رئيس ألمانيا: الديمقراطية لن تحيا من دون حرية الصحافة

الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير يتحدث في حفل وداع احتفالي لتوماس بيلوت المدير المنتهية ولايته للتلفزيون الألماني أمس (د.ب.أ)
الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير يتحدث في حفل وداع احتفالي لتوماس بيلوت المدير المنتهية ولايته للتلفزيون الألماني أمس (د.ب.أ)
TT

رئيس ألمانيا: الديمقراطية لن تحيا من دون حرية الصحافة

الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير يتحدث في حفل وداع احتفالي لتوماس بيلوت المدير المنتهية ولايته للتلفزيون الألماني أمس (د.ب.أ)
الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير يتحدث في حفل وداع احتفالي لتوماس بيلوت المدير المنتهية ولايته للتلفزيون الألماني أمس (د.ب.أ)

ماينتس (ألمانيا): «الشرق الأوسط»

دعا الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير إلى الدفاع عن حرية الصحافة في ظل القيود الضخمة الأخيرة على وسائل الإعلام في روسيا. وقال شتاينماير في مدينة ماينتس، أمس الخميس، خلال فعالية لتوديع توماس بلوت، مدير القناة الثانية بالتليفزيون الألماني (زد دي إف): «من يضطر إلى حجب نور المعلومات، فإنه بحاجة فيما يبدو للتعتيم على ما يقوم به. حظر التقارير الصحفية يعد في رأيي إشارة على الضعف».
وأكد الرئيس الألماني أنه دون حرية الصحافة «لا يمكن للديمقراطيات أن تحيا... الصحافة مهمة من أجل الحياة، وبالأحرى لنا جميعا، بالنسبة للديمقراطية الحرة، لذا فإنني أشكركم على عملكم الشجاع». يشار إلى أنه في إطار الحرب على أوكرانيا، أصدر البرلمان الروسي قوانين يمكن من خلالها المعاقبة حاليا على نشر معلومات يُزعم أنها كاذبة عن القوات الروسية، بغرامات مالية كبيرة وعقوبات بالسجن تصل إلى 15 عاما. ونتيجة لذلك سحبت كثير من وسائل الإعلام الأجنبية مراسليها من روسيا في الوقت الحالي.
وقال شتاينماير: «هذه القوانين والتهديدات المترتبة عليها تشكل منعطفا عميقا للغاية... روسيا تقود حربا وحشية غير إنسانية ضد أوكرانيا، ويجب ألا يعرف الشعب الروسي شيئا عن ذلك». وتابع الرئيس الألماني بالقول إنها حرب للقيادة السياسية في موسكو ضد شعب شقيق، وأضاف شتاينماير: «إنها تعتمد على كذب ودعاية وتزوير سخيف للتاريخ»، وأكد أن من يناضل لأجل الحقيقة في روسيا، يستحق الاحترام والدعم.
وأضاف شتاينماير أن هناك حاجة حاليا لنقاش ذكي حول كيفية التعامل مع مخاطر الأخبار الزائفة ونظريات المؤامرة والمعلومات المضللة وكذلك مع خطر الدعاية الروسية، مشيرا إلى أن حرية الصحافة بحاجة لشبكة متماسكة من
الشروط التي تحميها. وأشاد شتاينماير بعمل المراسلين في مناطق الحرب الذين يخاطرون بحياتهم كي يتم رؤية ضحايا الحرب وكي لا يتم نسيانهم، وقال: «شجاعة الصحافيات والصحافيين هي قاذف الحجارة في مواجهة القمع».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».