بارزاني يزور واشنطن غدًا حاملاً حلم الدولة الكردية إلى أوباما

المستشار الإعلامي لرئيس الإقليم: الزيارة تبحث مستجدات الوضع العراقي وتسليح البيشمركة ومستقبل الإقليم بعد «داعش»

مسعود بارزاني
مسعود بارزاني
TT

بارزاني يزور واشنطن غدًا حاملاً حلم الدولة الكردية إلى أوباما

مسعود بارزاني
مسعود بارزاني

يبدأ رئيس الإقليم مسعود بارزاني غدا (الأحد) زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة في زيارة تستغرق أسبوعا يجري خلالها محادثات مع أوباما ومع نائب الرئيس جو بايدن، بعد أسابيع على زيارة بارزة لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. وتعود آخر زيارة لبارزاني إلى واشنطن إلى أبريل (نيسان) 2012. وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف، أن بارزاني سيلتقي أيضا مساعد وزير الخارجية توني بليكن لبحث الحملة العسكرية الهادفة إلى «إضعاف وبالنهاية تدمير» تنظيم داعش.
يقول كفاح محمود، المستشار الإعلامي في مكتب رئيس الإقليم، لـ«الشرق الأوسط»: «زيارة رئيس الإقليم مسعود بارزاني إلى الولايات المتحدة الأميركية ستبحث عددا من الملفات المهمة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، في مقدمتها مرحلة ما بعد (داعش)، وعملية تحرير الموصل، وتسليح وتدريب قوات البيشمركة، ومستقبل الكرد في العراق»، مضيفا: «موضوع تحرير الموصل سيكون من الملفات المهمة في اجتماعات رئيس الإقليم في واشنطن، وهي تهم إقليم كردستان أيضا، فكما أكد رئيس الإقليم في أكثر من تصريح، أنه ما لم يتم تحرير الموصل سيبقى (داعش) في هذه المنطقة يشكل خطرا على أمن الإقليم ومصالحه العليا، كذلك الولايات المتحدة تهمها جدا أن تنتهي قضية وجود (داعش) في واحدة من أكبر محافظات العراق».
وعن العلاقة بين زيارة رئيس الإقليم بزيارة رئيس الوزراء العراقي إلى واشنطن قبل نحو أسبوعين من الآن، قال محمود: «ليس هناك أي علاقة بين الزيارتين وهما غير مرتبطتان ببعضهما، قد يكون هناك تنسيق، فقبل أن يزور عبادي واشنطن زار إقليم كردستان والتقى الرئيس مسعود بارزاني، ودار حديث عن هذا الموضوع وملفات أخرى، في مقدمتها عملية تحرير الموصل التي تعتبر الحلقة الأخيرة ربما في الصراع مع (داعش)».
ومن المقرر أن يطرح بارزاني خلال لقائه أوباما موضوع تأسيس الدولة الكردية، خصوصا بعد التغييرات الكبيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وعن هذا الموضوع، أكد محمود بالقول: «موضوع الدولة الكردية هو موضوع الشارع والمواطن الكردستاني، ما يحصل الآن في العراق قد يدفع كل الأوساط وفي مقدمتها الأوساط الرسمية لتفكر بشكل جدي بمستقبل الكرد ما بعد (داعش)».
هناك في بغداد تعددية في مراكز القرار، وهناك من يقف إلى الضد من تطور الإقليم، فالسنوات الماضية التي قاد فيها المالكي إدارة العراق أكدت أن عملية معادات إقليم كردستان لم تنتهِ بسقوط نظام صدام حسين، وإنه لا تزال هناك ثقافة تحمل بين طياتها عملية معادات الإقليم، وإلا كيف نفسر محاصرة الإقليم وقطع ميزانيته وإيقاف رواتب الموظفين، وعدم إرسال مستحقات البيشمركة، بالإضافة إلى أن هناك اتهامات جدية لإدارة المالكي بأنها ضالعة أو مهملة أو أنها تسببت في سقوط الموصل والكثير من البلدات العراقية كتكريت والأنبار وديالي وبعض البلدات في محافظة كركوك بيد «داعش»، كل هذه الأسباب قد تدفع الرئيس مسعود بارزاني إلى طرح موضوع مستقبل الكرد ما بعد «داعش»، ومناقشة هذا الموضوع مع الولايات المتحدة الأميركية، كونها الحليف المهم للدولة العراقية وللكرد، وأن يتم حتى تغيير هذا الشكل الإداري من الفيدرالية إلى كونفدرالية وإلى موضوع آخر يحقق للكرد مصالحهم ومصالح أمنهم القومي والوطني. وعن مسألة تسليح قوات البيشمركة من قبل واشنطن، أوضح محمود: «اتضح للعالم أجمع وللولايات المتحدة الأميركية، بأن ما فعلته البيشمركة خلال الأشهر الماضية أثبتت أنها القوة الإقليمية الأكثر انضباطا والأكثر جدية في محاربة (داعش)، خصوصا الانتصارات التي حققتها خلال الأشهر الأربعة الماضية في تطهير مساحات واسعة من المناطق التي احتلها (داعش)، لذا فهي الأخرى ستكون من النقاط المهمة التي سيبحثها رئيس الإقليم خلال زيارته للولايات المتحدة الأميركية».
وكانت لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الأميركي قد وافقت الأربعاء الماضي على مشروع قانون يفرض على الحكومة الأميركية التعامل مع إقليم كردستان كدولة مستقلة، وذلك في إطار الموافقة على ميزانية الدفاع والمساعدات الخارجية لعام 2016، وينص على تقديم المساعدات العسكرية بشكل مباشر لقوات البيشمركة الكردية والعشائر «السنية» التي تقاتل تنظيم داعش في مناطق الكثافة السنية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.