حتى هذه اللحظة، لا يوجد جديد في الاستراتيجيات الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي، التي تستخدمها الأحزاب السياسية في الانتخابات العامة خلال العام الحالي، فهي متوقعة وتتسم بالحرص المبالغ فيه. وأخفقت كل من الأحزاب السياسية والسياسيين في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في التواصل مع الناخبين. وعوضا عن ذلك، استخدموا تلك الوسيلة في توثيق الحملات الانتخابية.
بالنسبة إلى كل الخبراء في شؤون الانتخابات الاجتماعية، لا يوجد دليل قوي على نشاط اللاعبين الأساسيين. ونشر الحزبان السياسيان الأساسيان محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه لا يكشف الكثير عن شخصية المرشحين، ولا يقدم معلومات أو تلميحات، أو الكثير عن الإنجازات. وقد يجدي هذا نفعا في دائرة المؤيدين للحزب، لكن هل يساعد في التأثير على الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم؟ وهل سينجح في التأثير على الفئات الأكثر استخداما لمواقع التواصل الاجتماعي التي تتراوح أعمارها بين 18 و24 عاما؟
ولم يطرأ أي تغيير على استراتيجيات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لديفيد كاميرون أو إد ميلباند وحزبيهما؛ سواء كان ذلك تحديثا روتينيا ليوم الحملة الانتخابية كما هو، أو سرد ما أنجزوه حتى هذه اللحظة، أو وصف كل حزب مدى سوء وضع وأداء الحزب السياسي الآخر. وعندما يتعلق الأمر بتقديم لمحة عن الشخصية السياسية، فهم يتوجهون إلى وسائل الإعلام التقليدية مثل برنامج تلفزيوني على محطة «بي بي سي»، أو مقابلة في صحيفة، غير منتبهين إلى جوهر مواقع التواصل الاجتماعي بالنسبة إلى مستخدميه. على سبيل المثال، يعد كاميرون حاليا واحدا من أكثر الشخصيات، التي تتمتع بأكبر عدد من المتابعين على موقع «تويتر»، حيث تجاوز عددهم 980 ألفا. ويستخدم هذا المنبر لتوثيق حملته الانتخابية، حيث كتب «جولة في أربع أمم خلال يوم واحد في المملكة المتحدة»، وانتقد حزب العمال، حيث قال: «لقد شهدنا الفوضى التي ستزداد في حال السماح لحزب العمال بالتحكم في الاقتصاد»، وقطع وعودا مثل «سوف نزيد سقف المبلغ المعفى من الضرائب بحيث يصبح 12.5 ألف جنيه إسترليني». ويتضح هذا النهج الهجومي اللفظي، الذي يتبعه حزب المحافظين باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال الحساب الرسمي للحزب على موقع «تويتر»، والذي يتم إعادة نشر الجزء الأكبر من تغريداته. ومع الوضع في الاعتبار أن صفحة ديفيد كاميرون على موقع «فيسبوك» تشبه حسابه على موقع «تويتر»، فسيتضح الافتقار إلى الخيال في تطبيق استراتيجية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
على الجانب الآخر، أبحر حزب الخضر قليلا في مواقع التواصل الاجتماعي من خلال مبادرة اجتماعية تتخذ شكل نشرة أخبار الانتخابات على موقع «يوتيوب» باسم «تشينج ذا تيون». وهذا هو المحتوى الوحيد الذي أنتجه الحزب من أجل تحقيق انتشار على الإنترنت، فضلا عن التواصل مع المنابر الإخبارية التقليدية مثل صحيفة «هافنغتون بوست». الغريب في الأمر هو أن حزب الخضر لم يقدم بعد محتوى اجتماعيا يحظى بشعبية أكبر؛ فمع الارتداد إلى عالم الرسائل السياسية التقليدية، عادت الاستراتيجية الاجتماعية إلى استهداف الانتشار بين الذين غيروا توجهاتهم. واستغل حزب الخضر «يوتيوب» في هذا الغرض، لكن مع الأسف لم يصل المحتوى الذي حظي بانتشار واسع إلى فريق مواقع التواصل الاجتماعي للديمقراطيين الأحرار، حيث اتبعوا المسار المرحلي ذاته الذي اتبعه المحافظون من قبل. ولم يدعم هجوم الليبراليين على صور الحملات الانتخابية، وتعديد إنجازات الحزب، إضافة إلى التنقيب في ماضي المعارضة استراتيجية نيك كليغ الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي. ورغم تحذير فريق «يوكيب» لمرشحي الحزب من مواقع التواصل الاجتماعي، استخدم الاستراتيجية السياسية المعتادة، التي لا تختلف عن الاستراتيجية التي تتبعها الأحزاب الرئيسية الأخرى، إلا إذا احتسبت نقرات إعجاب نايجل فرج لكل ما ينشره.
ويتبع حزب العمال نهجا مماثلا، لكنه على الأقل واحد من الأحزاب السياسية القليلة، التي تعترف باللغة المميزة التي تستخدمها مواقع التواصل الاجتماعي، وأن المنابر لا تقتصر على «فيسبوك»، و«تويتر»، و«يوتيوب». وحاول الحزب، وإد ميلباند، استخدام موقع «إنستغرام»، الذي يعد أحد مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة بين الشباب في المملكة المتحدة، من خلال نشر صور للحملة الانتخابية. وحتى هذه اللحظة لم تحظَ الحملة سوى بمتابعة محدودة تراجعت بسبب غياب الترويج لها على مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، وعدم إدراك كيفية الاستفادة من هذه الشبكة بطريقة فريدة من نوعها. وربما كان من الأفضل اتباع نهج جاستين ميلباند، التي دشنت قناة على «إنستغرام» خلال الأسبوع الماضي، والتي تبدو أكثر صدقا من القواعد التي يتبعها الحزب أو الصور.
انتقادات لمواقع التواصل الاجتماعي في توصيل رسائل الأحزاب البريطانية المتنافسة
رغم ارتفاع حرارة التنافس الانتخابي
انتقادات لمواقع التواصل الاجتماعي في توصيل رسائل الأحزاب البريطانية المتنافسة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة