الشرطة الإسرائيلية تُحول «الشيخ جراح» إلى ثكنة

عضو الكنيست بن غفير يقتحم الحي لليوم الثالث... والفصائل تلوّح بمواجهة

قوى الأمن الإسرائيلي تحرس مدخل حي الشيخ جراح في القدس أمس (رويترز)
قوى الأمن الإسرائيلي تحرس مدخل حي الشيخ جراح في القدس أمس (رويترز)
TT

الشرطة الإسرائيلية تُحول «الشيخ جراح» إلى ثكنة

قوى الأمن الإسرائيلي تحرس مدخل حي الشيخ جراح في القدس أمس (رويترز)
قوى الأمن الإسرائيلي تحرس مدخل حي الشيخ جراح في القدس أمس (رويترز)

حوّلت الشرطة الإسرائيلية حي الشيخ جراح في القدس، إلى ثكنة عسكرية، في محاولة للسيطرة على المواجهات التي اندلعت هناك قبل عدة أيام مع اقتحام عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير، الحي، وإقامة خيمة تمثل مكتباً برلمانياً له في أرض عائلة سالم العربية المهددة بالمصادرة.
واقتحم بين غفير الحي، أمس، لليوم الثالث على التوالي، بعد ساعات من عدة هجمات قادها مستوطنون ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم. وهاجم مستوطنون، شباناً، بالغاز والحجارة، وحطموا 11 مركبة تعود لعائلات في الحي، ضمن هجوم شنته مجموعة كبيرة منهم واستهدفت ممتلكات الحي والسكان.
وقال شهود عيان إن المستوطنين شنوا هجمة كبيرة تحت أعين وحراسة الشرطة الإسرائيلية، التي تحرس بشكل كبير خيمة بن غفير، الذي أصر على البقاء في حي الشيخ جراح، رغم التوتر الكبير الذي قاد إلى مواجهات واسعة في الحي، وتحذيرات مسؤولين إسرائيليين من أن التوتر قد يقود إلى تصعيد في الضفة الغربية ويبدد الهدوء في قطاع غزة.
وقام بن غفير بجولة استعراضية، أمس، خلف الحواجز التي تقيمها الشرطة الإسرائيلية لمنع الفلسطينيين من الوصول إليه، وراح يحيّي المستوطنين ويلتقط معهم الصور.
وتوجد على مدار الساعة، تجمعات فلسطينية متأهبة في جهة من الحي، وأخرى إسرائيلية في جهة أخرى، يفصل بينهم عدد كبير من الشرطة الإسرائيلية والحواجز الثابتة والمتحركة.
وقال بن غفير أمس، إنه باقٍ حتى يحصل اليهود على الحماية من الفلسطينيين في الحي، وادّعى أن الحكومة لا تعمل شيئاً سوى إرضاء الحركة الإسلامية. لكنّ وزير الخارجية يائير لبيد، هاجمه، مجدداً، أمس، وقال إنه يقوم بتأجيج الخواطر. ووصف لبيد، في حديث مع إذاعة «كان» الإسرائيلية، تصرف بن غفير بـ«الاستفزازي»، وقال إنه «محرّض بائس، ويريد فقط إشعال الأوضاع لأهداف سياسية شخصية». وتابع: «إنه يفعل ذلك من أجل إحداث استفزازات قد تنتهي بموت العرب واليهود».
الخوف من تصعيد الأوضاع الذي أشار إليه لبيد، سيطر على وسائل الإعلام الإسرائيلية، فيما حذرت الفصائل الفلسطينية مجدداً، أمس (الثلاثاء)، إسرائيل، من مواصلة مخططاتها ومشاريعها التهويدية في مدينة القدس خصوصاً في حي الشيخ جراح، ملوحةً بمواجهة جديدة.
وقال متحدث باسم الفصائل المسلحة في غزة، بما في ذلك «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، إن «سيف القدس ما زال مشرعاً». في إشارة إلى المواجهة الأخيرة التي اندلعت في مايو (أيار) الماضي بعد أحداث مشابهة في حي الشيخ جراح. وقال أبو حسن، خلال مؤتمر صحافي: «إن ما يجري يعد مساساً بالشعب الفلسطيني بأكمله، والمعركة لن تنتهى إلا بزوال الاحتلال الإسرائيلي عن الأرض الفلسطينية».
وكانت «حماس» و«الجهاد» قد حذّرتا إسرائيل من اللعب بالنار. وقال خالد البطش عضو المكتب السياسي لـ«الجهاد»، أمس: «إن المقاومة الفلسطينية لن تقف مكتوفة الأيدي حيال ما يجري في الشيخ جراح بالقدس المحتلة، ولا قيمة لأي حديث عن تهدئة في ظل الصورة البشعة فيه».
وأضاف في تصريحات بثها موقع تابع للحركة: «المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة قادرة وجاهزة للبدء في معركة جديدة إذا تطلب الأمر رداً على ما يجري. والمقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ما يجري». وتابع: «إذا أراد العدو أن ينقل المعركة لغزة كي يأخذ شرعية لقصف غزة، فهو يعرف أن المقاومة قادرة على نقل المعركة لداخل عمق الكيان، وسيسقط الحكومة وسيدفع ثمنها المجرم نفتالي بنيت».



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».