القاهرة تعد بـ«دورة فارقة» لمؤتمر تغيّر المناخ

السيسي أكد لرئيس وزراء بريطانيا تبني «مقاربة شاملة ومحايدة»

وزيرة البيئة المصرية الدكتورة ياسمين فؤاد خلال حلقة نقاشية حول «تمويل المناخ» بدبي (مجلس الوزراء المصري)
وزيرة البيئة المصرية الدكتورة ياسمين فؤاد خلال حلقة نقاشية حول «تمويل المناخ» بدبي (مجلس الوزراء المصري)
TT

القاهرة تعد بـ«دورة فارقة» لمؤتمر تغيّر المناخ

وزيرة البيئة المصرية الدكتورة ياسمين فؤاد خلال حلقة نقاشية حول «تمويل المناخ» بدبي (مجلس الوزراء المصري)
وزيرة البيئة المصرية الدكتورة ياسمين فؤاد خلال حلقة نقاشية حول «تمويل المناخ» بدبي (مجلس الوزراء المصري)

وعدت مصر بتنظيم «دورة فارقة» للمؤتمر الـ27 لأطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، المقرر إقامته بمنتجع شرم الشيخ في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، فيما أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أمس، أن بلاده «ستتبنى مقاربة شاملة ومحايدة خلال رئاستها المقبلة للمؤتمر للبناء على النجاح المتحقق في مؤتمر غلاسكو، ولضمان الخروج بنتائج إيجابية، تصبّ في صالح دعم عمل المناخ الدولي». ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، تناول الاتصال – بجانب قضايا ثنائية وإقليمية - استعدادات مصر لاستضافة مؤتمر تغير المناخ، في ظل الرئاسة البريطانية الحالية للمؤتمر، ونقل عن رئيس الوزراء البريطاني «إشادته بالدور الهام الذي تضطلع به مصر في إطار الجهود الدولية لمواجهة تغير المناخ»، وتأكيده «تطلع بريطانيا لاستمرار التعاون مع مصر في هذا المجال». وفي إطار الزخم بشأن المؤتمر المقبل، شاركت مصر بوفد وزاري رفيع في «أسبوع المناخ لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، أمس في دبي، يضم الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة المنسق الوزاري ومبعوث مؤتمر الأطراف الـ27 للتغيرات المناخية، والدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي.
كما ألقى وزير الخارجية سامح شكري كلمة مسجلة في افتتاح الأسبوع، أعرب خلالها عن تقديره لاستضافة الإمارات لأسبوع المناخ كـ«دليل على الأهمية التي توليها دول المنطقة للعمل المناخي الدولي وسبل مواجهة الآثار السلبية للظاهرة التي أصبحت تطال تداعياتها شتى مناحي الحياة بالمنطقة». وأكد شكري، الذي أصبح الرئيس المعين للدورة الـ27 للمؤتمر، أن مصر تسعى لأن تكون الدورة المقبلة لمؤتمر الأطراف نقطة فارقة على صعيد العمل المناخي الدولي تتحول فيها التعهدات والوعود إلى تنفيذ فعلي على الأرض في خفض الانبعاثات وفي جهود التكيف ودعم قدرات الدول النامية على تحمل التبعات السلبية لتغير المناخ وفي حجم ونوعية وآليات تمويل المناخ المتاح للدول النامية كافة.
وأضاف أن الرئاسة المصرية ستبني على الزخم السياسي الراهن في العمل المناخي لحثّ الدول والحكومات على تقديم مزيد من المساهمات الوطنية المحدثة واستراتيجيات خفض الانبعاثات، للمساهمة في تقليص الفجوة الكبيرة في جهود خفض الانبعاثات التي لا تزال تحتاج إلى مزيد من العمل للحيلولة دون تجاوز حدّ الدرجة ونصف الدرجة مئوية، كما تشير التقديرات العلمية كافة.
وقال وزير الخارجية إن مصر ستعمل خلال رئاستها لمؤتمر الأطراف على حثّ الأطراف على رفع طموح عملها المناخي في مجال تمويل المناخ، وذلك للوفاء بتعهد الـ100 مليار دولار سنوياً وتمهيد الطريق لبناء الثقة بين الأطراف كافة للوصول إلى توافق حول الهدف التمويلي الجديد لما بعد 2025 على نحو يكفل استدامة التمويل الموجه إلى دعم جهود الدول النامية لمواجهة تغير المناخ والتغلب على تداعياته من المصادر كافة.
وأوضح أن المنطقة العربية تعد أكثر المناطق تضرراً من تغير المناخ والآثار السلبية البيئية والاقتصادية والاجتماعية المترتبة عليه، خاصة أنها تقع في أكثر مناطق العالم جفافاً؛ حيث يمثل الارتفاع المتسارع في درجات الحرارة بالمنطقة تهديداً متواصلاً لدولها التي يعاني أكثر من 60 في المائة من سكانها من ضعف النفاذ إلى المياه الصالحة للشرب، ويهدد الشحّ المائي نحو 70 في المائة من اقتصادياتها.
وخلال حلقة نقاشية لتمويل المناخ، استعرضت وزيرة البيئة المصرية ياسمين فؤاد آليات خلق إطار داعم لتمويل المناخ، وتجربة مصر في الطاقة الجديدة والمتجددة، مطالبة بتحديد الدول لاحتياجاتها للتصدي للآثار السلبية للتغيرات المناخية، مع العمل على تنويع أدوات التمويل من قروض ميسرة، ومنح، ومبادلة ديون.
في السياق ذاته، شارك الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، أمس، في افتتاح أسبوع المناخ بدبي. وقال مصدر مسؤول بالأمانة العامة إن أبو الغيط ألقى كلمة، شدد فيها على أهمية توفير التمويل اللازم لمعالجة الخسائر والأضرار، بوصفها عنصراً هاماً من عناصر الاستجابة العالمية لتغير المناخ.
وذكر المصدر أن الجامعة أطلقت مؤخراً، بالتعاون مع عدد من الشركاء، تقرير التمويل، من أجل مجابهة التغير المناخي، كما تتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة لمتابعة تنفيذ الهدف البيئي من أجندة التنمية المستدامة 2030.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».