مسؤولو الأنبار يطالبون العبادي بسحب قوات الحشد الشعبي من منطقة تابعة للمحافظة

أكدوا لـ {الشرق الأوسط} أن ناحية النخيب المحاذية لكربلاء مؤمنة بالكامل

مسؤولو الأنبار يطالبون العبادي بسحب قوات الحشد الشعبي من منطقة تابعة للمحافظة
TT

مسؤولو الأنبار يطالبون العبادي بسحب قوات الحشد الشعبي من منطقة تابعة للمحافظة

مسؤولو الأنبار يطالبون العبادي بسحب قوات الحشد الشعبي من منطقة تابعة للمحافظة

كشف مجلس محافظة الأنبار أمس أن قوات كبيرة من الحشد الشعبي دخلت إلى ناحية النخيب التابعة للمحافظة قادمة من كربلاء. وفيما أعرب المجلس عن تفاجئه بذلك، طالب رئيس الوزراء حيدر العبادي بسحب هذه القوة كون الناحية مؤمنة بالكامل.
وقال طه عبد الغني، عضو مجلس محافظة الأنبار، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «ناحية النخيب التي تقع ضمن الحدود الإدارية لمحافظة الأنبار وتربطها بمحافظة كربلاء، مؤمنة بالكامل وتحت سيطرة قوات الجيش والشرطة والأمن الوطني وبقية القيادات الأمنية الأخرى، وإن جميع الدوائر فيها تعمل بصورة طبيعية ولم يدخل إليها مسلحو تنظيم داعش». وأضاف: «نحن تفاجأنا بخبر دخول قوات كبيرة من الحشد الشعبي إلى الناحية وتمركزهم من دون علم مجلس الأنبار والحكومة المحلية».
وأشار عبد الغني إلى أن مجلس الأنبار طالب رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بـ«إصدار أمر بسحب قوات الحشد الشعبي من ناحية النخيب وإعادتهم إلى كربلاء».
بدوره، قال محافظ الأنبار صهيب الراوي في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لا نرضى أبدًا بالتجاوز على شبر واحد من أرض الأنبار». وأضاف الراوي: «لا صحة للمعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام حول تسليم الملف الأمني في ناحية النخيب إلى قيادة عمليات الفرات الأوسط، وإن قيادة عمليات الجزيرة والبادية هي من تمسك الأرض في الناحية وكذلك ملفها الأمني وهناك انتشار واسع من قبل القطعات العسكرية التابعة لقيادة عمليات الجزيرة والبادية وقوات من الشرطة المحلية في محافظة الأنبار بالمنطقة».
في غضون ذلك، استنكر المجلس المركزي لشيوخ عشائر العراق دخول قوات الحشد الشعبي إلى ناحية النخيب. وقال الشيخ رافع الفهداوي، شيخ عشيرة البوفهد في محافظة الأنبار، في حديث لـ«الشرق الأوسط» بأن «دخول قوات الحشد الشعبي إلى هذا القضاء قد تكون له عواقب لا تحمد عقباها».
وكان مجلس محافظة كربلاء طالب في عام 2010 بإعادة ناحيتي النخيب والرحالية إليها بموجب المادة 140 من الدستور العراقي بشأن المناطق المتنازع عليها بدعوى أنهما تتبعان أصلا قضاء عين التمر في محافظة كربلاء.
على صعيد آخر ذي صلة، قال الشيخ مجيد الدليمي، عضو مجلس شيوخ عشائر الأنبار، إن قوات الحشد الشعبي فرضت التجنيد الإلزامي على شباب ورجال الأنبار النازحين إلى محافظة بابل. وأضاف الدليمي أن «بعض الفصائل التابعة لقوات الحشد الشعبي قامت بزيارات إلى مخيمات اللجوء للأسر النازحة من الأنبار إلى محافظة بابل، وأجبرت الرجال ما بين 18 و50 سنة على التطوع في صفوف قوات الحشد الشعبي». وأشار الدليمي إلى أن «الكثير من الأسر النازحة والمهجرة اتصلت بي وأبلغتني بقرار الحشد الشعبي، وأن بعض فصائل الحشد أبلغت الشباب والرجال من أبناء الأنبار النازحين أنه في حال عدم الالتزام بقرارات الحشد الشعبي، فإنه سيتم إجبار النازحين على ترك المخيمات والمنازل التي يسكنون فيها بمحافظة بابل».
وفيما تستمر المعارك في مناطق مختلفة من مدينة الرمادي بين القوات المشتركة العراقية ومسلحي التنظيم أعلنت قيادة عمليات الأنبار عن مقتل أربعة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة حاولوا استهداف القوات الأمنية شمال مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار. وقال اللواء الركن محمد خلف، قائد عمليات الأنبار وكالة، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات الأمنية وخلال معارك تطهير مدينة الرمادي من سطوة مسلحي تنظيم داعش رصدت تحركا لأربعة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة حاولوا استهداف تلك القوات بالقرب من مفرق الطريق الحولي في محيط منطقة البوغانم، شمال الرمادي»، مبينا أن «القوات الأمنية تمكنت من قتلهم في الحال». وأضاف خلف أن «قوات الجيش والشرطة مستمرة بمعارك تطهير منطقة البوغانم والبوفراج والسجارية ومنع تسلل عناصر تنظيم داعش من منطقة البوغانم إلى مناطق أخرى وقصف مواقعهم وتدمير عجلاتهم».
من جانب آخر أكد عضو مجلس الأنبار فرحان محمد ورود معلومات تفيد بأن عناصر «داعش» الإرهابي يحشدون مقاتلين أجانب غرب المحافظة. وقال محمد لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك معلومات وردت عن تحشيد تنظيم داعش الإرهابي لمقاتلين أجانب في قضاء القائم لمهاجمة حديثة وقاعدة عين الأسد غرب الأنبار». وطالب عضو مجلس الأنبار «القوات الأمنية بأخذ هذه المعلومات على محمل الجد».



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.