بدأت أمس عملية عسكرية كبيرة بمشاركة قوات من الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي بهدف تطهير الطريق المؤدي إلى مصفاة بيجي وفك الحصار عن قوة قتالية داخلها قوامها نحو 200 جندي اضطروا إلى توجيه نداء استغاثة بسبب نفاد ما لديهم من مؤن وعتاد.
وأعلنت قيادة قوات الشرطة الاتحادية عن تكبيد «داعش» خسائر كبيرة في المعارك التي تدور منذ أمس في قاطع مصفاة بيجي بعد أن كان التنظيم المتطرف قد تمكن من احتلال أجزاء واسعة منه. وقال مدير العلاقات والإعلام في قيادة الشرطة الاتحادية، العقيد محمد إبراهيم، في تصريح إن «المعارك في قاطع عمليات بيجي (40 كلم شمال تكريت) مستمرة، وتكبدت عصابات (داعش) خسائر فادحة، لا سيما بعد وصول قطعات عسكرية جديدة وسرايا جند الإمام التابعة لهيئة الحشد الشعبي، لتعزيز القطعات الموجودة بين منطقة تل الجراد ومصفاة بيجي». وأضاف إبراهيم، أن «القطعات الموجودة في القضاء عززت بقوة من مغاوير الشرطة الاتحادية، وسريتين من قوة القارعة، وكتيبة دبابات ابرامز، وناقلات آلية ومفارز لمكافحة المتفجرات، فضلاً عن دعم مباشر من قبل طيران الجيش»، مؤكدًا أن «القوات الأمنية تسيطر على أبنية مصفاة بيجي، وانتشرت عليها وحدة قناصة الشرطة الاتحادية».
من جهته أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية، العميد سعد معن، لـ«الشرق الأوسط» أن «قوة مشتركة من العمليات الخاصة والشرطة الاتحادية بالإضافة إلى مفارز مكافحة المتفجرات فضلاً عن فوج من اللواء الرئاسي ومجموعة من الحشد الشعبي، شرعت بالهجوم من منطقة المزرعة باتجاه تل الجراد لتطهير الطريق المؤدي إلى مصفاة بيجي». وأضاف معن أن «هذه العملية أسفرت عن قتل 20 إرهابيًا وتدمير عجلتين للإرهابيين ورشاشتين أحاديتين»، مشيرا إلى أن «العملية مستمرة لتطهير الطريق المؤدي إلى مصفاة بيجي بمشاركة فعالة من مكافحة المتفجرات».
وكان عدد من عناصر القوات الخاصة المحاصرة داخل المصفاة ناشدت إمدادهم بالعتاد لمواجهة هجمات «داعش». وقال عدد من الجنود في اتصال هاتفي مع وكالة «رويترز» إن «العتاد بدأ ينفد، ولا نستطيع صد هجمات تنظيم داعش المستمرة على المصفاة»، مبينين: «إننا محاصرون (..) ونطالب بإمدادنا بالعتاد وإسنادنا بتعزيزات قتالية». وكشف الجنود عن أن «تنظيم داعش أحرق جميع الآليات وسيطر على مدرج الطائرات التي تنقل المؤن والعتاد»، مضيفين أن «القوات الموجودة في المصفاة حوصرت جميعها في مبنى الفرقة الذهبية وسط المصفاة، وتنظيم داعش يحيط بالمبنى من جميع الجهات»، محذرين «في حال عدم وصول دعم عسكري ستسقط المصفاة بالكامل بيد التنظيم خلال ساعات».
وطبقا لشهود عيان فإن تنظيم داعش حفر شقوقا طويلة في الأرض قرب المصفاة وملأها بمادة النفط الأسود وأحرقها، ما أدى إلى تصاعد أعمدة دخان كثيف غطت سماء المدينة تفاديا لقصفها من قبل سلاح الطيران.
عملية عسكرية كبيرة لإنقاذ 200 جندي يحاصرهم «داعش» داخل مصفاة بيجي
غداة نداءات استغاثة وجهها عناصر الأمن المحاصرون
عملية عسكرية كبيرة لإنقاذ 200 جندي يحاصرهم «داعش» داخل مصفاة بيجي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة