توافد آلاف من الأوكرانيين الفارين من غزو روسيا لبلادهم منذ يوم الخميس الماضي إلى البلدان المجاورة، أغلبهم من النساء والأطفال والرجال الذين تجاوزوا سن القتال، في حين منعت أوكرانيا جميع الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاماً من مغادرة البلاد، حتى يتمكنوا من القتال من أجل بلدهم ضد الغزو الروسي.
وعلى حدود أوكرانيا، اضطر كل من الأطفال والآباء إلى اتخاذ مسارين مختلفين، حيث استقل الأطفال وأمهاتهم القطارات والعربات للعبور للدول المجاورة، في حين بقي آباؤهم في البلاد للدفاع عنها. ونقلت صحيفة «ذا صن» البريطانية، بعض اللقطات المؤثرة لأطفال يودعون آباءهم بالدموع والبكاء على الحدود الأوكرانية، ولقطات أخرى تظهر أطفالاً مذهولين يبكون بعد وصولهم للدول الأخرى.
وقبل ترك نجله البالغ من العمر 9 سنوات، قام رسلان غلادكي (35 عاماً) باحتضانه وتوديعه، وهو يقاوم دموعه، قبل أن يقول له: «اعتنِ بأمك» ويغادر المكان مسرعاً.
وقال رسلان لـ«ذا صن»: «لقد كانت لحظة صعبة للغاية. لم أرد أن أودع عائلتي، ولكنني سأبقى وسأدافع عن بلدي وآمل ألا يمر وقت طويل قبل أن أراهم مرة أخرى. سأفتقدهم كثيراً».
ومن جهته، اضطر المواطن الأوكراني سيرغي موتوروف (42 عاماً) إلى تسليم ابنته لوالديه لعبور الحدود معهما، حيث إن زوجته متوفاة.
وقال سيرغي: «رغم الحزن الشديد الذي أشعر به لتركها فإنني لا يمكنني أن أقف مكتوف الأيدي وأترك هذا يحدث لبلدي».
وأول من أمس، طلب مواطن أوكراني يائس من سيدة لا يعرفها أن تتسلم ابنه وابنته منه وتقوم بإيصالهما لوالدتهما المقيمة بإيطاليا، قبل أن يودعهما باكياً ويذهب للقتال.
وارتفع عدد الفارين من الحرب في أوكرانيا إلى 368 ألف شخص، حسبما ذكرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس الأحد نقلاً عن بيانات من السلطات الوطنية.
وقالت المفوضية في تغريدة على «تويتر» إن الأعداد سوف تستمر في الارتفاع.
ووصل أكثر من 200 ألف لاجئ أوكراني إلى بولندا وحدها، وفقاً لحرس الحدود البولندي.
وأعلنت المفوضية أيضاً أنها تستعد للتعامل مع ما يصل إلى أربعة ملايين لاجئ من أوكرانيا، إذا استمرت الحرب الروسية ضد البلاد، في التصعيد.