ويل سميث... المغني الذي أصبح ممثلاً بارعاً يُتوج بالأوسكار

ويل سميث عقب تسلمه جائزة الأوسكار لعام 2022 كأفضل ممثل (أ.ب)
ويل سميث عقب تسلمه جائزة الأوسكار لعام 2022 كأفضل ممثل (أ.ب)
TT

ويل سميث... المغني الذي أصبح ممثلاً بارعاً يُتوج بالأوسكار

ويل سميث عقب تسلمه جائزة الأوسكار لعام 2022 كأفضل ممثل (أ.ب)
ويل سميث عقب تسلمه جائزة الأوسكار لعام 2022 كأفضل ممثل (أ.ب)

يعدّ أوسكار أفضل ممثل الذي حصل عليه ويل سميث عن دوره في فيلم «كينغ ريتشارد»، أمس (الأحد)، بمثابة تتويج لمسيرته الفنية الطويلة.
حاز مغني الراب السابق البالغ 53 عاماً والذي استحال ممثلاً، أبرز تكريم في مجال السينما لتجسيده شخصية والد ومدرب بطلتي التنس سيرينا وفينوس ويليامس في فيلم درامي من إنتاج «وورنر براذرز».
وتفوق ويل سميث على أربعة منافسين خافيير بارديم (الذي رشّح عن فيلم «بيينغ ذي ريكاردوس») ودنزل واشنطن «ذي تراجيدي أوف ماكبيث» وبينيديكت كامبرباتش «ذي باور أوف ذي دوغ» وأندرو غارفيلد «تيك تيك... بوم».
وقال سميث بعد تسلمه الجائزة «أريد أن أشكر فينوس وسيرينا وجميع أفراد عائلة ويليامس على ائتماني قصتكم».
وتوجه الممثل باكياً «بالاعتذار من الأكاديمية» (الجهة القائمة على جوائز الأوسكار)؛ وذلك بعدما أثار ذهولاً لدى الحاضرين في القاعة إثر اعتلائه المسرح في حالة استياء لتوجيه صفعة للفكاهي كريس روك بُعيد إطلاق الأخير دعابة بشأن الرأس الحليق لزوجته جادا بينكت سميث المصابة بمرض يؤدي إلى تساقط الشعر بكثافة.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1508407301815816194
وقال «الحب يجعلكم تقومون بأمور مجنونة» مشبهاً نفسه بريتشارد ويليامس الذي درّب ابنتيه من أجل أن تحققا نجاحاً في رياضة كرة المضرب.
وكان سميث أعلن سابقاً أنه «أغرم» بريتشارد ويليامس قبل أكثر من عقدين بعدما شاهده يهبّ للدفاع عن ابنته فينوس البالغة 14 عاماً خلال مقابلة مع صحافي شديد الإصرار.
ودفعت تلك المقابلة سميث إلى قبول الدور، وقد تحدّث الممثل، الأحد، خلال كلمته حول كيف أن «الفن يحاكي الحياة»، وقال «أبدو مثل الوالد المجنون، تماماً كما قالوا عن ريتشارد ويليامس. لكن الحب يجعلكم تقومون بأمور مجنونة».
وهذا الأوسكار هو الأول لويل سميث الذي رُشح سابقاً لهذه الجائزة مرتين، الأولى عن دوره في فيلم «علي» الذي يتناول قصة بطل الملاكمة محمد علي كلاي عام 2002، والثانية بعد خمس سنوات عن دوره في «ذي بورسوت أوف هابينس».
وبذلك، يصبح سميث خامس رجل أسود يفوز بأوسكار أفضل ممثل بعد سيدني بواتييه الذي توفي في يناير (كانون الثاني)، ودنزيل واشنطن وجيمي فوكس وفورست ويتيكر.

وُلد ويل سميث في فيلادلفيا في سبتمبر (أيلول) 1968، وكان تلميذاً مجتهداً كان بإمكانه إكمال تحصيله الدراسي وارتياد الجامعة، لكنه اختار بدلاً من ذلك امتهان الموسيقى، وشكّل ثنائياً لموسيقى الهيب الهوب مع جازي جيف عام 1985 عُرف بـ«دي جاي جازي جيف آند ذي فريش برينس»، وحقق الثنائي نجاحاً تجارياً وفاز بجائزتي «غرامي أوورد»، لكن الصعوبات المالية جعلت سميث يتجه نحو التمثيل وقد حصل على دور البطولة في المسلسل الناجح «ذي فريش برينس أوف بيلير».
وهذا المسلسل الكوميدي الذي أدى فيه سميث دور مراهق من حي مضطرب أُرسل للعيش مع أقارب أثرياء في كاليفورنيا، استمر ستة مواسم وأظهر موهبة التمثيل الكبيرة التي يتمتع بها نجمه.
وخلال هذه الفترة، حصل سميث على أول أدواره السينمائية وكان بطولة فيلم «باد بويز» إلى جانب الكوميدي مارتن لورانس عام 1995؛ ما عزز من مكانته كواحد من المواهب الصاعدة في هوليوود.

في العام التالي، أدى سميث دور البطولة كطيار شجاع يقاتل كائنات فضائية في فيلم «إنديباندنس داي». وتواجه ويل سميث مجدداً مع الفضائيين في فيلم «مَن إن بلاك» عام 1997، وهي السنة التي أصدر فيها ألبومه الفردي «بيغ ويلي ستايل» الذي بيعت منه ستة ملايين نسخة.
لكن سلسلة النجاحات هذه عُرقلت مع فيلم «وايلد وايلد ويست» الذي رغم أنه حقق نجاحاً تجارياً، اعتبره سميث فشلاً بالنسبة إليه، معرباً عن ندمه للمشاركة فيه، وما زاد الطين بلة، أن سميث رفض في ذلك العام المشاركة في فيلم «ذي مايتريكس» في الدور الذي أداه كيانو ريفز.
شهدت نهاية التسعينات وبداية العقد التالي انتقال سميث إلى أفلام أكثر جدية مثل «إنيمي أوف ذي ستايتس» و«ذي ليدجند أوف باغر فإنس».
حصل سميث على أول ترشيح لأوسكار أفضل ممثل عن تجسيده شخصية الملاكم محمد علي كلاي في فيلم «علي» للمخرج مايكل مان عام 2001، قبل أن يكمل سلسلة نجاحاته مع تكملة فيلمَي «باد بويز» و«مَن إن بلاك».
لم ينس سميث بداياته الكوميدية، وعاد إلى هذا النوع السينمائي مجدداً في فيلم «هتش» عام 2005.

في العام التالي، أدى سميث دور البطولة في فيلم «ذي بورسوت أوف هابينس»، وقد خوّله أداؤه فيه إلى تشريحه لأوسكار، ومنذ ذلك الحين، شارك سميث في أجزاء جديدة من «مَن إن بلاك» و«باد بويز»، كما شارك في فيلمَي «هانكوك» و«سويسايد سكواد»، وبعدها، أدى ويل سميث دور الجني في فيلم «ألادن» من إنتاج شركة «ديزني» عام 2019، ليشارك بعدها في فيلمي الخيال العلمي «آي آم لدجند» و«جيميناي مان» وأعمال أخرى.



روبوتات ذكية تتفوق على البشر في مختبرات الدواء

تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)
تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)
TT

روبوتات ذكية تتفوق على البشر في مختبرات الدواء

تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)
تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)

طوّر باحثون من جامعة ليفربول الإنجليزية روبوتات متنقلة قادرة على الحركة تعمل بالذكاء الاصطناعي، ويمكنها إجراء أبحاث التركيب الكيميائي، وصناعة الدواء بكفاءة غير عادية.

وفي الدراسة المنُشورة في دورية «نيتشر»، الأربعاء، أظهر الباحثون كيف تمكنت تلك الروبوتات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات، من أداء مهام البحث الاستكشافي في الكيمياء بمستوى أداء البشر، ولكن في وقت أسرع بكثير.

وتم تصميم الروبوتات المتنقلة التي يبلغ ارتفاعها 1.75 متر بواسطة فريق ليفربول لمعالجة 3 مشاكل أساسية هي: إجراء التفاعلات، وتحليل المنتجات، وتحديد ما يجب القيام به بعد ذلك بناءً على البيانات الناتجة. وقامت الروبوتات بأداء هذه المهام بطريقة تعاونية، حيث تناولت تلك المشكلات في 3 مجالات مختلفة تتعلق بالتركيب الكيميائي ذي الصلة باكتشاف الأدوية الصيدلانية.

وأظهرت النتائج أنه باستخدام الذكاء الاصطناعي، اتخذت الروبوتات القرارات الجديدة أو قرارات مماثلة للباحث البشري، ولكن في إطار زمني أسرع بكثير من الإنسان، الذي قد يستغرق ساعات كثيرة لاتخاذ القرارات نفسها. وأوضح البروفسور أندرو كوبر من قسم الكيمياء ومصنع ابتكار المواد بجامعة ليفربول، الذي قاد المشروع البحثي أن «البحث في التركيب الكيميائي مكلف ويستغرق وقتاً طويلاً، سواء في أثناء التجارب أو عند الحاجة إلى اتخاذ القرارات حول التجارب التي يجب القيام بها بعد ذلك، لذا فإن استخدام الروبوتات الذكية يوفر طريقة لتسريع هذه العملية».

وقال في بيان صادر الأربعاء: «عندما يفكر الناس في الروبوتات وأتمتة الكيمياء، فإنهم يميلون إلى التفكير في إجراء التفاعلات وما إلى ذلك، وهذا جزء منها، ولكن اتخاذ القرار يمكن أن يستغرق وقتاً طويلاً». وتابع: «هذه العملية تنطوي على قرارات دقيقة بناءً على مجموعات من البيانات الغزيرة. إنها مهمة تستغرق وقتاً طويلاً من الباحثين، ولكنها كانت مشكلة صعبة للذكاء الاصطناعي كذلك».

ووفق الدراسة، فإن اتخاذ القرار هو مشكلة رئيسية في الكيمياء الاستكشافية. فعلى سبيل المثال، قد يقوم الباحث بإجراء عدة تفاعلات تجريبية، ثم يقرر توسيع نطاق بعض من تلك التجارب التي تعطي نتائج تفاعل جيدة أو منتجات مثيرة للاهتمام فقط.

من جهته، قال سريرام فيجاياكريشنان، طالب الدكتوراه السابق في جامعة ليفربول، وباحث ما بعد الدكتوراه في قسم الكيمياء الذي قاد هذه التجارب: «عندما حصلت على الدكتوراه، أجريت كثيراً من التفاعلات الكيميائية يدوياً. غالباً ما يستغرق جمع البيانات التحليلية وفهمها الوقت نفسه الذي يستغرقه إعداد التجارب. وتصبح مشكلة تحليل البيانات هذه أكثر حدة. فقد ينتهي بك الأمر إلى الغرق في البيانات».

وأضاف: «لقد عالجنا هذا هنا من خلال بناء منطق الذكاء الاصطناعي للروبوتات. ويعالج ذلك مجموعات البيانات التحليلية لاتخاذ قرار مستقل، على سبيل المثال، ما إذا كان يجب المضي قدماً إلى الخطوة التالية في التفاعل أم لا». وأكد قائلاً: «إذا أجرى الروبوت التحليل في الساعة 3:00 صباحاً، فسوف يكون قد قرر بحلول الساعة 3:01 أي التفاعلات يجب أن تستمر. وعلى النقيض من ذلك، قد يستغرق الأمر ساعات من الكيميائي لتصفح وتحليل مجموعات البيانات نفسها».

وفي الختام، شدّد البروفسور كوبر على أنه «بالنسبة للمهام التي أعطيناها للروبوتات هنا، فقد اتخذ منطق الذكاء الاصطناعي القرارات نفسها تقريباً مثل الكيميائي خلال تعاطيه مع هذه المشاكل الكيميائية الثلاث في غمضة عين»، مضيفاً أن هناك أيضاً مجالاً كبيراً لزيادة قدرات الذكاء الاصطناعي في فهم هذه الظواهر الكيميائية.