كسر هجوم حوثي في حجة وغارات تدمر 11 آلية عسكرية للميليشيات

TT

كسر هجوم حوثي في حجة وغارات تدمر 11 آلية عسكرية للميليشيات

على وقع غليان شعبي غير مسبوق ضد الميليشيات الحوثية بسبب أزمة الوقود التي افتعلتها لزيادة مكاسبها في السوق السوداء التي يديرها قادتها، تمكن الجيش اليمني أمس (السبت) من كسر هجوم واسع للميليشيات بإسناد من تحالف دعم الشرعية في محافظة حجة الحدودية (شمال غرب).
وفي حين تحاول الميليشيات الانقلابية التنصل من نتائج فسادها المالي والإداري وتدهور الأوضاع المعيشية للسكان عن طريق حشد المزيد من عناصرها إلى الجبهات، أفاد تحالف دعم الشرعية في اليمن (السبت) بأنه نفذ 17 عملية استهداف ضد الميليشيات الحوثية في جبهات حجة ومأرب خلال 24 ساعة.
وأوضح التحالف في تغريد بثته «واس» أن الضربات أدت إلى تدمير 11 آلية عسكرية حوثية وكبدت الميليشيات خسائر بشرية في صفوفها، قدرها الإعلام العسكري للجيش اليمني بالعشرات.
وتأتي ضربات التحالف بالتزامن مع استمرار المعارك في حجة ومأرب وجبهات أخرى حيث قدرت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» أن الميليشيات خسرت جراء الضربات في الشهر الماضي في جبهات حجة وحدها أكثر من 1500 عنصر على الأقل.
وكان تحالف دعم الشرعية قد أفاد (الجمعة) بأنه نفذ 15 عملية استهداف ضد الميليشيا في محافظة حجة خلال 24 ساعة، وأن الاستهدافات دمرت تسع آليات عسكرية وكبدت الميليشيات خسائر بشرية.
في غضون ذلك، أفاد الإعلام العسكري للجيش اليمني بأن القوات كسرت (السبت) قوات الجيش مسنودة بمقاتلات التحالف، صباح اليوم السبت، هجوماً لميليشيا الحوثي في مديرية عبس غرب محافظة حجة.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن مصدر عسكري قوله: «إن الميليشيات الحوثية دفعت بمجاميع مسلحة لمهاجمة مواقع عسكرية في جبهة بني حسن إلا أن عناصر الجيش كانوا لها بالمرصاد».
ووفق ما ذكره المصدر العسكري «أجبرت قوات الجيش العناصر المهاجمين على التراجع والفرار بعد سقوط العشرات منهم بين قتيل وجريح، إضافة إلى تكبد الميليشيات خسائر كبيرة في العتاد بنيران مدفعية الجيش». وذلك بالتزامن مع استهداف مقاتلات تحالف دعم الشرعة بعدة غارات تجمعات متفرقة لميليشيا الحوثي في عبس، حيث أسفر القصف عن تدمير معدات وعربات عسكرية وسقوط عشرات القتلى والجرحى من عناصر الجماعة الانقلابية.
هذه التطورات جاءت في وقت تواصل فيه الميليشيات الحوثية الدفع بالمزيد من عناصرها إلى جبهات محافظة حجة، حيث تحاول مهاجمة قوات الجيش اليمني من جهة مديريات مستبأ وعبس وبكيل المير، في مساعٍ انتحارية لاستعادة ما فقدته خلال الأسابيع الماضية.
على صعيد منفصل، حمل وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية، معمر الإرياني الميليشيات التابعة لإيران المسؤولية الكاملة عن سلامة آلاف المختطفين من السياسيين والإعلاميين والصحافيين والنشطاء والمواطنين المخفيين قسراً فيما يعرف بمعتقل مجمع الصالح شرق مدينة تعز، وذلك بعد انفجار مخزن للسلاح والذخيرة في أحد الطوابق الأرضية من المجمع.
وأوضح الوزير اليمني في تصريحات رسمية أن الميليشيات الحوثية اتخذت منذ انقلابها على الدولة الأسرى والمختطفين دروعاً بشرية، وحولت المعسكرات ومراكز القيادة والسيطرة ومخازن الأسلحة، وتجميع الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، إلى أماكن لاحتجازهم، وراح ضحية ذلك العشرات بينهم سياسيون وإعلاميون وصحافيون.
وقال الإرياني: «إن ميليشيا الحوثي الإرهابية واصلت رغم كل التحذيرات اتخاذ الأعيان المدنية مخازن للسلاح والذخيرة، والمدنيين الأبرياء بمن فيهم المختطفون في معتقلاتها غير القانونية دروعاً بشرية، وعرضت حياتهم للخطر في جريمة حرب وانتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية».
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان «بالضغط على ميليشيا الحوثي الإرهابية لوقف استخدام الأسرى والمختطفين دروعاً بشرية، والتنفيذ الفوري لاتفاق السويد بشأن تبادلهم على قاعدة (الكل مقابل الكل)، وملاحقة قيادات الميليشيا ومحاكمتهم باعتبارهم مجرمي حرب».


مقالات ذات صلة

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

العالم العربي استعراض الجماعة الحوثية لقدراتها العسكرية في العاصمة صنعاء والتي تتضمن أسلحة نوعية (رويترز)

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

تقرير جديد لفريق الخبراء الأُمميّين المعنيّ باليمن يكشف عن تعاون الحوثيين مع تنظيم «القاعدة»، و«حركة الشباب» الصومالية، وابتزاز وكالات الشحن الدولية.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي توقعات بإقصاء من يرفضون المشاركة في فعاليات الجماعة الحوثية من وظائفهم (رويترز)

انقلابيو اليمن يستكملون «حوثنة» المؤسسات بهياكل إدارية جديدة

بدأت الجماعة الحوثية بإعداد آلية لدمج عدد من مؤسسات الدولة وتقليص الهيكل الإداري لها وتغيير مهامها في سبيل المزيد من السيطرة والنفوذ عليها وأدلجتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من لقاء وزير التخطيط اليمني مع مسؤولي البنك الدولي على هامش زيارته لواشنطن (سبأ)

اليمن يقدم رؤية شاملة للبنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات التنموية

قدمت الحكومة اليمنية إلى البنك الدولي رؤية شاملة لإعادة هيكلة المشروعات، في مسعى لزيادة المخصصات المالية للبلاد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)

الجيش اليمني يحذر من محاولة حوثية للعودة للحرب وإجهاض جهود السلام

تتصاعد حدة التوترات في عدة جبهات يمنية في ظل استمرار جماعة الحوثي في تحشيد عناصرها وحفر الخنادق، خصوصاً بمحافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
خاص المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الشرق الأوسط)

خاص مكتب غروندبرغ لـ«الشرق الأوسط»: نناقش مع صنعاء وعدن تجنب انهيار اقتصادي أعمق

قال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إن مشاوراته ونقاشاته مستمرة مع مسؤولي «البنك المركزي» في صنعاء وعدن؛ لإيجاد حلول تقنية ومستدامة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

مصر وأميركا في عهد ترمب: لا عقبات ثنائية... وتباين حول «مفاهيم السلام»

صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
TT

مصر وأميركا في عهد ترمب: لا عقبات ثنائية... وتباين حول «مفاهيم السلام»

صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)

جاء فوز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة الأميركية مُحمّلاً بتطلعات مصرية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، والعمل معاً من أجل إحلال «سلام إقليمي»، وهو ما عبر عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في منشور له عبر حسابه الرسمي على موقع «إكس» الأربعاء، هنأ خلاله الرئيس الأميركي المنتخب.

وقال السيسي: «نتطلع لأن نصل سوياً لإحلال السلام والحفاظ على السلم والاستقرار الإقليمي، وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة وشعبيهما الصديقين»، وأضاف: «البلدان لطالما قدما نموذجاً للتعاون ونجحا سوياً في تحقيق المصالح المشتركة»، مؤكداً تطلعه إلى مواصلة هذا النموذج في «هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها العالم».

وأثارت أنباء فوز ترمب تفاعلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، لتتصدر وسوم عدة الترند في مصر، مصحوبة بمنشورات لتهنئة للرئيس الأميركي المنتخب. وبينما عول سياسيون وإعلاميون مصريون على ترمب لوقف الحرب الدائرة في غزة منذ أكثر من عام، ووضع حد للتصعيد في المنطقة، أكدوا أن «مواقف الرئيس المنتخب غير التقليدية تجعل من الصعب التنبؤ بسياسة الإدارة الأميركية في السنوات الأربع المقبلة».

ولا يرى الإعلامي وعضو مجلس النواب المصري (البرلمان) مصطفى بكري «اختلافاً بين ترمب ومنافسته الخاسرة كامالا هاريس من القضية الفلسطينية»، لكنه أعرب في منشور له عبر «إكس» عن سعادته بفوز ترمب، وعده «هزيمة للمتواطئين في حرب الإبادة».

أما الإعلامي المصري أحمد موسى فعد فوز ترمب هزيمة لـ«الإخوان»، ومن وصفهم بـ«الراغبين في الخراب». وقال في منشور عبر «إكس» إن هاريس والرئيس الأميركي جو بايدن «كانوا شركاء في الحرب» التي تشنها إسرائيل على لبنان وغزة.

وعول موسى على ترمب في «وقف الحروب بالمنطقة وإحلال السلام وعودة الاستقرار». وكذلك أعرب الإعلامي المصري عمرو أديب عن أمله في أن «يتغير الوضع في المنطقة والعالم للأفضل بعد فوز ترمب».

مفاهيم السلام

رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية ووزير خارجية مصر الأسبق، السفير محمد العرابي، أكد أن «العلاقات بين مصر والولايات المتحدة لن تواجه عقبات أو مشكلات على المستوى الثنائي خلال عهد ترمب»، لكنه أشار إلى أن «مواقف الرئيس المنتخب من القضية الفلسطينية وأفكاره غير التقليدية بشأنها قد تكون أحد الملفات الشائكة بين القاهرة وواشنطن».

وأوضح العرابي لـ«الشرق الأوسط» أن «ترمب يتبنى مفاهيم عن السلام في الإقليم ربما تختلف عن الرؤية المصرية للحل»، مشيراً إلى أن «القضية الفلسطينية ستكون محل نقاش بين مصر والولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة».

وتبنى ترمب خلال ولايته الأولى مشروعاً لإحلال «السلام» في الشرق الأوسط عُرف باسم «صفقة القرن»، والتي يرى مراقبون أنه قد يعمل على إحيائها خلال الفترة المقبلة.

وعدّ سفير مصر الأسبق في واشنطن عبد الرؤوف الريدي وصول ترمب للبيت الأبيض «فرصة لتنشيط التعاون بين مصر والولايات المتحدة لوقف الحرب في غزة، وربما إيجاد تصور لكيفية إدارة القطاع مستقبلاً».

وقال الريدي لـ«الشرق الأوسط» إن «ترمب يسعى لتحقيق إنجازات وهو شخص منفتح على الجميع ووجوده في البيت الأبيض سيحافظ على الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن».

تصحيح العلاقات

من جانبه، رأى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حسين هريدي أن فوز ترمب بمثابة «عودة للعلاقات الاستراتيجية القائمة على المصالح المشتركة بين القاهرة وواشنطن». وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «فوز ترمب هو تدعيم للعلاقة بين القيادة المصرية والبيت الأبيض»، مشيراً إلى أن الرئيس المصري لم يزر البيت الأبيض طوال أربع سنوات من حكم بايدن، واصفاً ذلك بأنه «وضع غريب في العلاقات الثنائية سيتم تصحيحه في ولاية ترمب».

وأضاف هريدي أن «فوز ترمب يسدل الستار على الحقبة الأوبامية في السياسة الأميركية، والتي بدأت بتولي الرئيس الأسبق باراك أوباما عام 2009 واستُكملت في ولاية جو بايدن الحالية»، وهي حقبة يرى هريدي أن واشنطن «انتهجت فيها سياسات كادت تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة». ورجح أن تعمل إدارة ترمب على «وقف الحروب وحلحلة الصراعات في المنطقة».

وزار الرئيس المصري السيسي البيت الأبيض مرتين خلال فترة حكم ترمب عامي 2017 و2019. وقال ترمب، خلال استقباله السيسي عام 2019، إن «العلاقات بين القاهرة وواشنطن لم تكن يوماً جيدة أكثر مما هي عليه اليوم، وإن السيسي يقوم بعمل عظيم».

لكن السيسي لم يزر البيت الأبيض بعد ذلك، وإن التقى بايدن على هامش أحداث دولية، وكان أول لقاء جمعهما في يوليو (تموز) 2022 على هامش قمة جدة للأمن والتنمية، كما استقبل السيسي بايدن في شرم الشيخ نهاية نفس العام على هامش قمة المناخ «كوب 27».

بدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة قناة السويس الدكتور جمال سلامة أن «مصر تتعامل مع الإدارة الأميركية أياً كان من يسكن البيت الأبيض». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «العلاقات مع واشنطن لن تتأثر بفوز ترمب، وستبقى علاقات طبيعية متوازنة قائمة على المصالح المشتركة».

وعد مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فوز ترمب فرصة لحلحلة ملف «سد النهضة»، الذي لعبت فيه الولايات المتحدة دور الوسيط عام 2019.

وهنا أكد العرابي أنه «من السابق لأوانه معرفة الدور الذي ستلعبه إدارة ترمب في عدد من الملفات المهمة لمصر ومن بينها (سد النهضة)»، وقال: «ترمب دائماً لديه جديد، وطالما قدم أفكاراً غير تقليدية، ما يجعل التنبؤ بمواقفه أمراً صعباً».

بينما قال هريدي إن «قضية سد النهضة ستحل في إطار ثنائي مصري - إثيوبي»، دون تعويل كبير على دور لواشنطن في المسألة لا سيما أنها «لم تكمل مشوار الوساطة من قبل».