ليوناردو: سان جيرمان يقاتل للإبقاء على مبابي

نانت يضرب موعداً مع نيس في نهائي كأس فرنسا 8

مبابي نجم سان جيرمان (أ.ف.ب)
مبابي نجم سان جيرمان (أ.ف.ب)
TT
20

ليوناردو: سان جيرمان يقاتل للإبقاء على مبابي

مبابي نجم سان جيرمان (أ.ف.ب)
مبابي نجم سان جيرمان (أ.ف.ب)

أكد المدير الرياضي في نادي باريس سان جيرمان، البرازيلي ليوناردو أن فريق العاصمة الباريسية «سيبذل كل شيء» لتمديد عقد نجمه كيليان مبابي، نافياً في مقابلة مع صحيفة «ليكيب» أن يكون المهاجم المتوج مع بلاده بمونديال 2018 تلقى عرضاً براتب سنوي يصل إلى 50 مليون يورو.
وقال في المقابلة التي نشرت أمس إن سان جيرمان لم يقدم عرضاً محدداً للمهاجم الفائز بكأس العالم مع منتخب فرنسا والذي ينتهي عقده مع النادي في 30 يونيو (حزيران)، خلافاً لما نشرته صحيفتا «لو باريزيان» و«آس» الإسبانية مؤخراً.
وتحدثت الصحيفتان عن عقد لسنتين بقيمة 50 مليون يورو سنوياً، مصحوباً بمكافأة وفاء بقيمة 100 مليون يورو، لإقناع المهاجم البالغ 23 عاماً بالبقاء في العاصمة الفرنسية، في وقت تتواصل مساعي ضمه من ريال مدريد الإسباني، النادي الذي يثير اهتمام مبابي وسيواجهه الأربعاء المقبل في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا (فاز سان جيرمان ذهاباً 1 - صفر).
لكن وفقاً لليوناردو: «ما يتردد ليس صحيحاً... الجانب المالي ثانوي في المحادثات في نظر اللاعب، آخر شيء سنضعه في العقد هو المبلغ».
أبدى البرازيلي اعتقاده بأن هناك «احتمالات» لبقاء مبابي رغم مساعي ريال مدريد وأوضح: «طالما لا يوجد توقيع، سنحاول ونقاتل للإبقاء عليه».
وأصبح مبابي ثاني أفضل هداف في تاريخ سان جيرمان عندما قاد والأرجنتيني ليونيل ميسي فريقهما للفوز على ضيفه سانت إتيان 3 - 1 ضمن منافسات المرحلة السادسة والعشرين.
ورفع المهاجم الفرنسي رصيده إلى 156 هدفاً في جميع المسابقات معادلاً رقم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش الذي دافع عن ألوان النادي بين عامي 2012 و2016، فيما يتربع الأوروغوياني إدينسون كافاني على عرش الأفضل في تاريخ النادي مع 200 هدف.
وكان مبابي أعلن في بداية فبراير (شباط) أن قراره «لم يتخذ»، مؤكداً أنه «لن يتحدث مع ريال مدريد قبل انتهاء المواجهة الأوروبية بينهما».
ومنذ بداية يناير (كانون الثاني)، أصبح مبابي الذي دخل الأشهر الستة الأخيرة من عقده، حراً في التوصل إلى اتفاق مع ناد آخر على عقد يبدأ في يوليو (تموز).
على جانب آخر ضرب نادي نانت موعدا مع نيس في نهائي كأس فرنسا على ملعب استاد دو فرانس يوم 8 مايو (أيار) المقبل. وأنهى نادي نانت آمال موناكو في تعويض خسارة نهائي العام الماضي أمام باريس سان جيرمان، عندما أقصاه من نصف النهائي بركلات الترجيح (4 - 2) بعدما انتهى الوقت الأصلي بالتعادل 2 - 2.
وكان موناكو سباقاً إلى التسجيل عن طريق التشيلي غييرمو ماريبان في الدقيقة 12، قبل أن يدرك نانت التعادل بهدف من جبريل سيديبي خطأ في مرماه بالدقيقة 21. وتقدم نانت عن طريق الكونغولي صامويل موتوسامي في الدقيقة 74، قبل أن يدرك الهولندي مايرون بوادو التعادل لموناكو في الدقيقة (76)، ليلجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح التي كانت في صالح نانت.
وكان نيس حرم ضيفه فرساي من الدرجة الرابعة من تكرار مفاجأة ليزيربييه في نسخة 2018، بعدما أقصاه من نصف نهائي النسخة الـ105 من المسابقة الثلاثاء بفوزه عليه 2 - صفر.
وكان ليزيربييه من الدرجة الثالثة حقق مفاجأة مدوية عندما بلغ مباراة القمة في 2018 وخسر بثنائية أمام باريس سان جيرمان الغائب عن النهائي للمرة الأولى منذ 2015.



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.