستمرار الضخ، وتفادي توقف إمدادات المياه للسكان في عدن.

وإلى ذلك، استمع مجلس الوزراء اليمني إلى إحاطات حول نتائج حملات ضبط محلات الصرافة المخالفة والمضاربين بالعملة في عدن والمحافظات المحررة، وضبط أسعار السلع والمتلاعبين بالأسعار، وشدد على مواصلة الحملات والتنسيق بين الجهات الأمنية والسلطات العدلية المختصة في هذا الجانب، طبقاً لما أورده الإعلام الرسمي.