تشيع الأمراض التي تُحدث تشوهات في الجلد مثل الجرب واللشمانيا في محافظة نينوى العراقية وتنتشر في أوساط النازحين الذين يعيشون في مخيمات مكتظة في منطقة كردستان. ويرى مسؤولو الصحة أن مشكلات غذائية وأخرى خاصة بالمياه في المخيم هي سبب انتشار تلك الأمراض.
ويعيش حاليا زهاء 19 ألف نازح معظمهم من الإيزيديين - الذين فروا من مدينة سنجار بعد سقوطها في أيدي متشددي تنظيم داعش - في نحو 4000 خيمة بمخيم شاريا في مدينة دهوك الكردية. ولا تتوفر لهؤلاء النازحين مياه صالحة للشرب أو صرف صحي أو مرافق عامة مناسبة للحفاظ على الصحة.
وحث رئيس اللجنة الصحية في مجلس محافظة نينوى خوديدة خلف وزارة الصحة المحلية ومنظمة الصحة العالمية على المساعدة في السيطرة على تلك الأمراض. وقال لتلفزيون وكالة رويترز «مخيمات النازحين في إقليم كردستان تنتشر فيها الأمراض الجلدية والجرب (..) فطالبنا ونطالب منظمة الصحة الدولية ووزارة الصحة العراقية ووزارة الصحة في إقليم كردستان بالسيطرة على هذه الأمراض الجلدية»، ملقيا بالمسؤولية عن انتشار تلك الأمراض على تضافر عوامل بينها غياب النظافة الشخصية والغذاء والماء النظيفين وعدم توفر نظام فعال للرعاية الصحية.
والجرب مرض جلدي طفيلي مُعدِ تُصنفه منظمة الصحة العالمية باعتباره من الأمراض المتصلة بالماء.
ويعاني فتى إيزيدي يُدعى رواند خليل خلف وشقيقته من داء الصدفية الذي يُسبب حكة وألما وتشوهات لسطح الجلد. وتحدث رواند عن محنته هو وأخته التي دفعتهما لترك المدرسة. وشكا رواند (16 سنة) وهو جالس على حشية في خيمته ويعرض ساقيه وذراعيه وعليها تشوهات المرض «لا يساعدنا أحد. لم يساعدنا أحد حتى الآن. عندما نذهب إلى المدرسة يقول لنا الأطفال بأننا مصابان بالجرب وينبذوننا. إنهم يخافون منا ويبدأون في الصراخ عندما يروننا. أنا قزم أيضا الأمر الذي يفاقم معاناتي. حالتنا في غاية السوء».
وقال طبيب في مخيم شاريا للاجئين يُدعى حاجي عزيز عيسى بأن هناك عددا قليلا من حالات الإصابة بمرض اللشمانيا ظهرت بين اللاجئين في مخيم شاريا. وأضاف عيسى للتلفزيون «في مخيم شاريا الأمراض الجلدية هي الجرب وجدري الماء والقمل وبعض الحالات النادرة من اللشمانيا.. حالات قليلة جدا لا تتعدى سبع أو ثماني حالات. تم تزويد معلوماتهم وتم الإخبار الفوري في دائرة صحة دهوك وتتم معالجتهم الآن».
واللشمانيا - الذي يُعرف محليا باسم حبة بغداد - مرض طفيلي ينتقل عبر ذبابة الرمل ويتسبب في ظهور ندوب حادة عادة ما تكون في الوجه.
وأوضح عيسى أن الأمراض الجلدية الشائعة تجد بيئة خصبة لها في مخيمات اللاجئين المكتظة.
وقال: «الوضع مهيأ في داخل المخيمات لانتشار مثل هكذا أمراض من خلال التجمعات الكثيفة في داخل المخيم ومن خلال المدارس والهيئات والمراكز التي توجد في داخل المخيم وعبارة عن وسط جيد لانتشار هذه الأمراض بين الأشخاص».
وتقول الأمم المتحدة بأن نحو 7.2 مليون شخص شُردوا في العراق منذ بداية عام 2014 بينهم نحو نصف مليون من محافظة الأنبار في غرب البلاد.
تفشي أمراض جلدية بين النازحين في مخيمات بكردستان العراق
بينها الجرب واللشمانيا بسبب مشكلات غذائية وأخرى خاصة بالمياه
تفشي أمراض جلدية بين النازحين في مخيمات بكردستان العراق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة