كُشف في تل أبيب، أمس (الخميس)، أن إسرائيل اقترحت على الإدارة الأميركية بديلاً عن الاتفاق النووي، وذلك بتهديد إيران بفرض عقوبات عليها شبيهة بالعقوبات التي فرضتها على روسيا بعد اجتياحها الأراضي الأوكرانية.
وقالت مصادر في تل أبيب إن الاقتراح طرحه رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، أمام وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في لقائهما الأحد الماضي، عندما قدم للمشاركة في «منتدى النقب»، مع وزراء خارجية مصر والإمارات والبحرين والمغرب وإسرائيل.
وأفاد مصدران في تل أبيب وواشنطن، أن بنيت تحدث بإسهاب عن مخاوف دول المنطقة من الاتفاق النووي مع إيران. فقال إن «الاتفاق سيكون بمثابة (بلاستر) يفيد لبضع سنوات قليلة في تأخير التحول الإيراني لدولة نووية». وبالمقابل، «يوفر لطهران مليارات الدولارات، التي ستستخدمها لتعزيز قوة أذرعها العسكرية وميليشياتها وتوسيع وزيادة اعتداءاتها على دول المنطقة، سواء أكان ذلك بعمليات الإرهاب أو بإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على مرافق حيوية لدول المنطقة». وقال له: «أنتم تغادرون شيئاً وشيئاً، بل تسحبون (الحرس الثوري) من قائمة تنظيمات الإرهاب، ونبقى نحن هنا، شعوب ودول المنطقة التي اختارت لنفسها أن تكون حليفة لكم، نعاني من الممارسات العدوانية الإيرانية على حدودنا وفي بيوتنا وندفع ثمناً باهظاً».
وهنا توجه بلينكن بالسؤال إلى بنيت: «ما هو البديل الذي تطرحه أنت مكان الاتفاق النووي، وترى فيه إمكانية فعلية لفرض قيود على تخصيب اليورانيوم في إيران؟ كيف ترى أن بالإمكان لجم إيران عن الانتقال إلى النووي، وأنت تقول إنها، في حال قررت لك، تحتاج إلى بضعة أسابيع فقط؟»، فأجاب رئيس الوزراء الإسرائيلي: «يمكن ردع إيران اليوم من دون اتفاق بالقول إنها في حال قررت الانتقال إلى تخصيب بنسبة 90 في المائة لليورانيوم، فإن الولايات المتحدة وأوروبا ستفرض عليها عقوبات شديدة وقاسية مثل العقوبات التي فرضت على روسيا بعد غزوها أوكرانيا».
وحسب موقع «واللا» الإخباري في تل أبيب، ردّ بلينكن قائلاً إن بلاده لم تتوصل إلى اتفاق نووي بعد مع إيران، وإنها لم تقرر بعد إن كانت ستخرج «الحرس الثوري» في إيران من قائمة التنظيمات الإرهابية. ثم أكد هذا الموقف خلال اجتماعات المنتدى، بعدما سمع كلمات قاسية عن نظرائه بشأن تخوفاتهم من الاتفاق مع إيران ومسايرة «الحرس الثوري» وتجاهل اعتداءاته. وأكد لهم أن «الولايات المتحدة لن تبرح الشرق الأوسط، بل ستقف بقوة إلى جانب حلفائها في مواجهة إيران وأذرعها».
يذكر أن الرئيس جو بايدن تكلم الليلة قبل الماضية مع نفتالي بنيت هاتفياً، فأكد له «وقوف الولايات المتحدة بقوة وحزم إلى جانب إسرائيل في مواجهة التهديدات الإرهابية وسائر التهديدات التي تحيق بها»، وعرض كذلك على بنيت أن تقدم الولايات المتحدة لإسرائيل «كل المساعدة المناسبة»، بحسب ما أعلن البيت الأبيض. كما بحث بايدن وبنيت عدة قضايا إقليمية، من بينها النووي الإيراني.
وقال مكتب رئيس الحكومة بنيت صباح أمس، في بيان مقتضب، إن «بنيت تحدث أمس مع الرئيس الأميركي بايدن، وشكره على وقوفه إلى جانب الإسرائيليين في مواجهة الاعتداءات الإرهابية التي تعرضوا لها خلال الأيام الأخيرة وعلى مشاركته الأحزان».
إسرائيل تقترح على واشنطن معاقبة إيران على «الطريقة الروسية»
لمنعها من تخصيب اليورانيوم بنسبة 90%
إسرائيل تقترح على واشنطن معاقبة إيران على «الطريقة الروسية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة