انخفاض احتياطيات ليبيا من النقد الأجنبي 25 % العام الماضي

انخفض إلى 76.6 مليار دولار

انخفاض احتياطيات ليبيا من النقد الأجنبي 25 % العام الماضي
TT

انخفاض احتياطيات ليبيا من النقد الأجنبي 25 % العام الماضي

انخفاض احتياطيات ليبيا من النقد الأجنبي 25 % العام الماضي

أظهرت بيانات رسمية أمس أن ليبيا أنفقت ما يزيد عن ربع احتياطياتها من النقد الأجنبي في 2014 لتعويض الهبوط في إيرادات النفط الحيوية. وقال ديوان المحاسبة الليبي في طرابلس بأن احتياطيات مصرف ليبيا المركزي من النقد الأجنبي بلغت 76.6 مليار دولار في نهاية 2014 مقارنة مع 105.9 مليار دولار قبل عام. ويشير انخفاض الاحتياطيات بمقدار 29.2 مليار دولار إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات طويلة إلى أن ليبيا العضو بمنظمة أوبك ربما تقترب من الانهيار المالي.
وتفاقمت أزمة بشأن الميزانية في أعقاب إغلاق أكبر ميناءين نفطيين في البلاد السدر ورأس لانوف في ديسمبر (كانون الأول) بسبب القتال الدائر بين فصائل موالية للحكومتين المتنافستين للسيطرة على السلطة بعد أربع سنوات من الإطاحة بنظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.
وأغلق ما يزيد عن اثني عشر حقل نفط هذا العام وهو ما تسبب في خفض إنتاج ليبيا من الخام إلى أقل من 500 ألف برميل يوميا وهو ثلث مستوى الإنتاج في 2010.
وانخفضت إيرادات النفط 30 في المائة إلى 20 مليار دينار، ما يعادل 14.6 مليار دولار، في 2014 وهو أيضا ثلث مستوياتها في 2010.
وتوجد في ليبيا حاليا حكومتان وبرلمانان وفصائل مسلحة من المعارضين السابقين للقذافي موالية لكل منهما وتتقاتل فيما بينها حيث يتخذ رئيس الوزراء في الحكومة المعترف بها دوليا من الشرق مقرا له بعدما فقد السيطرة على العاصمة طرابلس العام الماضي. وخلق ذلك فراغا في السلطة يحاول متشددون إسلاميون استغلاله.
ولم يعلن أي من البرلمانين ميزانية لعام 2015 وهو ما يجعل المصرف المركزي مسؤولا عن الماليات العامة للبلاد. وللحد من الإنفاق يدفع البنك المركزي أجور العاملين الحكوميين ونفقات الدعم فقط.
وحذر ديوان المحاسبة من أن الانخفاض الحاد في الاحتياطيات الأجنبية يشير إلى أنه إذا استمرت سياسة الإنفاق الحالية فإن المصرف المركزي والاقتصاد الليبي سينهاران في أقل من عامين. وقال الديوان في تقريره بأن قيمة استثمارات المصرف المركزي في السندات الأجنبية هبطت 25 في المائة العام الماضي إلى 50.5 مليار دولار. وانخفضت قيمة الودائع بالعملة الأجنبية 26 في المائة إلى 25.3 مليار دولار وهو ما يشير إلى أن البنك باعها لتمويل الميزانية.
وتسجل ليبيا عادة فائضا في الميزانية لكن التقرير قال: إن تراجع إيرادات النفط أدى إلى عجز في الميزانية قدره 22.3 مليار دولار في 2014.
وتتكون ميزانية ليبيا بشكل رئيسي من مرتبات الموظفين الحكوميين ونفقات الدعم القائم منذ عهد القذافي والذي يبقي أسعار البنزين والخبز وسلع غذائية أخرى أساسية عند مستويات منخفضة.



التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.