في 24 فبراير (شباط)، عندما شنت روسيا غزوها لأوكرانيا، انتشرت إحدى الصور الغامضة على وسائل التواصل الاجتماعي في روسيا، حيث احتوت هذه الصورة على عدد كبير من الرموز التعبيرية (الإيموجي) التي تظهر شخصا يمشي، وقد توسط هذه الرموز وجه الشاعر الروسي ألكسندر بوشكين، وبجواره رقم «7».
وبحسب شبكة «بي بي سي» البريطانية، فهذه الصورة تم تفسيرها لاحقا من قبل مجموعة من الخبراء، حيث قالوا إنها كانت دعوة خفية للتظاهر ضد الغزو الروسي لأوكرانيا.
فـ«الإيموجي» الذي يظهر شخصا يمشي كان يرمز للتظاهر، فيما أشار وجه الشاعر الروسي ألكسندر بوشكين إلى الموقع الذي اندلعت فيه المظاهرات وهو «ساحة بوشكين» الشهيرة في موسكو، وحدد الرقم 7 توقيت انطلاق المظاهرات في الـ27 من فبراير.
فلماذا استخدم المعارضون الروس هذه الحيلة؟
تم حظر التظاهر من دون الحصول على تصريح مسبق في روسيا منذ عام 2014، ويمكن أن يؤدي انتهاك هذه القاعدة إلى احتجاز المتظاهرين لمدة تصل إلى 15 يوماً، كما يمكن أن يُعاقب المخالفون المتكررون بالسجن لمدة تصل إلى خمس سنوات.
ومنذ ذلك الحين، كان من الشائع أن يستخدم النشطاء «الإيموجي» والعبارات المشفرة للتخطيط للمظاهرات عبر الإنترنت.
وتقول معارضة روسية تدعى ماريا: «نحن نحاول ببساطة التهرب من الرقابة الحكومية على الإنترنت باستخدام الشفرة و«الإيموجي».
ومن ناحيته، قال مواطن يدعى ألكسندر إنه حضر احتجاجاً في موسكو، بعد أن نشر صورة «إيموجي» عنه على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي صباح اليوم التالي، أخذه ضباط يرتدون ملابس مدنية من منزله واقتادوه إلى قسم الشرطة المحلي. واحتجز هناك لعدة أيام وأُجبر على التوقيع على وثيقة تذكر أنه تظاهر دون تصريح بعد الترويج للمظاهرة على الإنترنت.
وبعد أيام، تم اعتقال ألكسندر لاحقاً للمرة الثانية، أثناء استخدام مترو موسكو، في يوم لم يكن يحضر فيه احتجاجاً.
وعلمت «بي بي سي» عن اعتقالات أخرى تستند فقط إلى نشاط المعارضين الروس على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك اعتقال امرأة بسبب تغريدة على «تويتر»، شاركت خلالها دعوة للتظاهر، وعلقت عليها قائلة: «لم أذهب لمركز الشرطة منذ فترة طويلة». وبعد خمسة أيام، تم القبض عليها أثناء ركوب القطار.
وفي جلسة المحكمة، تم تقديم وثيقة تحتوي على تغريدتها، حيث التقطت السلطات صورة للتغريدة فور نشرها.
وفي حالة أخرى، وصف نيكي، وهو مدون، كيف تم اعتقال شقيق صديق مقرب له مرتين، مرة لبضع ساعات بعد حضور احتجاج، ومرة ثانية لمدة أسبوع كامل، لمشاركة التفاصيل مع أصدقائه على مواقع التواصل.
وتم اعتقال ما يقرب من 14 ألف شخص في جميع أنحاء روسيا منذ بدء الغزو قبل أسبوعين، لتنظيم وحضور احتجاجات مناهضة للحرب.
وفي 4 مارس (آذار)، تم سن قانون جديد في روسيا، بهدف معلن هو معالجة «الأخبار الكاذبة» حول الجيش، ولكن من المتوقع أن يتم استخدامه لقمع الاحتجاجات المناهضة للغزو. ويتضمن القانون أحكاما بالسجن تصل إلى 15 عاماً، وهي مدة أطول بكثير من العقوبات السابقة.
«الإيموجي»... حيلة الروس المعارضين لغزو أوكرانيا لتجنب الرقابة على الإنترنت
«الإيموجي»... حيلة الروس المعارضين لغزو أوكرانيا لتجنب الرقابة على الإنترنت
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة