الاتحاد الأوروبي يندد بـ«انتهاكات» حقوقية في السودان

TT

الاتحاد الأوروبي يندد بـ«انتهاكات» حقوقية في السودان

نددت مجموعة دول الاتحاد الأوروبي وكندا وكوريا والولايات المتحدة بـ {انتهاكات} لحقوق الإنسان يتردد أنها تحدث في السودان، وطالبت الحكومة بالوفاء بالتزاماتها المتعلقة بذلك. وجاء ذلك فيما أعلن مجلس السيادة الانتقالي السوداني اعتقال 40 من المضاربين بالعملات والعاملين في تهريب الذهب، وذلك ضمن حزمة إجراءات قررتها لجنة الطوارئ الاقتصادية، بهدف وقف الانهيار الاقتصادي، ما أدى لتدني سعر صرف الجنيه السوداني بشكل كبير خلال الأسبوعين الماضيين.
واستنكرت هذه الدول ما أطلقت عليه «المحاولات المتواصلة للحد من حرية التعبير والتجمع السلمي»، حسب ما جاء في تقرير مجلس حقوق الإنسان في دورته التاسعة والأربعين، وتضمنت اعتداءات على الصحافيين، وشكلت {تهديداً} لحرية التعبير.
وقالت دول كندا، النرويج، إسبانيا، فرنسا، اليابان، السويد، ألمانيا، آيرلندا، المملكة المتحدة، كوريا، الولايات المتحدة الأميركية، هولندا، والاتحاد الأوروبي، في بيان أمس، إن المتظاهرين قوبلوا بقوة مفرطة، وتم اعتقال نشطاء وصحافيين محليين وأجانب وتهديدهم، والهجوم على وسائل الإعلام، ما أدى لاستشراء خطاب الكراهية في البلاد، وتقليص الفضاء المدني، وزيادة الرقابة الذاتية، وإضعاف استقلالية وسائل الإعلام والتعددية، موضحة في بيان أن التعدي على حرية التعبير ووسائل الإعلام الحرة المتنوعة «من الأشياء الأساسية للديمقراطية، وتعزز الشفافية والمساءلة والمشاركة الهادفة، كمتطلبات أساسية للحكم الرشيد».
ودعت المجموعة الغربية، السلطات السودانية، إلى «العودة للالتزامات التي تعهدت بها، والدفاع عن حرية وسائل الإعلام، وحماية سلامة الصحافيين، واحترام الحق في التجمع السلمي والتعبير عن الآراء دون ترهيب»، مجددة تأكيد دعمها للسودان، وقالت في البيان: «نحن أعضاء المجتمع الدولي ثابتون في دعمنا للشعب السوداني لنيل هذه الحقوق».
من جهة ثانية، قال نائب رئيس المجلس السيادي قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في تصريحات صحافية ليلة أول من أمس، إن السلطات أوقفت أكثر من 40 شخصاً من كبار المهربين للذهب، والمضاربين في العملات، وإنها تسعى للقبض على آخرين يقفون وراء المضاربة في العملات.
وأوضح حميدتي أن السلطات المختصة قامت بحصر الشركات الحاصلة على امتياز التنقيب عن الذهب، لإجراء مراجعات شاملة لتوظيفه في إنعاش الاقتصاد، والحيلولة دون تهريبه، مؤكداً أنه لن يسمح بتهريب جرام من الذهب، مع تعهده بتوفير العملات الأجنبية للمستوردين، وتحديد السلع المسموح باستيرادها، مؤكداً في السياق ذاته أن التأثير على سعر الصرف «لن يحدث في وقت وجيز... فنحن لا نملك عصا موسى لتغيير صرف الجنيه مقابل الدولار بين اليوم والغد»، بيد أنه تعهد بوضع سياسات واتخاذ قرارات من شأنها أن تؤدي للحد من تدهور سعر العملة السودانية، وأوضح أن ارتفاع أسعار الدولار «وهمي بسبب المضاربات في سوق العملات».
وأعاد مجلس السيادة تكوين اللجنة الاقتصادية، برئاسة حميدتي، التي اتخذت فور اجتماعها الأول 16 قراراً، بهدف وقف تدهور الاقتصاد، بما في ذلك توحيد سعر صرف الجنيه السوداني، وتأمين انسياب المحروقات، وتسهيل إجراءات الحصول على السلع الرمضانية.
وقد أنشأت هذه اللجنة «محكمة خاصة بالاقتصاد» للحد من التخريب، الذي يمارسه الذين يخربون اقتصاد البلاد، والتهرب الضريبي والتلاعب بالدولار، وتهريب السلع، ووقف إغلاق الطرق.



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.