سيباستيان هالر... من لاعب منبوذ في وستهام إلى هداف دوري أبطال أوروبا

مهاجم أياكس يتحدث عن الفترة الصعبة التي قضاها في إنجلترا وتحطيمه الأرقام القياسية في هولندا

هالر بعد هز شباك دورتموند في دوري الأبطال ...  أول لاعب يسجل في جميع مبارايات دور المجموعات (غيتي)
هالر بعد هز شباك دورتموند في دوري الأبطال ... أول لاعب يسجل في جميع مبارايات دور المجموعات (غيتي)
TT

سيباستيان هالر... من لاعب منبوذ في وستهام إلى هداف دوري أبطال أوروبا

هالر بعد هز شباك دورتموند في دوري الأبطال ...  أول لاعب يسجل في جميع مبارايات دور المجموعات (غيتي)
هالر بعد هز شباك دورتموند في دوري الأبطال ... أول لاعب يسجل في جميع مبارايات دور المجموعات (غيتي)

هناك شيء غير عادي في قائمة هدافي دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، حيث لا يتصدر القائمة روبرت ليفاندوفسكي أو كريستيانو رونالدو أو ليونيل ميسي أو كيليان مبابي أو محمد صلاح أو إيرلينغ هالاند. لكن من يتصدر القائمة هو لاعب رحل عن وستهام في يناير (كانون الثاني) 2021، بخسارة قدرها 25 مليون جنيه إسترليني بعد 13 شهراً قضاها مع النادي الإنجليزي. إنه نجم أياكس أمستردام الهولندي، سيباستيان هالر، الذي لم يلعب في دوري أبطال أوروبا قبل هذا الموسم.

هالر وهدفه في شباك بنفيكا في ذهاب دور الـ16 بدوري الأبطال (إ.ب.أ)

إنه تحوُّل ملحوظ للغاية في مسيرة اللاعب البالغ من العمر 27 عاماً، الذي سجَّل 10 أهداف في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، إضافة إلى هدفه في شباك بنفيكا في ذهاب دور الستة عشر، ليصبح عدد أهدافه حتى الآن في المسابقة الأوروبية الكبرى 11 هدفاً، وهو رقم قياسي لأي لاعب يشارك في المسابقة لأول مرة. هذا لا يعني أنه لا يهتم بالأرقام القياسية، حيث قال في تصريحات لصحيفة «غارديان»: «إنني أراقب ذلك، لكنني أفعل ذلك فقط لأن الأصدقاء والعائلة وزملائي في الفريق يذكرونني بذلك».
وأضاف: «قبل خمس دقائق فقط من الآن، ذكرني ستيفن (بيرغويس، زميله في أياكس) بهذا الأمر. أنا لست مهووساً بتحطيم الأرقام القياسية. ربما أكون قد نجحت في كسر بعض الأرقام القياسية، لكن الأرقام الخاصة بي سيأتي لاعب آخر، ويحطمها بعد ذلك أيضاً. الأهم بالنسبة لي هو الاستمرار في تحقيق الفوز». وبات الدولي الإيفواري هالر ثاني لاعب فقط في التاريخ يسجل رباعية، في أول ظهور له في مسابقة دوري أبطال أوروبا بنظامها الجديد، والأول منذ الهولندي ماركو فان باستن في نوفمبر (تشرين الثاني) 1992 مع ميلان الإيطالي (ضد غوتبورغ السويدي).
وحقق أياكس الفوز في جميع مبارياته في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، رغم وقوعه في مجموعة صعبة إلى جانب بوروسيا دورتموند وسبورتينغ لشبونة وبشيكتاش. وسجل هالر في كل مباراة من مباريات دور المجموعات، لكن تألقه الأكبر كان في المباراة الافتتاحية في لشبونة ضد سبورتنغ لشبونة، حيث سجل أربعة أهداف ليقود فريقه للفوز بخمسة أهداف مقابل هدف وحيد. وفي الشهر الماضي، واجه أياكس بنفيكا البرتغالي في ذهاب دور الستة عشر في المدينة نفسها، وانتهت المباراة بالتعادل بهدفين لكل فريق، وأحرز هالر هدفاً.
وبات هالر، أول لاعب يسجل في أول سبع مباريات له في دوري أبطال أوروبا. وبعد التعادل خارج أرضه مع بنفيكا قال هالر الذي سجل الهدف الثاني لفريقه بعد تسجيله الهدف الأول لبنفيكا خطأ في مرماه: «لست سعيداً حقاً بالتعادل. من الصعب أن ترضى بهذا. يمكننا اللعب بشكل أفضل بكثير مما فعلناه». وعن الهدف في مرماه قال: «اعتقدتُ أن الحارس ريمكو باسفير سيحصل على الكرة لكنها مرَّت من تحته، لذلك فوجئتُ. أنا ألوم نفسي. ربما لو كنت في موقف آخر لما حدث هذا. لكن عليك فقط أن تظل مركزاً».
وعن تلك الليلة التي لا تُنسى، والتي أحرز فيها أربعة أهداف يقول هالر: «ما زلت غير قادر على تصديق ما حصل. إنه حلم. لم أكن لأتوقع أفضل من ذلك. أنا سعيد، وأحاول الاستمتاع بالأمسية». وأضاف: «كل ما أفعله داخل الملعب يظل عالقاً في رأسي، وخاصة الفرص التي أهدرها. ضد بشيكتاش على سبيل المثال أهدرت ثلاث فرص بالرأس. أنا أسعى دائماً لأن أكون لاعباً متكاملاً، فأنا لا أكتفي بالقول بأنني أحرزت 11 هدفاً، لكنني أريد زيادتها إلى 13 أو 14 أو 15». وربما تكون هذه الرغبة في الوصول إلى الكمال هي التي تمنعه من الابتسام حتى بعد تسجيل الأهداف. يقول النجم الإيفواري عن ذلك: «اسأل أي شخص عني، وسوف يقول لك إنني أحب الضحك خارج الملعب، لكنني أعتقد أنه قد يشتت انتباهي داخل الملعب. يتعين علي أن أحافظ على تركيزي خلال المباريات».

سيباستيان هالر في مواجهة ايندهوفن عندما كان يلعب في أوتريخت (غيتي)

وكان تييري هنري أيضاً لا يبتسم إطلاقاً خلال المباريات، لكن هالر يقول إنه لا يقلد النجم الفرنسي في هذا الأمر، رغم أن مهاجم آرسنال السابق كان أحد اللاعبين الذين يعشقهم ويسعى للسير على خطاهم، إلى جانب ديدييه دروغبا. في الحقيقة، لم يتمكن هالر من اللعب بطريقة هذين النجمين، والأهم من ذلك أن كلاً منهما كانا أسرع بكثير من هالر. يقول المهاجم الإيفواري ضاحكاً: «تلك هي المشكلة. لقد طلبت من أمي أن تمنحني السرعة، لكنها لم تستطع ذلك! أنا لستُ لاعباً يركض لمسافات طويلة ويراوغ المنافسين، لأنني لست جيداً في ذلك! إنه لأمر مؤسف، لكنه نعمة في الوقت ذاته. يجب أن أفكر دائماً مرتين بشأن القرار الذي أتخذه، ويجب أن أفسح المجال لنفسي بطريقة مختلفة، وأن أحدد وقت الجري جيداً، لأنه من الصعب بالنسبة لي تجاوز المدافع. كان هناك 10000 فتى يتمتعون بموهبة أكبر مني في الشوارع التي أتيت منها، لكن الخيارات التي تتخذها هي التي تصنع الفارق دائماً».
يقول هالر، الذي وُلِد في فرنسا، لكنه يلعب مع ساحل العاج، إنه كان محظوظاً بوجود عدد من الأشخاص الجيدين من حوله، الذين ساعدوه «على أن يكون أكثر إيجابية ولا يشتكي أبداً». نشأ هالر في ضاحية ريس أورانغيس في العاصمة الفرنسية باريس. ويعد بول بوغبا، وكيليان مبابي، ورياض محرز، وأنتوني مارسيال، وتيري هنري، من بين اللاعبين الذين تعلموا مهارات كرة القدم على الملاعب الرملية والحجرية في العاصمة الفرنسية.
في الحقيقة، هناك كثير من الضغط على الأطفال لتحقيق ذلك، وهو ما وجده هالر «مخيفاً بعض الشيء»، لكن والده كان مختلفاً. يقول هالر مبتسماً: «إنه لم يدفعني للقيام بأي شيء أبداً. من المؤكد أنه لا يحب سماع ذلك، لكنه لا يعرف أي شيء عن كرة القدم. ربما كنت محظوظاً بذلك، لكنه كان دائماً ما يصطحبني إلى التدريبات والمباريات. كان يستيقظ مبكراً جداً، لأننا في البداية كنا نوصل لاعبين آخرين لم يكن لديهم من يأخذهم للتدريبات. أنا فخور جداً بوالدي لقيامه بذلك».
تأخر اسم هالر ليبرز على الساحة الكروية، أكان على صعيد الأندية أو على الصعيد الدولي. وُلد في فرنسا من أب فرنسي وأم إيفوارية في عام 1994. ومثّل الفئات العمرية للمنتخب الفرنسي منذ عام 2010 (ما دون 16، 17، 18، 19، و20 عاماً). لكن مسيرة هالر لم تكن مفروشة بالورود، بل كانت مليئة بالتقلبات. كان هالر طويل القامة بالنسبة لسنه، ولفت أنظار الطاقم الفني لمنتخب فرنسا للشباب. تم اكتشافه من قبل ديدييه مارتل، لاعب أوكسير السابق الذي يعمل الآن كشافاً للاعبي لدى نادي أوتريخت الهولندي. انتقل هالر إلى هولندا وهو في العشرين من عمره، على سبيل الإعارة أولاً، ثم بشكل دائم. وبعد ذلك انتقل إلى أينتراخت فرانكفورت، وبعد موسمين ناجحين في ألمانيا، دفع وستهام 45 مليون جنيه إسترليني للحصول على خدماته.

سيباستيان  وحجازي مدافع مصر في «أمم أفريقيا» الأخيرة (غيتي)

والآن، يتساءل مشجعو وستهام كيف يمكن لهذا اللاعب الذي عانى كثيراً في إنجلترا أن يكون هدافاً لدوري أبطال أوروبا، لكن هالر يشير إلى أن هناك كثيراً من الأسباب التي جعلته يفشل في تقديم الأداء الذي يريده مع وستهام.
ويقول: «كان المدير الفني مانويل بيليغريني هو الذي تعاقد معي، لكن بعد ذلك جاء ديفيد مويز، ووصلت الأمور لنقطة تشعر عندها، وكأننا كنا محاصرين معاً. كنت ألعب وفق طريقة لعب لم أكن أستمتع بها حقاً. كان مويز يفضل شخصاً مثل ميخائيل أنطونيو في المقدمة، وأنا سعيد جداً لأن أنطونيو يؤدي بشكل جيد، فأنا أحب كل اللاعبين الموجودين في وستهام. لقد قضيت وقتاً ممتعاً معهم، لكنني كنت غاضباً جداً من هذا الوضع، ومن الطريقة التي كنا نلعب بها، والطريقة التي كنت ألعب بها أنا، والطريقة التي كنت أشعر بها بالمرارة».
لم يكن هالر في أفضل فترات حياته؛ فقد وصل إلى إنجلترا مع زوجته التي كانت حاملاً في شهرها السابع في طفلهما الثاني. يقول هالر: «كان يتعين علينا البقاء في فندق لمدة شهر، ثم اضطررنا للانتقال إلى شقة، وكان يتعين عليها أن ترتب كل شيء. ثم جاء الطفل الصغير، وكان يعاني من بعض المشاكل ويعاني من ارتجاع في المريء بشكل سيئ. لم يكن ينام أثناء الليل، وكان يبكي طوال الوقت ويشعر بألم دائم». ويضيف: «أنا لستُ من نوعية الأشخاص الذين يغلقون الأبواب وينامون وكأن شيئاً لا يحدث. يتعين عليك أن تساعد في تربية أطفالك؛ فالأمر لا يقتصر على الأم وحدها. كنت قلقاً على طفلي وعلى زوجتي، التي لم تكن تنام بشكل جيد، وكانت تشعر وكأنها «زومبي». ثم كان يتعين عليَّ أن أتكيف أيضاً مع البيئة الجديدة، والبطولة الجديدة، وبعد ذلك جاء وباء (كورونا). ربما كان من الصعب التعامل مع كل هذه الأشياء».
يقول هالر إنه لم يشتكِ، لكنه كان يحاول فقط أن يجعل الأمور تسير على ما يرام. ويضيف: «لا أريد أن ألوم ديفيد مويز، ففي بعض الأحيان قد لا يناسب أسلوب اللعب لاعباً معيناً، ولم أكن المهاجم الذي يحتاج إليه. كما لم يكن هو المدير الفني الذي تعاقد معي. عندما يتعاقد المدير الفني مع لاعب ويكلف النادي أموالاً، فإنه يكون بحاجة إلى إثبات أنه لم يخطئ عندما تعاقد مع هذا اللاعب».

سيباستيان هالر: لا ألوم مويز، فلم أكن المهاجم الذي يحتاجه  (غيتي)

وكان الانتقال إلى أياكس للعب تحت قيادة إريك تين هاغ مرة أخرى منطقياً. لقد كان تين هاغ هو مَن ساهم في تعزيز مسيرة هالر الكروية في أوتريخت، وأدى العمل الرائع الذي يقوم به مع أياكس إلى ترشيحه لتولي القيادة الفنية لمانشستر يونايتد أو توتنهام. يقول هالر: «لا يوجد أدنى شك في أنه يمكنه الانتقال للعمل في مسابقة كبرى. لم أرَ قط مديراً فنياً مهووساً بكل التفاصيل بهذا الشكل، رغم أنني تدربتُ تحت قيادة كثير من المدربين الجيدين حقاً. أنا أحب المدير الفني الذي تكون لديه أفكار ويلتزم بها حتى النهاية لكي تنجح».
ومع ذلك، لا يزال هناك أشخاص لم يفهموا السبب الذي جعل هالر يرحل عن الدوري الإنجليزي الممتاز وينتقل إلى الدوري الهولندي. يقول النجم الإيفواري عن ذلك: «كان عليَّ أن أفكر لفترة طويلة فيما إذا كان هذا هو القرار الصحيح أم لا. في النهاية، كنت أريد الاستمتاع بكرة القدم. وقلت لنفسي: لماذا أفكر فيما سيقوله الناس. إنهم يريدون التعليق على كل ما يرونه، حتى لو كانوا لا يعرفون شيئاً عن الحقيقة. هذه ليست حياتهم، بل حياتي. وما معنى أن يقول اللاعب إنه يلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز لكنه يجلس دائماً على مقاعد البدلاء؟».
ويضيف: «لكن مع أياكس يمكنني تسجيل الأهداف، واللعب من أجل البطولات والألقاب، والمشاركة في دوري أبطال أوروبا، والاستمتاع بكرة القدم. لقد كان قراراً سهلاً في النهاية ولا يحتاج إلى كثير من التفكير. لذلك ذهبت إلى ديفيد مويز، وطلبت منه أن يسمح لي بالرحيل، ولا يضع عقبات أمام انتقالي لنادٍ آخر، وأخبرته بأنني أريد أن أستعيد الثقة في نفسي. ولحسن الحظ أنه وافق على ذلك هو والنادي».
وعلاوة على ذلك، فإن الحياة في هولندا جيدة. لقد أصبح لديه هو وزوجته الآن ثلاثة أطفال، ولا يتابع ما يُكتب عنه في إنجلترا أو فرنسا أو هولندا. ويستمتع هالر باللعب مع منتخب ساحل العاج منذ نوفمبر 2020 بعد عدم اختياره في تشكيلة المنتخب الفرنسي. ويقول عن ذلك: «إذا كان الناس يقولون إن المدير الفني لمنتخب فرنسا ديدييه ديشامب قد ارتكب خطأ بعدم ضمي، فأنا أقول إنه لم يكن هناك أي خطأ. أنا فخور وسعيد حقاً بالخيارات التي أتخذها. وأمي فخورة بتمثيلي لمنتخب ساحل العاج، وعائلتها في ساحل العاج فخورة أيضاً بذلك».
أما بالنسبة لأياكس، فينافس النادي على ثلاث بطولات مختلفة، ويقول هالر عن ذلك: «لا حدود لطموحاتنا. وكل شيء يمكن أن يحدث، حتى في دوري أبطال أوروبا». لقد مر النادي ببعض الأوقات العصيبة في الآونة الأخيرة، مع رحيل مدير كرة القدم، مارك أوفرمارس، بعد إرسال رسائل غير لائقة لزميلاته. يقول هالر إن تداعيات ذلك لم تؤثر على اللاعبين، مضيفاً: «في غرفة خلع الملابس، يركز الجميع على الفريق الذي سنواجهه في المباراة التالية. صحيح أن كثيراً من اللاعبين جاءوا إلى أياكس بفضل مارك أوفرمارس، لكن الحياة في كرة القدم لا تتوقف أبداً. ولا يمكنك أبداً النظر إلى الوراء فيما حدث».
ويختتم هالر حديثه قائلاً: «إنه بالطبع عالم أناني للغاية. كرة القدم عبارة عن معركة كبيرة للوصول إلى مستوى أعلى كل يوم. لكن إذا بقينا متواضعين، وإذا واصلنا العمل بنفس القوة التي نعمل بها دائماً، فسيمكننا حينئذ الاستمرار بالشكل الذي نحن عليه الآن. الخسارة هي أسهل شيء يمكن أن تفعله، والاستمرار في تحقيق الفوز هو أصعب شيء، لكنني أعشق هذا التحدي».


مقالات ذات صلة

وفاة ساركيتش حارس مرمى ميلوول الإنجليزي عن 26 عاماً

رياضة عالمية ماتيا ساركيتش (أ.ف.ب)

وفاة ساركيتش حارس مرمى ميلوول الإنجليزي عن 26 عاماً

أكد نادي ميلوول المنافس في دوري الدرجة الثانية الإنجليزي لكرة القدم وفاة حارس مرماه ومرمى الجبل الأسود ماتيا ساركيتش اليوم السبت عن 26 عاما.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية المدرب الدنماركي هيولماند يتحدث إلى اللاعبين كير وهويلوند خلال جلسة تدريبية في فرويدنشتات (أ.ب)

فيهورست: إريكسن وهويلوند سيتألقان في «اليورو» رغم عثرات يونايتد

قال مورتن فيهورست مساعد مدرب منتخب الدنمارك الأول إن الثنائي كريستيان إريكسن وراسموس هويلوند سيظهران فائدة اللعب سويا في مانشستر يونايتد خلال اللعب في «اليورو».

«الشرق الأوسط» (شتوتغارت)
رياضة عالمية لويس غيليرمي «نادي وست هام»

وست هام يتعاقد مع الجناح البرازيلي الشاب غيليرمي

أعلن وست هام يونايتد، تاسع الدوري الإنجليزي لكرة القدم، الخميس، تعاقده مع الجناح البرازيلي الشاب لويس غيليرمي من بالميراس، بعقد مدته 5 سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية احتل تشيلسي المركزين الـ12 والـ6 في موسمين تحت قيادة الملاك الجدد (إ.ب.أ)

كم تبلغ قيمة تشيلسي بعد موسمين من ملكية تود باهلي وكليرليك؟

بحسب شبكة The Athletic تزيد قيمة تشيلسي الآن بمقدار 500 مليون جنيه إسترليني على مبلغ 2.3 مليار جنيه إسترليني المدفوع في صفقة الاستحواذ على النادي في عام 2022.

ذا أتلتيك الرياضي (لندن)
رياضة عالمية تن هاغ يحتفل بكأس إنجلترا الذي كان سببا في منحه فرصة جديدة مع مانشستر يونايتد (ا ف ب)

يونايتد يمنح تن هاغ فرصة جديدة على أمل تصحيح الأوضاع الموسم المقبل

على عكس التوقعات، ارتفعت أسهم المدرّب الهولندي إريك تن هاغ للاستمرار في منصبه مدرباً لمانشستر يونايتد الإنجليزي، بعد قناعة السير جيم راتكليف الشريك في ملكية

«الشرق الأوسط» (لندن)

من عصر دي ستيفانو إلى حقبة كارفاخال... ريال مدريد يواصل صنع المعجزات

الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
TT

من عصر دي ستيفانو إلى حقبة كارفاخال... ريال مدريد يواصل صنع المعجزات

الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)

في مايو (أيار) 2004، قام طفل يبلغ من العمر 12 عاماً بشعر أصفر طويل ينتظره مستقبل مشرق، بوضع قميص ريال مدريد الأبيض بجوار أحد الأعمدة الموجودة في ملعب التدريب بالنادي الموجود به لوح من الغرانيت عليه العبارة الشهيرة «يحترم ماضيه، ويتعلم من حاضره، ويؤمن بمستقبله». وفي اليوم الأول من يونيو (حزيران) 2024، كان هذا الطفل، الذي أصبح رجلا يبلغ من العمر 32 عاماً بلحية رمادية وصنع تاريخاً حافلاً، يرتدي هذا القميص على ملعب ويمبلي، وقفز ليسجل برأسه في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا ليقود النادي الملكي لاستكمال أعظم إنجاز في تاريخه على الإطلاق. وأشير بهذا إلى داني كارفاخال.

لقد مر عشرون عاماً تقريباً منذ ذلك اليوم في عام 2004. في ذلك اليوم، وقف كارفاخال، وهو طفل صغير في أكاديمية الناشئين، إلى جانب ألفريدو دي ستيفانو، البالغ من العمر 78 عاماً، والذي يعد أهم لاعب في تاريخ أندية كرة القدم، ورمزا لكل شيء: الرجل الذي غيّر وصوله عام 1953 ريال مدريد ولعبة كرة القدم إلى الأبد، والذي شكّل أسطورة النادي وهويته. والآن، عندما يتعلق الأمر ببطولة دوري أبطال أوروبا؛ تلك المسابقة التي يشعر ريال مدريد بأنها أصبحت ملكا له، أصبح كارفاخال يتفوق على دي ستيفانو. قد يبدو هذا سخيفاً للبعض، لكن هذا هو ما حدث مؤخراً.

عندما فاز ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا عام 1960 بعد الفوز على إينتراخت فرنكفورت 7 - 3 في مباراة من أعظم المباريات عبر التاريخ (ب.أ)

لقد فاز عدد قليل من اللاعبين بنفس عدد بطولات دوري أبطال أوروبا التي فاز بها كارفاخال، حيث نجح خمسة لاعبين في الحصول على اللقب ست مرات، من بينهم أربعة من زملاء كارفاخال: فبعد الفوز على بوروسيا دورتموند في المباراة النهائية بهدفين دون رد على ملعب ويمبلي، انضم كارفاخال ولوكا مودريتش وناتشو فرنانديز وتوني كروس إلى باكو خينتو - الذي ظل رقمه القياسي المتمثل في أكثر اللاعبين فوزا بالبطولة صامدا لمدة 58 عاماً - كأكثر اللاعبين فوزا باللقب على الإطلاق. ويُعد كارفاخال هو اللاعب الوحيد من هذا الجيل الذي شارك أساسياً في جميع المباريات النهائية الست، على الرغم من أنه خرج مستبدلا في مباراتين منها. وقال كارفاخال والدموع في عينيه بعد الفوز على بوروسيا دورتموند في المباراة النهائية التي سجل فيها هدفا: «لقد جئت إلى هنا وأنا طفل صغير، والآن أنا هنا. سيكون من الصعب للغاية أن يكسر أحد هذا الرقم الذي حققناه».

لقد كان هناك كثير من الصور، وكثير من التصريحات، وكثير من اللحظات، التي ستظل خالدة في الأذهان بعد فوز «الميرنغي» بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الـ 15 – نعم المرة الخامسة عشرة، هل تصدقون هذا؟ لقد كانت هذه هي آخر مباراة للنجم الألماني توني كروس، الذي أعلن اعتزاله كرة القدم بنهاية الموسم الحالي. وسجل راقص السامبا البرازيلي فينيسيوس جونيور هدفاً أخر في المباراة النهائية للبطولة الأقوى في القارة العجوز، وهو لا يزال في الثالثة والعشرين من عمره، وهو الأمر الذي جعل المدير الفني لريال مدريد، كارلو أنشيلوتي، يرشح النجم البرازيلي للفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم لهذا العام، قائلاً: «إنه يستحق الكرة الذهبية بلا شك». وقال جود بيلينغهام، الذي لا يزال في العشرين من عمره، إنه ظل متماسكاً حتى رأى أمه وأباه بعد المباراة. وأشاد بيلينغهام بأنشيلوتي قائلاً: «إنه يعرف جيدا ما يفعله». لقد فاز ريال مدريد باللقب هذا الموسم، بنفس الطريقة التي رأيناها من قبل، حيث يبدو الفريق عرضة للهزيمة في بعض الأوقات، لكنه يعود بكل قوة ويحسم الأمور تماماً لصالحه في نهاية المطاف.

كارفاخال وفرحة افتتاح التهديف لريال مدريد (أ.ب)

لم يكن أحد يشك في قدرة ريال مدريد على حسم اللقب، لم يخسر النادي الملكي أي مباراة نهائية في هذه البطولة منذ عام 1981، فقد لعب الفريق تسع مباريات نهائية وفاز بها جميعا. وقال كروس: «يبدو أنه لا يمكن هزيمتنا في مثل هذه المباريات. إنه لأمر جنوني أن أتساوى مع خينتو كأكثر اللاعبين فوزا بلقب هذه البطولة، وهو أمر لم أتخيل أبدا أنني سأحققه». ولا يقتصر الأمر على فوز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة عشرة في تاريخه فحسب، لكن النادي الملكي فاز أيضا بست من هذه البطولات في آخر عشر سنوات: من لشبونة 2014 إلى لندن 2024. وسيبقى إنجاز خينتو - لاعب ريال مدريد الوحيد الذي فاز بأول خمس كؤوس أوروبية في الفترة بين عامي 1956 و1960 قبل أن يفوز باللقب للمرة السادسة في عام 1966- خالداً.

ويظل فريق عام 1966 متفرداً للغاية، حيث كان ريال مدريد قد خرج من البطولة لأول مرة في عام 1960 - على يد برشلونة - وخسر المباراة النهائية في عامي 1962 و1964. وكان دي ستيفانو قد رحل، ولم يكن النادي في حالة جيدة من الناحية الاقتصادية. وكان الفريق الذي تغلب على نادي بارتيزان في نهائي عام 1966 مكوناً بالكامل من اللاعبين الإسبان. وإذا كان ذلك يساهم في عدم النظر إلى الفريق الحالي على أنه يحاكي الجيل الذهبي لريال مدريد، الذي فاز بأول خمس كؤوس أوروبية، فهناك عناصر أخرى تدعم ذلك أيضاً، وهي أن ذلك الفريق هو الذي بنى وشكّل هوية ريال مدريد، وكان فريقا لا يقهر، وهيمن على الساحة الكروية بشكل قد لا يضاهيه أو يحاكيه هذا الجيل. وبدلاً من ذلك، فاز الفريق الحالي لريال مدريد ببعض بطولاته الأوروبية خلال السنوات الأخيرة بصعوبة شديدة، بل وبقدر كبير من الحظ في نظر البعض. وكان هناك اتفاق على أن الفوز ببطولة عام 2022 كان «سخيفاً» بضع الشيء، إن جاز التعبير، ثم جاءت الخسارة الثقيلة برباعية نظيفة أمام مانشستر سيتي في العام التالي كأنها «عادلة» تماماً، لكي تعكس القوة الحقيقية للفريق.

ومع ذلك، وكما قال كروس بعد تلك الخسارة أمام مانشستر سيتي: «ليس من الطبيعي أن نفوز بدوري أبطال أوروبا طوال الوقت. آخر مرة سمعت فيها أن هناك نهاية حقبة في هذا النادي كانت في عام 2019، لذلك نحن بخير». لقد كان النجم الألماني محقا تماماً في تلك التصريحات، فقد كان ريال مدريد على ما يرام، بل وكان أفضل من أي ناد آخر. لقد فاز النادي بست كؤوس أوروبية في عقد واحد من الزمان، وهو إنجاز لا يضاهيه أي إنجاز آخر، بما في ذلك الإنجاز التاريخي الذي حققه النادي في الخمسينات والستينات من القرن الماضي. في بعض الأحيان تكون بحاجة إلى الابتعاد قليلاً عن التاريخ الذي تصنعه لكي تدرك حجم الإنجازات التي حققتها بالفعل. الزمن يغير التصورات: يُنظر إلى الماضي بشكل مختلف، وفي يوم من الأيام سيصبح ما يفعله النادي حالياً ماضياً، وسيُنظر إليه على أنه شيء استثنائي.

لم يكن ريال مدريد في الخمسينات والستينات من القرن الماضي فريقا غير قابل للهزيمة أيضا، لكن لا يوجد أي شيء يمكن أن ينتقص من حجم الإنجازات التي حققها ذلك الفريق. وخلال السنوات الخمس الأولى التي فاز فيها ريال مدريد بكأس أوروبا، كان بطلا لإسبانيا مرتين، في حين فاز أتلتيك وبرشلونة بلقب الدوري ثلاث مرات خلال تلك الفترة. وعندما فاز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة، كان أتلتيكو مدريد هو من فاز بلقب الدوري المحلي. وكانت خمسة فرق - أتلتيك وبرشلونة وأتلتيكو مدريد وديبورتيفو وفالنسيا - أبطال إسبانيا عندما كان ريال مدريد بطلاً لأوروبا.

لكن ما المشكلة في ذلك؟ يكفي ريال مدريد فخرا أنه فاز بستة ألقاب لدوري أبطال أوروبا في عقد واحد فقط من الزمان! وفي الواقع، يمتلك الفريق الحالي لريال مدريد سجلا أفضل من الجيل الذهبي فيما يتعلق بعدد مرات الفوز بلقب الدوري. ويجب الإشارة هنا إلى أنه بعد عام 1966، بقي ريال مدريد 32 عاماً دون أن ينجح في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا. لقد عاد ليفوز باللقب الأوروبي في عامي 2000 و2002، على الرغم من أن الفرق التي فازت باللقب في المرات السابعة والثامنة والتاسعة كانت مختلفة بشكل كبير، والدليل على ذلك أن روبرتو كارلوس وراؤول وفرناندو مورينتس كانوا هم اللاعبين الثلاثة فقط الذين شاركوا في المباريات النهائية الثلاث لهذه البطولات، وسجل زيدان ذلك الهدف الخرافي في نهاية أول موسم له مع النادي الملكي.

أنشيلوتي أكد أن الفوز بدوري الأبطال للمرة الـ15 كان أصعب من المتوقع (أ.ب)

وكان النادي قد بنى فريقه الغلاكتيكوس (العظماء) الشهير، لكنه تعثر، وواجه صعوبة كبيرة في الفوز باللقب العاشر، وظل الأمر على هذا النحو لأكثر من عقد من الزمان. وعلى مدار ستة أعوام متتالية، لم يتمكن ريال مدريد من تحقيق الفوز في الأدوار الإقصائية. لقد انتظر النادي اثني عشر عاماً، وهو ما بدا وكأنه وقت طويل للغاية، لكي يصل مرة أخرى إلى المباراة النهائية في لشبونة في عام 2014. وكان الفريق خاسراً أمام أتلتيكو مدريد حتى الدقيقة 92، قبل أن ينجح سيرخيو راموس في إحراز الهدف القاتل بضربة رأس قوية، لتكون بالتأكيد اللحظة الأكثر تأثيرا بعد ذلك في تاريخ ريال مدريد. وقال بول كليمنت، مساعد أنشيلوتي، في وقت لاحق: «كل صباح كل يوم عندما كان راموس يأتي، كنت أشعر بالرغبة في تقبيله». لقد كان الفريق ينتظر النهاية الأكثر صدمة، وكان كل شيء على وشك الانهيار، قبل أن يتدخل راموس وينقذ كل شيء.

وبدلا من ذلك، كانت هذه هي نقطة البداية والانطلاقة الحقيقية. لقد فاز ريال مدريد باللقب للمرة العاشرة. وبعد ذلك بعامين، فاز باللقب ثلاث مرات متتالية، في إنجاز استثنائي بكل تأكيد. لقد بدا الأمر وكأن النادي لن يكون قادرا على تكرار ذلك الأمر، خاصة بعد رحيل النجوم البارزين - كريستيانو رونالدو، وسيرخيو راموس، وغاريث بيل، وكاسيميرو، ورافائيل فاران - وكذلك المديرين الفنيين، حيث أقيل أنشيلوتي من منصبه في غضون عام واحد، ثم رحل زيدان، الذي بدأ مساعداً لأنشيلوتي وأصبح بعد ذلك المدير الفني الأكثر نجاحاً في البطولة.

لاعبو ريال مدريد يواصلون احتفالاتهم في حافلة جابت شوارع العاصمة (أ.ف.ب)

وكان ريال مدريد يعاني من أجل العثور على بديل مناسب. وفي أحد الأيام، تلقى خوسيه أنخيل سانشيز، المدير العام للنادي، مكالمة هاتفية من أنشيلوتي حول إمكانية تعاقد إيفرتون مع بعض لاعبي ريال مدريد على سبيل الإعارة. وخلال المحادثة، سأله أنشيلوتي عن الكيفية التي تسير بها عملية البحث عن مدير فني جديد، وقال له سانشيز إن الأمور لا تسير بشكل جيد. وعندئذ، قال أنشيلوتي مازحا: «حسناً، هناك مرشح واحد واضح، وهو أفضل مدرب في العالم (يعني نفسه)»، وقال: «هل نسيتم من قادكم للحصول على لقب دوري أبطال أوروبا للمرة العاشرة؟»، وفي اليوم التالي، تلقى أنشيلوتي اتصالاً بشأن توليه قيادة ريال مدريد، وفي غضون ثلاث سنوات، رفع ريال مدريد الكأس ذات الأذنين للمرة الحادية عشرة والمرة الثانية عشرة، ليكون هذا هو أفضل عقد من الزمان لأكبر ناد في العالم، بقيادة المدير الفني الأكثر نجاحاً على الإطلاق في هذه المسابقة، وبمشاركة أربعة من أنجح خمسة لاعبين في تاريخ النادي. أما كارفاخال الذي وضع الحجر الأول في ملعب التدريب قبل 20 عاماً، فكان هو من وضع اللمسة الأخيرة على الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة عشرة، في إنجاز استثنائي!

* خدمة «الغارديان»