الفاتيكان يعلن عقد مؤتمر في دمشق لتنسيق المساعدات الإنسانية

السفير البابوي في سوريا الكاردينال ماريو زيناري يصف الوضع في سوريا بأنه «أخطر كارثة إنسانية يشهدها العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية» (أ.ف.ب)
السفير البابوي في سوريا الكاردينال ماريو زيناري يصف الوضع في سوريا بأنه «أخطر كارثة إنسانية يشهدها العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية» (أ.ف.ب)
TT

الفاتيكان يعلن عقد مؤتمر في دمشق لتنسيق المساعدات الإنسانية

السفير البابوي في سوريا الكاردينال ماريو زيناري يصف الوضع في سوريا بأنه «أخطر كارثة إنسانية يشهدها العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية» (أ.ف.ب)
السفير البابوي في سوريا الكاردينال ماريو زيناري يصف الوضع في سوريا بأنه «أخطر كارثة إنسانية يشهدها العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية» (أ.ف.ب)

أعلن الفاتيكان عزمه عقد مؤتمر في دمشق، منتصف الشهر المقبل، بهدف «تنسيق المساعدات الإنسانية». وقال السفير البابوي في سوريا الكاردينال ماريو زيناري، إن المؤتمر سينظمه مجمع الكنائس الشرقية في دمشق، منتصف مارس (آذار)، من أجل الذين يعانون من «حرب دامية منذ أكثر من عشر سنوات».
وأضاف زيناري في مقابلة نشرها موقع «فاتيكان نيوز»، الأربعاء، أن هذه المبادرة تطلق بالتعاون مع «مجمع الكنائس الشرقية»، وسيشارك في المؤتمر ممثلون عن عدد من الدوائر الفاتيكانية، وموفدون عن المجالس الأسقفية الناشطة في مجال العمل الخيري، وممثلون عن وكالات الأمم المتحدة الموجودة في سوريا. وأوضح أن المؤتمر المزمع عقده على مدى ثلاثة أيام، سيناقش «كيفية تنسيق النشاطات الخيرية، كما سيُطلق نداء إلى الهيئات والمنظمات الدولية، كي تساعد على توفير المواد الغذائية الأولية كالطحين والأرز». وطالب الكاردينال زيناري المنظمات الدولية ووسائل الإعلام بعدم نسيان الأزمة السورية.
وكان سفير سوريا لدى الفاتيكان، حسام الدين آلا، قد التقى مع سكرتير الدولة في الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، منتصف الشهر الماضي، وبحثا الوضع في سوريا والمنطقة. وجاء إعلان زيناري عن عقد مؤتمر بدمشق على هامش أعمال الجمعية العامة لمجمع الكنائس الشرقية المنعقدة في روما.
وأُنشئ مجمع الكنائس الشّرقية في الفاتيكان عام 1862 باسم «دائرة شؤون الطّقوس الشّرقية» ثم أصبح مجمعاً مستقلاً عام 1917. وعام 1967 أُطلق عليه اسم «مجمع الكنائس الشّرقيّة»؛ ومهمته التواصل مع الكنائس الشرقية الكاثوليكيّة، ومساعدتها على صون تراثها وقوانينها، ضمن التكامل مع الكنيسة الجامعة.
وتشمل سلطة «مجمع الكنائس الشّرقيّة»: مصر والأردن وفلسطين ولبنان وسوريا وقبرص والعراق وإيران واليونان وتركيا وإريتريا وإثيوبيا وألبانيا وبلغاريا. كما يتبع المجمع عدة لجان، منها لجنة «الخدمة الاجتماعية الكاثوليكيّة للشّرق الأدنى» التي أنشئت عام 1949، وهي تتلقّى مساعدات من ألمانيا وفرنسا وسويسرا والنمسا.
وبحسب زيناري، تأتي مبادرة الفاتيكان لعقد مؤتمر في دمشق لتنسيق المساعدات الإنسانية، ضمن سياق دعوات البابا فرنسيس المستمرة إلى الكنيسة، كي «تخرج لملاقاة الآخرين». ووصف زيناري الوضع الراهن في سوريا بأنه «أخطر كارثة إنسانية يشهدها العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية»، وقال إن الحرب أسفرت عن سقوط أكثر من نصف مليون قتيل وجريح، كما أن نسبة تسعين في المائة من مجموع عدد السكان تعيش دون عتبة الفقر، بحسب إحصاءات منظمة الأمم المتحدة.
وأضاف أن الكنيسة السورية تجد أمامها حوالي 13 مليون شخص يعانون من الجوع والبرد، في وقت تدنت فيه درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، مؤكداً أن الجميع يرى ما يحصل في سوريا؛ لكن ثمة حاجة إلى «قلب يرى».



خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
TT

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

في خطوة إضافية نحو مكافحة الفساد ومنع التجاوزات المالية، أحال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس إحدى المؤسسات النفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

تأتي الخطوة متزامنة مع توجيه وزارة المالية خطاباً إلى جميع الجهات الحكومية على المستوى المركزي والسلطات المحلية، أبلغتها فيه بالامتناع عن إجراء أي عقود للشراء أو التزامات مالية جديدة إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.

الخزينة اليمنية خسرت نحو 3 مليارات دولار نتيجة توقف تصدير النفط (إعلام محلي)

وقال بن مبارك في حسابه على «إكس» إنه أحال ملفاً جديداً في قضايا الفساد إلى النائب العام، ضمن إجراءات مستمرة، انطلاقاً من التزام الحكومة المطلق بنهج مكافحة الفساد وإعلاء الشفافية والمساءلة بوصفه موقفاً وليس مجرد شعار.

وأكد أن الحكومة والأجهزة القضائية والرقابية ماضون في هذا الاتجاه دون تهاون، مشدداً على أنه لا حماية لمن يثبت تورطه في نهب المال العام أو الفساد المالي والإداري، مهما كان موقعه الوظيفي.

في السياق نفسه، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن مخالفات جديدة في قضايا فساد وجرائم تمس المال العام تمت إحالتها إلى النائب العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم، من خلال خطاب وجّه إلى النيابة العامة، يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية.

وتضمن الخطاب -وفق المصدر- ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المسؤول النفطي، وهي الوقائع التي على ضوئها تمت إحالته للتحقيق. لكنه لم يذكر تفاصيل هذه المخالفات كما كانت عليه الحال في إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة التسبب في إهدار 180 مليون دولار.

وجدّد المصدر التزام الحكومة المُطلق بالمحافظة على المال العام، ومحاربة جميع أنواع الفساد، باعتبار ذلك أولوية قصوى. وأشار إلى أن القضاء هو الحكم والفيصل في هذه القضايا، حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن المساءلة والمحاسبة، أو أنه فوق القانون.

تدابير مالية

في سياق متصل بمكافحة الفساد والتجاوزات والحد من الإنفاق، عمّمت وزارة المالية اليمنية على جميع الجهات الحكومية عدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة إلا بعد موافقتها على المستويات المحلية والمركزية.

تعميم وزارة المالية اليمنية بشأن ترشيد الإنفاق (إعلام حكومي)

وذكر التعميم أنه، وارتباطاً بخصوصية الوضع الاقتصادي الراهن، واستناداً إلى قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم 30 لعام 2022، بشأن وضع المعالجات لمواجهة التطورات في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي، وفي إطار دور وزارة المالية بالموازنة بين النفقات والإيرادات، فإنها تهيب بجميع الجهات المشمولة بالموازنة العامة للدولة والموازنات الملحقة والمستقلة الالتزام بالإجراءات القانونية وعدم الدخول في أي التزامات جديدة أو البدء في إجراءات عملية الشراء إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة منها.

وأكد التعميم أن أي جهة تُخالف هذا الإجراء ستكون غير مسؤولة عن الالتزامات المالية المترتبة على ذلك. وقال: «في حال وجود توجيهات عليا بشأن أي التزامات مالية فإنه يجري عرضها على وزارة المالية قبل البدء في إجراءات الشراء أو التعاقد».

دعم صيني للإصلاحات

وناقش نائب محافظ البنك المركزي اليمني، محمد باناجة، مع القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى اليمن، تشاو تشنغ، مستجدات الأوضاع المتعلقة بتفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن، والتقلبات الحادة في أسعار الصرف التي تُعد نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، والذي أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي والمالي.

وأعاد المسؤول اليمني أسباب هذا التدهور إلى اعتداء «ميليشيات الحوثي» على منشآت تصدير النفط، ما أدى إلى توقف التصدير، الذي يُعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي، والذي تسبب في مضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.

نائب محافظ البنك المركزي اليمني خلال لقائه القائم بالأعمال الصيني (إعلام حكومي)

وخلال اللقاء الذي جرى بمقر البنك المركزي في عدن، أكد نائب المحافظ أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات، من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة. وأشار إلى استجابة البنك بالكامل لكل البنود المتفق عليها مع المبعوث الأممي، بما في ذلك إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بسحب «نظام السويفت» عن البنوك التي لم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن.

وأعاد المسؤول اليمني التذكير بأن الحوثيين لم يتخذوا أي خطوات ملموسة، ولم يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نياتهم، في حين أكد القائم بأعمال السفارة الصينية دعم الحكومة الصينية للحكومة اليمنية في كل المجالات، ومنها القطاع المصرفي، للإسهام في تنفيذ الإصلاحات.