The Adventures of Robin Hood
(1938)
روبن هود حسب إيرول فلين
هناك ثلاثة أفلام لا يمكن تفويتها من تلك التي تداولت حكاية روبِن هود وهي - من دون ترتيب معين - فيلم «روبِن وماريان» لرتشارد لستر (1976)، و«روبن هود» لريدلي سكوت (1991)، و«روبن هود» للمخرجين ويليام كايلي ومايكل كورتيز (1938)، هذا من بين أكثر من 35 فيلماً تناول حكاية ذلك الفارس الذي يواجه جشع شقيق الملك رتشارد قلب الأسد، الذي استفرد بالحكم مدّعياً أن رتشارد مات خلال الحرب الصليبية.
«مغامرات روبن هود» لم يكن الأول بالطبع. منذ سنة 1908 والشاشتان الأميركية والبريطانية زارتا أحداث الأسطورة الممتزجة بما تيسر من الوقائع المثبتة لتقدم حكاية البطل، الذي كان يسرق من الغني ليعطي الفقير، والذي وقف ضد زيادة الضرائب، ثم دفاعاً عن معشوقته ميريان التي بادلته الحب.
هذا الفيلم، الذي كان أول إنتاج مصوّر بالألوان بالنسبة للشركة المنتجة «وورنر برذرز» (بنظام بدائي تكوّن من ثلاثة أشرطة، كلّ بلون معيّن)، ما زال مثيراً كفيلم مغامرات سيوف. بدأه مخرج المسلسلات التشويقية ويليام نايلي (نفّذ غالبية المشاهد الخارجية)، وأنهاه المخرج مايكل كورتيز (نفّذ غالبية المشاهد الداخلية). الأول لفّه النسيان والثاني ما زال يتمتع بالشهرة ليس عن هذا الفيلم بل عن فيلم نال الأوسكار حينها هو «كازابلانكا» (1942).
إيرول فلين ما زال يبدو أكثر الممثلين الذين لعبوا الشخصية ملاءمة للدور. لم يكن ممثلاً من النوع الذي ينتمي إليه همفري بوغارت أو روبرت ميتشوم أو جيمس كاغني (كاد يفوز هو بالدور عن هذا الفيلم) لكنه كان أكثر وسامة وأخف حركة ويضفي على التمثيل خفّة دم وابتسامة لا تُقاوم. على الأقل لم تستطع الممثلة أوليفيا دي هافيلاند مقاومتها. هذا كان الفيلم الخامس بينهما من بين ثمانية أفلام، وكان الفيلم الأول الذي ربط ما بين المخرج كورتيز والممثل فلين من بين 12 عملاً مشتركاً.
رعاية كبيرة تم اعتمادها لكل عنصر بصري ممكن. صحيح أن التصوير لم يكن مميّزاً على صعيد فني بحت، لكنه كان مطواعاً ومواكباً وفي الأماكن الصحيحة طوال الوقت. تصاميم الملابس كانت جديدة حينها، ومقارنتها اليوم بنسخ تالية ما زالت تبدو كما لو أنها الأكثر واقعية من سواها، حتى في إنتاجات تمتعت بميزانيات أكبر من تلك المصروفة على هذا الفيلم. ثم هناك الممثلون؛ لا الرئيسيون فقط، بل المساندون، مثل باسل راثبورن وكلود رينز وألان هال.
ويليام كايلي:
عاش ردحاً طويلاً؛ إذ وُلد سنة 1889، وتُوفي سنة 1984. تخرج في مدرسة الدراما، ودلف مباشرة للتمثيل على خشبات المسارح ثم مارس الإخراج من عام 1932، منجزاً أفلاماً بعضها أساسي في سينما الثلاثينات، من بينها Each Down I Die وG - Men (كلاهما مع جيمس كاغني). انتقل إلى فرنسا متقاعداً في الستينات بعد 83 فيلماً من إخراجه.
مايكل كورتيز:
لا بد من التوقف عنده منفصلاً في فرصة لاحقة. أفلامه في مجملها غير متساوية المستوى، لكن بعضها من كلاسيكيات سنوات السينما الغابرة.