أربيل وبغداد تشكلان غرفة عمليات مشتركة لتحرير مدينة الموصل

مقتل عشرات من مسلحي «داعش» في غارات لطيران التحالف الدولي استهدفت مواقعه

أربيل وبغداد تشكلان غرفة عمليات مشتركة لتحرير مدينة الموصل
TT

أربيل وبغداد تشكلان غرفة عمليات مشتركة لتحرير مدينة الموصل

أربيل وبغداد تشكلان غرفة عمليات مشتركة لتحرير مدينة الموصل

تمخض عن اجتماع اللجنة الوزارية الذي جمع وزراء الدفاع والداخلية في الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان بحضور السفير الأميركي في العراق ستيورات جونز، في أربيل، أمس، تشكيل غرفة عمليات مشتركة لتحرير محافظة نينوى، وذلك في إطار الاستعدادات الحالية بين الجانبين لبدء العملية المرتقبة.
وقال العميد كاكه رش رسول، ممثل وزارة الداخلية الاتحادية في إقليم كردستان، وأحد المشاركين في اجتماع اللجنة، لـ«الشرق الأوسط»: «اتفق الجانبان على عدة نقاط رئيسية منها تشكيل غرفة عمليات مشتركة من الطرفين لتحرير مدينة الموصل من تنظيم داعش، ومشاركة قوات البيشمركة في العملية، وأبدى وزيرا البيشمركة والداخلية في حكومة الإقليم الاستعداد الكامل للمشاركة في عملية تحرير الموصل المرتقبة، وتم خلال الاجتماع بحث عدة خطط لتحريرها، وتم تشكيل عدة لجان وزارية بين الطرفين تقع على عاتقها تنفيذ النقاط المقررة خلال الاجتماع».
وأضاف رسول: «إن الاجتماع شهد أيضا مناقشة أهم النقاط العالقة بين الجانبين، وأكد على ضرورة التوصل إلى حل لها، حيث تقرر تشكيل عدد من اللجان الخاصة لحل هذه النقاط، ومن المقرر أن تجتمع هذه اللجان قريبا لإنهاء كل المشكلات بين الطرفين».
وتخضع مدينة الموصل (مركز محافظة نينوى) ثاني أكبر مدن العراق لسيطرة تنظيم داعش منذ يونيو (حزيران) الماضي، وتمكنت قوات البيشمركة الكردية خلال الأشهر الماضية من تحرير مساحات واسعة من محافظة نينوى، واستطاعت محاصرة الموصل من ثلاث جهات، هي الشرقية والشمالية والغربية، فيما تنتظر الجنوبية تقدم القوات العراقية من محافظة صلاح الدين التي لا تزال تشهد معارك ضارية في بعض أجزائها».
وزار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في 6 أبريل (نيسان) الماضي مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان، على رأس وفد عسكري وأمني رفيع المستوى، حيث بحث مع رئيس الإقليم مسعود بارزاني، عملية تحرير مدينة الموصل، واتفق الجانبان خلال الاجتماع على تشكيل لجنة مشتركة لدراسة العملية والتخطيط لها وتشكيل غرفة عمليات مشتركة خاصة بها، فيما وصف حينها، محافظ نينوى أثيل النجيفي في تصريح للصحافيين عقب لقائه عبادي في أربيل، أن زيارة رئيس الوزراء جاءت لوضع الملامح الأخيرة لعملية تحرير الموصل.
في غضون ذلك، قتل العشرات من مسلحي «داعش» في مناطق مختلفة من محافظة نينوى جراء غارات للتحالف الدولي، وقال سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل، لـ«الشرق الأوسط»: «قتل 16 مسلحا من تنظيم داعش ودمر أربع عجلات تابعة له، خلال غارات مكثفة لطيران التحالف الدولي على مواقع التنظيم في ناحية بعشيقة ومفرق واستدارة بعشيقة (شرق الموصل)، ومنطقة الشلالات (شمال شرقي الموصل)»، مشيرا إلى أن طائرات التحالف أحبطت أمس هجوما لتنظيم (داعش) في منطقة الكسك (غرب الموصل)، وقتل خلال الغارات 21 مسلحا من التنظيم كانوا يستعدون لبدء هجوما على قوات البيشمركة.
وتابع مموزيني: «أعدم التنظيم أمس ستة مواطنين موصليين رميا بالرصاص بعد أن اعتقلتهم أمس من الأول خلال حملة لاعتقال المواطنين في الموصل، لرفضهم الالتحاق بصفوفه في جبهات القتال، حيث شكل التنظيم قوات خاصة داخل الموصل وظيفتها القضاء على كل من يحاول معارضته أو الثورة عليه، وهي قوة مؤلفة من مسلحين عراقيين وأجانب، وفي هذا الإطار نفذ التنظيم حكم الإعدام بأحد أساتذة كلية الشريعة في جامعة الموصل ويدعى (منعم صالح)، فيما انفجرت عبوة ناسفة بدورية لمسلحي التنظيم في منطقة حمام العليل (جنوب الموصل)، وأسفرت عن مقتل اثنين من قادة (داعش) البارزين وهما (أبو قنبر) و(أبو هاشم) من مسلحي (داعش) العراقيين».
وفي السياق ذاته، قال غياث سورجي، مسؤول إعلام مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في محافظة نينوى، لـ«الشرق الأوسط»: «قتل أربعة مسلحين من (داعش) من بينهم أحد أمراء التنظيم، من قبل مسلحين مجهولين بمسدسات كاتمة للصوت، في مناطق النجار وحاوي الكنيسة والبورصة».
وأضاف سورجي، إن طائرات التحالف الدولي دمرت أمس عددا من مواقع التنظيم في قضاء القيارة (جنوب الموصل)، وتحديدا في قرى تلول ناصر والحسبة والزاوية، وتقاطع الحاج علي، وقتل خلال هذه الغارات أكثر من 26 مسلحا من «داعش» ودمرت سبع عجلات تابعة له، واستهدف الطيران الدولي مواقع التنظيم في منطقة الرشيدية شمال الموصل، و نقطة تفتيش بغداد - الموصل الرئيسية، حيث قتل خلال الغارتين أكثر من 15 مسلحا ودمر ست عجلات تابعة للتنظيم.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.