العراق والأردن يسيطران على جوائز «مسرح الجنوب» في الأقصر

جانب من التكريم (إدارة مهرجان مسرح الجنوب)
جانب من التكريم (إدارة مهرجان مسرح الجنوب)
TT

العراق والأردن يسيطران على جوائز «مسرح الجنوب» في الأقصر

جانب من التكريم (إدارة مهرجان مسرح الجنوب)
جانب من التكريم (إدارة مهرجان مسرح الجنوب)

سيطر العراق والأردن على جوائز الدورة السادسة من «المهرجان المسرحي الدولي لشباب الجنوب»، الذي اختتمت فعالياته مساء أمس الأحد، بمحافظة الأقصر (جنوب مصر)، حيث حصل العرض المسرحي العراقي «جندر مات» لفرقة «جماعة شابلن للفنون»، على جائزة أفضل عرض مسرحي مركز ثالث، كما حصل مخرجه الدكتور أنس راهي على جائزة أفضل إخراج، وحصل نور الدين مازن، على أفضل تمثيل مركز ثالث، وأحمد كريم أفضل تمثيل مركز ثانٍ، عن دورهما في العرض.
بينما حصل العرض المسرحي الأردني «قطار الباقورة» لفرقة «طقوس المسرحية»، على جائزة أفضل عرض مسرحي مركز ثانٍ، وحصل مخرجه إياد الريموني على جائزة أفضل إخراج مركز ثانٍ، كما حصل العرض على أفضل نص مسرحي وأفضل سينوغرافيا مركز ثانٍ، وحصل بطل العرض مثنى الزبيدي على جائزة أفضل ممثل أول عن العرض.
وتدور أحداث عرض «قطار الباقورة» حول زوجين شابين سافرا على متن قطار الباقورة لتمضية شهر العسل، ولكن القطار يتعرض لحادث حيث اندلع حريق قضى على كل من بالقطار، ولكن بقيت قصة حبهما تتناقلها الأجيال حتى أصبحت تروى بأكثر من طريقة. العرض بطولة عمر أبو غزالة، مثنى الزبيدي، ماريا خوري، شفاء الجراح، ميس الزعبي، إضاءة مكرم الكفاوين، دراما تورج المعتمد المناصير، موسيقى عبد الرزاق مطرية، إخراج إياد الريموني.
كما أعلنت لجنة التحكيم عن فوز العرض المسرحي الإسباني «مهرجون» لفرقة مسرح أنتزوكي بجائزة أفضل عرض مسرحي وحصل مخرج العرض توني كاسلا على جائزة أفضل إخراج.، ويعتمد هذا العرض على لغة الحركة من خلال عدة تابلوهات متنوعة، وذلك من خلال رحلة لامرأة مع طفليها مليئة بالمغامرات، والعرض بطولة إليزابيث كيفيدو، وسيلا كوندي، أريادنا دي فيلار، وتأليف وإخراج توني كاسلا.
وحملت الدورة السادسة من المهرجان المسرحي الدولي لشباب الجنوب اسم المخرج المصري خالد جلال، تحت شعار «إبداع متنوع في الجمهورية الجديدة»، والتي تضمنت الكثير من الفعاليات الثقافية والفنية المهمة بقرى ونجوع محافظة الأقصر، ومشاركة فرق ومسرحيين من 12 دولة عربية وأجنبية، تحت رعاية وزارة الثقافة وجامعة الأقصر، وهيئة تنشيط السياحة.

وقال الدكتور محمد محجوب رئيس جامعة الأقصر، الذي تم تكريمه في حفل الختام، إنه تم تنظيم العديد من الفعاليات والورش التدريبية لدعم وصقل مواهب طلاب الجامعة ونشر الوعي الثقافي في مختلف المجالات الفنية والثقافية، من خلال التدريب والاحتكاك بثقافات مختلفة.
مشيراً في بيان له اليوم الاثنين إلى أن «المهرجان حقق نجاحاً كبيراً في دوراته السابقة، من خلال دعمه واكتشافه للمواهب الشابة في محافظات الصعيد، بجانب تقديمه العديد من الفعاليات الفنية في القرى والنجوع ما يسهم في إعادة تشكيل الوعي لدى الأهالي».
وشاركت في الدورة السادسة من المهرجان، كل من سلطنة عمان بمسرحية «العريش»، والأردن بعرضي «تراتيل ثورة نساء»، و«قطار الباقورة»، كما شاركت العراق بعرضي «جندر مات»، و«احتراق كالعنقاء»، بجانب العرض المسرحي الذي اشتركت فيه مع فرنسا «عراق للأبد»، وشاركت فلسطين بعرض «معروف التايه».

وبينما شاركت الجزائر مصر في العرض المسرحي «الجار»، ضمن فعاليات المهرجان، فإن سوريا شاركت مصر في العرض المسرحي «مثقال»، بالإضافة إلى 3 عروض مصرية هي «حكاوي القهاوي»، و«فستان فرح»، و«موسم الهجرة للشمال». وشاركت بولندا بالعرض المسرحي «كونتر باص».
وشهدت الدورة السادسة من المهرجان تكريم عدد من الوجوه المسرحية العربية والأجنبية، بينهم المخرج المصري خالد جلال، والأكاديمي والناقد المسرحي المصري مصطفى سليم، والكاتب المسرحي المصري، بكري عبد الحميد، والمخرج العماني يوسف البلوشي، والمخرج الفرنسي رومان لافات، والممثل المسرحي البولندي كريستوف روجاسيفيتش.



«الجمل عبر العصور»... يجيب بلوحاته عن كل التساؤلات

جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجمل عبر العصور»... يجيب بلوحاته عن كل التساؤلات

جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض (الشرق الأوسط)

يجيب معرض «الجمل عبر العصور»، الذي تستضيفه مدينة جدة غرب السعودية، عن كل التساؤلات لفهم هذا المخلوق وعلاقته الوطيدة بقاطني الجزيرة العربية في كل مفاصل الحياة منذ القدم، وكيف شكّل ثقافتهم في الإقامة والتّرحال، بل تجاوز ذلك في القيمة، فتساوى مع الماء في الوجود والحياة.

الأمير فيصل بن عبد الله والأمير سعود بن جلوي خلال افتتاح المعرض (الشرق الأوسط)

ويخبر المعرض، الذي يُنظَّم في «مركز الملك عبد العزيز الثقافي»، عبر مائة لوحة وصورة، ونقوش اكتُشفت في جبال السعودية وعلى الصخور، عن مراحل الجمل وتآلفه مع سكان الجزيرة الذين اعتمدوا عليه في جميع أعمالهم. كما يُخبر عن قيمته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لدى أولئك الذين يمتلكون أعداداً كبيرة منه سابقاً وحاضراً. وهذا الامتلاك لا يقف عند حدود المفاخرة؛ بل يُلامس حدود العشق والعلاقة الوطيدة بين المالك وإبله.

الجمل كان حاضراً في كل تفاصيل حياة سكان الجزيرة (الشرق الأوسط)

وتكشف جولة داخل المعرض، الذي انطلق الثلاثاء تحت رعاية الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة؛ وافتتحه نيابة عنه الأمير سعود بن عبد الله بن جلوي، محافظ جدة؛ بحضور الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، رئيس مجلس أمناء شركة «ليان الثقافية»؛ وأمين محافظة جدة صالح التركي، عن تناغم المعروض من اللوحات والمجسّمات، وتقاطع الفنون الثلاثة: الرسم بمساراته، والتصوير الفوتوغرافي والأفلام، والمجسمات، لتصبح النُّسخة الثالثة من معرض «الجمل عبر العصور» مصدراً يُعتمد عليه لفهم تاريخ الجمل وارتباطه بالإنسان في الجزيرة العربية.

لوحة فنية متكاملة تحكي في جزئياتها عن الجمل وأهميته (الشرق الأوسط)

وفي لحظة، وأنت تتجوّل في ممرات المعرض، تعود بك عجلة الزمن إلى ما قبل ميلاد النبي عيسى عليه السلام، لتُشاهد صورة لعملة معدنية للملك الحارث الرابع؛ تاسع ملوك مملكة الأنباط في جنوب بلاد الشام، راكعاً أمام الجمل، مما يرمز إلى ارتباطه بالتجارة، وهي شهادة على الرّخاء الاقتصادي في تلك الحقبة. تُكمل جولتك فتقع عيناك على ختمِ العقيق المصنوع في العهد الساساني مع الجمل خلال القرنين الثالث والسابع.

ومن المفارقات الجميلة أن المعرض يقام بمنطقة «أبرق الرغامة» شرق مدينة جدة، التي كانت ممراً تاريخياً لطريق القوافل المتّجهة من جدة إلى مكة المكرمة. وزادت شهرة الموقع ومخزونه التاريخي بعد أن عسكر على أرضه الملك عبد العزيز - رحمه الله - مع رجاله للدخول إلى جدة في شهر جمادى الآخرة - ديسمبر (كانون الأول) من عام 1952، مما يُضيف للمعرض بُعداً تاريخياً آخر.

عملة معدنية تعود إلى عهد الملك الحارث الرابع راكعاً أمام الجمل (الشرق الأوسط)

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قال الأمير فيصل بن عبد الله، رئيس مجلس أمناء شركة «ليان الثقافية»: «للشركة رسالة تتمثّل في توصيل الثقافة والأصالة والتاريخ، التي يجهلها كثيرون، ويشكّل الجمل جزءاً من هذا التاريخ، و(ليان) لديها مشروعات أخرى تنبع جميعها من الأصالة وربط الأصل بالعصر»، لافتاً إلى أن هناك فيلماً وثائقياً يتحدّث عن أهداف الشركة.

ولم يستبعد الأمير فيصل أن يسافر المعرض إلى مدن عالمية عدّة لتوصيل الرسالة، كما لم يستبعد مشاركة مزيد من الفنانين، موضحاً أن المعرض مفتوح للمشاركات من جميع الفنانين المحليين والدوليين، مشدّداً على أن «ليان» تبني لمفهوم واسع وشامل.

نقوش تدلّ على أهمية الجمل منذ القدم (الشرق الأوسط)

وفي السياق، تحدّث محمد آل صبيح، مدير «جمعية الثقافة والفنون» في جدة، لـ«الشرق الأوسط» عن أهمية المعرض قائلاً: «له وقعٌ خاصٌ لدى السعوديين؛ لأهميته التاريخية في الرمز والتّراث»، موضحاً أن المعرض تنظّمه شركة «ليان الثقافية» بالشراكة مع «جمعية الثقافة والفنون» و«أمانة جدة»، ويحتوي أكثر من مائة عملٍ فنيّ بمقاييس عالمية، ويتنوع بمشاركة فنانين من داخل المملكة وخارجها.

وأضاف آل صبيح: «يُعلَن خلال المعرض عن نتائج (جائزة ضياء عزيز ضياء)، وهذا مما يميّزه» وتابع أن «هذه الجائزة أقيمت بمناسبة (عام الإبل)، وشارك فيها نحو 400 عمل فني، ورُشّح خلالها 38 عملاً للفوز بالجوائز، وتبلغ قيمتها مائة ألف ريالٍ؛ منها 50 ألفاً لصاحب المركز الأول».

الختم الساساني مع الجمل من القرنين الثالث والسابع (الشرق الأوسط)

وبالعودة إلى تاريخ الجمل، فهو محفور في ثقافة العرب وإرثهم، ولطالما تغنّوا به شعراً ونثراً، بل تجاوز الجمل ذلك ليكون مصدراً للحكمة والأمثال لديهم؛ ومنها: «لا ناقة لي في الأمر ولا جمل»، وهو دلالة على أن قائله لا يرغب في الدخول بموضوع لا يهمّه. كما قالت العرب: «جاءوا على بكرة أبيهم» وهو مثل يضربه العرب للدلالة على مجيء القوم مجتمعين؛ لأن البِكرة، كما يُقال، معناها الفتيّة من إناث الإبل. كذلك: «ما هكذا تُورَد الإبل» ويُضرب هذا المثل لمن يُقوم بمهمة دون حذق أو إتقان.

زائرة تتأمل لوحات تحكي تاريخ الجمل (الشرق الأوسط)

وذُكرت الإبل والجمال في «القرآن الكريم» أكثر من مرة لتوضيح أهميتها وقيمتها، كما في قوله: «أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ» (سورة الغاشية - 17). وكذلك: «وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ» (سورة النحل - 6)... وجميع الآيات تُدلّل على عظمة الخالق، وكيف لهذا المخلوق القدرة على توفير جميع احتياجات الإنسان من طعام وماء، والتنقل لمسافات طويلة، وتحت أصعب الظروف.