«أمم أفريقيا»: حزن وغضب... وصغار يحرجون الكبار

«الغارديان» تسترجع فترات الصعود والهبوط في البطولة التي طغت عليها مأساة ملعب «أوليمبي»

TT

«أمم أفريقيا»: حزن وغضب... وصغار يحرجون الكبار

خيّم شبح تدافع مأساوي أودى بحياة ثمانية أشخاص في ملعب «أوليمبي» بالعاصمة الكاميرونية ياوندي، على أوّل كأس أمم أفريقية تفوز بها السنغال على حساب مصر، في نهائيات اعتبرت في بعض الأحيان فوضوية، لكنها أظهرت التقدم الحاصل بكرة القدم في القارة السمراء من ناحية أسلوب اللعب. «الغارديان» تستعرض هنا فترات الصعود والهبوط في البطولة.

- ذكريات لا تُنسى
تأثرت بطولة كأس الأمم الأفريقية الأخيرة كثيراً منذ اللحظة التي لقي فيها ثمانية مشجعين حتفهم خارج ملعب «أوليمبي». في الحقيقة، لا يوجد أي عذر لما حدث في ملعب محاط بمساحات شاسعة، ويبقى الإحساس المحبط يتمثل في أن أسباب هذه الكارثة ستصبح في طي النسيان. وبعد عودتي إلى ياوندي في اليوم التالي والتحدث مع روماريك، الذي كان في الملعب وواجه أشخاصاً كانوا محاصرين وسط الزحام أثناء مغادرته، بدأ رعب ما حدث يتضح جلياً. وقمت بزيارة لاحقة لمستشفى الطوارئ واستمعت إلى بعض الشهادات المروعة، وما زالت بعض الكلمات والصور عالقة في ذهني. (نيك أميس)
من المؤكد أن مأساة ملعب «أوليمبي» ستهيمن - لأسباب مفهومة وحتمية - على تحليلات البطولة. كنت في بافوسام عندما حدث ذلك، لكنني عدت إلى ياوندي في اليوم التالي. كان التحدث إلى اثنين من الناجين والطبيبة التي عالجتهما، الرائعة ديانا بيكيلي، بجناح المستشفى في اليوم التالي، أمراً مرعباً. لقد كُتب تقريرنا الأولي بشعور من الحزن الشديد، ثم شعرنا بغضب أكبر فيما بعد عندما فهمنا حجم عدم الكفاءة الذي أدى إلى الكارثة. (جوناثان ويلسون)

- مباراة البطولة
مباراة ساحل العاج وسيراليون التي انتهت بالتعادل بهدفين لكل فريق. لم تتأهل سيراليون إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية منذ عام 1996، وبالتالي لم يكن من المتوقع أن تقدم مستويات جيدة في الكاميرون. لكن سيراليون أجبرت الجزائر على التعادل في المباراة الأولى، ثم صدمت منتخب ساحل العاج المدجج بالنجوم واللاعبين أصحاب الخبرات الكبيرة. تعادلت سيراليون في البداية عن طريق لمسة ساحرة من موسى كامارا، الذي يلعب في الدوري الممتاز المحلي، وأدركوا التعادل مرة أخرى في اللحظات الأخيرة من المباراة عن طريق الحاج كامارا بعد خطأ كارثي من الحارس الإيفواري بدرا سانغارا. (نك أميس)
المباراة التي فازت فيها جزر القمر على غانا بثلاثة أهداف مقابل هدفين. من الواضح أن النظام الحالي للبطولة لا يؤدي إلى مباريات قوية في دور المجموعات، لكن الغريب أنه كانت هناك مباراتان قويتان للغاية: فوز ساحل العاج على الجزائر، وفوز جزر القمر على غانا، التي كانت تلعب بعشرة لاعبين ومتأخرة بهدفين دون رد وتواجه خطر الخروج المبكر من دور المجموعات، لكنها لم تستسلم وظلت تقاتل حتى الرمق الأخير. نجحت غانا في إحراز هدفين متتاليين لتصبح النتيجة التعادل بهدفين لكل فريق، لكن منتخب جزر القمر المنظم جيداً والذي كان يهاجم بشراسة في الشوط الثاني تمكن من إحراز هدف الفوز في الدقيقة 84 عن طريق أحمد موغني، ليتأهل منتخب جزر القمر إلى دور الستة عشر في أول مشاركة له في البطولة. (جوناثان ويلسون)

- هدف البطولة
هدف يوسف مشانغاما في مرمى الكاميرون. لو لم تلقَ الأحداث المأساوية التي وقعت خارج الملعب بظلالها على كل شيء في تلك الليلة، لتحدث الجميع عن الأداء الرائع لمنتخب جزر القمر أمام الكاميرون، رغم أنه كان يلعب من دون حارس مرمى. ومع ذلك، سيظل الهدف الذي سجله منتخب جزر القمر في تلك المباراة مدوناً في الذاكرة وفي السجلات كأحد أجمل أهداف المسابقة على الإطلاق، حيث سدد يوسف مشانغاما كرة صاروخية في الزاوية العليا من المرمى من مسافة بعيدة لدرجة أن أصحاب الأرض لم يشكلوا جداراً من اللاعبين أمام الركلة الحرة المباشرة، لأنهم لم يكونوا يتوقعون أن يتم التسديد مباشرة من هذه المسافة البعيدة. ونتيجة لقوة التسديدة وسرعتها الفائقة، لم يتمكن أندريه أونانا من التصدي لها رغم أن زاوية الرؤية كانت مفتوحة تماماً. (نيك أميس)
هدف غابدينيو مانغو في مرمى المغرب. لم تصل مالاوي من قبل إلى دور الستة عشر، ودخلت مواجهة المغرب وهي الأقل حظاً للفوز في المباراة. لكن بعد سبع دقائق، تسلم غابدينيو مانغو الكرة على الجهة اليمنى ورأى أن حارس المغرب ياسين بونو مبتعداً عن منطقة جزائه فسدد كرة قوية من فوقه. لقد لمس بونو الكرة بأطراف أصابعه، وهو الأمر الذي ربما قلل من جمال الهدف بعض الشيء، لكن هذا الهدف يظل رائعاً من حيث الرؤية والتنفيذ. (جوناثان ويلسون)

- تجربة شخصية
قمت بزيارة إلى مخيم ميناواو للاجئين في أقصى شمالي الكاميرون المضطرب، وهو ما جعلني أفكر في الكيفية التي يمكن أن تساعد بها كرة القدم في تمكين وتعزيز الأمل بمستقبل أفضل. لقد فرت لاعبات فريق الفتيات في ميناواو عبر الحدود مع نيجيريا بحثاً عن الأمان من جماعة «بوكو حرام»، عندما كن صغاراً للغاية. لقد عانين من كثير من المصاعب والأهوال، لكن الشيء المذهل، في أحد أصعب وأخطر الأماكن على وجه الكرة الأرضية، يتمثل في روحهن الجماعية وتفاؤلهن. لقد أظهر هذا الفريق رغبة هائلة للتدريب واللعب والتعلم على مدار خمسة أيام في الأسبوع، لكن من المؤسف حقاً أن اللاعبات ما زلن يفتقرن إلى الملابس والأدوات اللازمة - خصوصاً الأحذية - للقيام بذلك بشكل مريح. (نيك أميس)
شاهد لاعبو بوركينا فاسو الانقلاب الذي وقع في بلادهم عبر شاشات التلفزيون وهم يقيمون في فندقهم قبل مباراة الدور ربع النهائي ضد تونس. وقال المدير الفني لبوركينا فاسو، كامو مالو، إنه «متأثر للغاية»، وأعرب عن نيته «إهداء هذا الفوز لشعبنا الذي يتعرض للاختبار من خلال الأحداث الجارية». وبالفعل، أحدث هذا الفوز فارقاً واضحاً من خلال المشاهد المقبلة من واغادوغو وبوبو ديولاسو، حيث تم خرق حظر التجول الذي فرضه الجيش من قبل الآلاف الذين خرجوا إلى الشوارع للاحتفال العفوي بهذا الفوز. لقد كان هذا بمثابة تذكير بالقوة التي ما زالت تحتفظ بها كرة القدم، رغم كل شيء. وعلاوة على ذلك، فإن مقابلة الزملاء والأصدقاء من جميع أنحاء العالم والذين لا أراهم إلا كل عامين، ورغم كل القيود المفروضة بسبب تفشي فيروس كورونا، ربما تعني المزيد هذه المرة. (جوناثان ويلسون)

- أكبر خيبة أمل
على الرغم من أن البطولة كانت ممتعة، فإن مستواها كان أقل كثيراً عن النسختين السابقتين. بالطبع، هناك بعض الأمور القهرية التي أدت إلى ذلك، بما في ذلك الاضطرابات الناجمة عن تفشي فيروس كورونا التي أفسدت خطط كثير من المنتخبات للاستعداد للبطولة، وقلة وقت التحضير بالنسبة لكثير من اللاعبين البارزين. وعلاوة على ذلك، كانت جودة الملاعب سيئة للغاية، ولم تساعد في تحرك الكرة بالسلاسة أو السرعة المطلوبة. وكانت أرضية ملعب المباراة في دوالا سيئة للغاية، وتسببت بشكل مباشر في هدف التعادل الذي أحرزه منتخب سيراليون في مرمى ساحل العاج. لم تكن الأمور أفضل بكثير في ياوندي، حيث تدهورت أرضية ملعب «أوليمبي» بشكل ملحوظ في الأسبوع الأخير. لقد كان لدى الكاميرون الوقت والمال لحل هذه المشكلة، وبالتالي فإن عدم قيامها بذلك تسبب في ضرر كبير لأفضل لاعبي القارة. (نك أميس)
اتسمت نهائيات كأس الأمم الأفريقية في الكاميرون بشيئين: الفوضى وكرة القدم السلبية. من المفهوم أن المنشآت المخصصة للصحافيين لا تعني أحداً سوى الصحافيين أنفسهم، لكنها كانت مهمة لسببين: أولاً لأنها تعكس مشاكل وقضايا أوسع بكثير، وثانياً إذا كانت كأس الأمم الأفريقية تهدف إلى الترويج لكرة القدم الأفريقية في جميع أنحاء العالم، فكان يجب أن تكون هذه المنشآت أفضل من ذلك! في دوالا وفي ياوندي، كان هذا هو الوضع الأسوأ منذ بطولة كأس الأمم الأفريقية في أنغولا 2010: لا توجد مكاتب، ولا كهرباء، بينما كان هناك قدر هائل من البيروقراطية والسلبية. أما داخل الملعب، فإن السلبية التي كانت موجودة داخل المستطيل الأخضر لم تكن تتعلق بالاعتماد على الخطط الدفاعية بقدر ما تتعلق بإفساد المباراة من خلال التظاهر بالإصابة وإضاعة الوقت وكسر إيقاع المباراة والضغط على الحكام: مصر كانت الأبرز في هذا الصدد، لكنها لم تكن الوحيدة. (جوناثان ويلسون)

- فريق البطولة
محمد أبو جبل (مصر)، أشرف حكيمي (المغرب)، عمر كولي (غامبيا)، محمد عبد المنعم (مصر)، نوهو تولو (الكاميرون)، إبراهيم سانغاري (ساحل العاج)، إدريسا غاي (السنغال)، بلاتي توريه (بوركينا فاسو)، ساديو ماني (السنغال)، فينسينت أبو بكر (الكاميرون)، إيبان إيدو (غينيا الاستوائية). (نيك أميس)
محمد أبو جبل، أشرف حكيمي، إدمون تابسوبا (بوركينا فاسو)، عمر كولي، ساليو سيس (السنغال)، إبراهيم سانغاري، إدريسا غاي، محمد النني (مصر)، سفيان بوفال (المغرب)، فينسينت أبو بكر، ساديو ماني. (جوناثان ويلسون)

- أطرف لحظة
لم تؤدِ الدقائق الأخيرة من المباراة النهائية لإثارة حماس صحافي وصحافية من الموجودين في الصف أمامي، اللذين يبدو كأنهما في موعد غرامي. لقد أمضيا المساء يشاهدان مقاطع فيديو موسيقية على موقع «يوتيوب» من خلال سماعات رأس مشتركة. وبينما كان اللاعبون يستعدون لركلات الترجيح، كانا يستمعان إلى بعض الأغنيات للمغني الإسباني إنريكي إغليسياس. لكن تجب الإشارة إلى أنه عندما بدأت ركلات الجزاء، واستناداً إلى رد فعلهما عندما فازت السنغال، لم تتسبب هذه الليلة الطويلة والمرهقة في حدوث أي ضرر دائم للعلاقة بينهما. (نك أميس)
تم إيقافنا ثلاث مرات من قبل دوريات السلامة على الطرق خلال الرحلة التي استمرت خمس ساعات و30 دقيقة من ياوندي إلى دوالا لمتابعة مباراة دور الستة عشر بين مصر وساحل العاج. ووجدوا أسباباً زائفة في مرتين لتغريمنا. وخلال رحلة العودة، على الرغم من ذلك، كان لدى سائقنا، بيغ سايل، «سلاح سري» يمكنه من عبور الدوريات من دون أي مشكلة، حيث كانت لديه قبعة بحار يبدو أنه حصل عليها من متجر ملابس تنكرية رخيص، وعندما كنا نقترب من أي دورية كان سايل يرتدي القبعة ويسرع وكان القائمون على الدورية يلوحون لنا بالعبور من دون أي مشكلة. (جوناثان ويلسون)


مقالات ذات صلة

البنزرتي يعلن تشكيلة تونس لمواجهتين في تصفيات كأس أفريقيا

رياضة عالمية فوزي البنزرتي مدرب منتخب تونس (الاتحاد التونسي)

البنزرتي يعلن تشكيلة تونس لمواجهتين في تصفيات كأس أفريقيا

أعلن فوزي البنزرتي مدرب منتخب تونس لكرة القدم، الجمعة، تشكيلة فريقه استعداداً لمواجهتين أمام جزر القمر ذهاباً وإياباً في تصفيات كأس الأمم الأفريقية.

«الشرق الأوسط» (تونس)
رياضة عربية رياض محرز (المنتخب الجزائري)

محرز و3 جدد في قائمة الجزائر لمواجهة توغو

اختار فلاديمير بيتكوفيتش، المدير الفني للمنتخب الجزائري لكرة القدم، 26 لاعباً للمواجهة المزدوجة التي يلتقي فيها «محاربو الصحراء» منتخب توغو.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
رياضة عربية وليد الركراكي ضم 25 لاعباً لتشكيلة منتخب المغرب (الاتحاد المغربي)

بونو يتقدم تشكيلة المغرب لمواجهتَي أفريقيا الوسطى

اختار وليد الركراكي، مدرب المغرب، 25 لاعباً لتشكيلة المنتخب للمباراتين المقررتين أمام أفريقيا الوسطى ضمن التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
رياضة عربية منتخب الجزائر حقق العلامة الكاملة بمجموعته الخامسة عقب فوزه على ليبيريا (الشرق الأوسط)

«تصفيات كأس أمم أفريقيا»: الجزائر تتصدر بثلاثية نظيفة في شباك ليبيريا

فاز منتخب الجزائر، الثلاثاء، على مضيفه ليبيريا بـ3 أهداف دون رد ضمن منافسات الجولة الثانية من مباريات المجموعة الخامسة في التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (مونروفيا)
رياضة عالمية محمد صلاح قائد المنتخب المصري خلال مواجهة بوتسوانا ضمن منافسات تصفيات كأس الأمم الأفريقية (أ.ف.ب)

«تصفيات كأس أمم أفريقيا»: مصر تكتسح بوتسوانا برباعية في ليلة تألق صلاح

اكتسح منتخب مصر مضيفه منتخب بتسوانا 4 - 0، الثلاثاء، في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثالثة من التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا 2025 بالمغرب.

«الشرق الأوسط» (فرانسيس تاون)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.