اقترحت الرباط إحداث منتدى اقتصادي لبلدان «تجمع دول الساحل والصحراء»، خلال الاجتماع التحضيري للدورة العادية الـ21 للمجلس التنفيذي للتجمع في الرباط.
وقال ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، إن بلاده تقترح إحداث منتدى اقتصادي لبلدان تجمع دول الساحل والصحراء؛ لأن من شأن ذلك أن «يكمل هندسة منظمتنا في مجال التنمية، وسيكون بمثابة منصة للتبادل والتعاون بين الفاعلين الاقتصاديين في فضائنا».
واقترح بوريطة أيضاً استضافة المغرب الدورة الأولى من هذا المنتدى. وقال، إن بلاده راهنت دائماً على الاستثمارات أكثر منها على التجارة، وعملت على البناء المشترك لشراكات تحفز تحقيق الرخاء والاستقرار متقاسمة مع بلدان الساحل.
وذكّر بوريطة بالخطاب الذي شدد فيه الملك محمد السادس على أن المغرب «يؤمن بضرورة إرساء تنمية مشتركة قائمة على أساس التعاون البيني الأفريقي والتكامل الاقتصادي، وعلى قاعدة التضامن الفاعل وتوحيد الوسائل والجهود».
وعدّ الوزير المغربي تجمع دول الساحل والصحراء صورة مصغرة حقيقية لأفريقيا في ثرائها وتنوعها وتحدياتها، وقال، إن القارة تتوفر على إمكانات كبيرة لفرض نفسها باعتبارها منطقة دينامية ومتكاملة ومنتجة للقيمة المضافة، وقادرة على رفع التحديات الاجتماعية والاقتصادية لأعضائها.
وأشار بوريطة إلى أن عمل تجمع بلدان الساحل والصحراء ينبغي أن يتجه في السنوات المقبلة، نحو وضع الهياكل المؤسساتية المختلفة المنصوص عليها في المعاهدة المنقحة لإنشائه، خاصة المجلس الدائم المكلف التنمية المستدامة، وكذا نحو وضع استراتيجية خاصة بالتنمية البشرية في فضاء التجمع والبرامج الرامية إلى إدماج الشباب وتفعيل استراتيجيته للأمن والتنمية (2015 - 2050).
وقال بوريطة، إن بلاده ستواصل انخراطها في العمل على بناء منطقة الساحل والصحراء، من خلال الحفاظ على العلاقات الأخوية مع جميع الدول الأعضاء، قائمة على التعاون والتضامن واحترام سيادتها ووحدتها الترابية.
كما اقترح بوريطة أيضاً إنشاء مجموعة تنسيق لدول الساحل والصحراء الأعضاء في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، مشيراً إلى أن هذه الآلية ستكون مفيدة جداً لتنسيق التتبع والدفاع على الأولويات الرئيسية للتجمع فيما يتعلق بالسلام والأمن. داعياً إلى إعادة التفكير في سياسة مصرف الساحل والصحراء للاستثمار والتجارة.
وبشأن موضوع الأمن في المنطقة، عبّر بوريطة عن أسفه لأن هذا الموضوع «يطرح في كل مرة نتحدث فيها عن منطقة الساحل»، وقال، إنه «في ظرف عقد من الزمن، تحولت منطقتنا ليس إلى مكان لعودة المقاتلين الأجانب فحسب، وإنما أيضاً إلى فضاء لخلق المجموعات الإرهابية». مبرزاً أن منطقة الساحل والصحراء «تبقى للأسف ثاني أكثر منطقة تأثراً بالإرهاب في العالم»، مشدداً على ضرورة التوقف عند التحديات المتعلقة بالسلم والأمن.
في سياق ذلك، دعا بوريطة تجمع دول الساحل والصحراء إلى تسريع تفعيل مجلس السلم والأمن الخاص بها، موضحاً أن التجمع سيستفيد كذلك الكثير من تحويل منتدى الخدمات الأمنية إلى لجنة للاستعلامات في خدمة السلم والأمن، وإرساء قيادة عامة للأركان تضم دول الساحل والصحراء من أجل مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات بشكل فعال.
المغرب يقترح إحداث «منتدى اقتصادي» لتجمّع دول الساحل والصحراء
المغرب يقترح إحداث «منتدى اقتصادي» لتجمّع دول الساحل والصحراء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة