النفط يرتفع مقاوماً مخاوف التضخم الأميركي

«الطاقة الدولية» ترفع توقعاتها للطلب وتدعو لمزيد من الإنتاج

تتجه أسعار النفط للاستقرار على مستوى أسبوعي بعد تحقيق مكاسب لسبعة أسابيع متتالية (أ.ب)
تتجه أسعار النفط للاستقرار على مستوى أسبوعي بعد تحقيق مكاسب لسبعة أسابيع متتالية (أ.ب)
TT

النفط يرتفع مقاوماً مخاوف التضخم الأميركي

تتجه أسعار النفط للاستقرار على مستوى أسبوعي بعد تحقيق مكاسب لسبعة أسابيع متتالية (أ.ب)
تتجه أسعار النفط للاستقرار على مستوى أسبوعي بعد تحقيق مكاسب لسبعة أسابيع متتالية (أ.ب)

ارتفعت أسعار النفط، الجمعة، رغم أن ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة أذكى المخاوف بشأن رفع كبير لأسعار الفائدة، فيما يترقب المستثمرون نتيجة المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران التي قد تؤدي إلى زيادة المعروض العالمي من الخام.
وبعد بداية متراجعة، زادت العقود الآجلة لخام برنت 92 سنتاً أو 1.01 في المائة إلى 92.33 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.20 بتوقيت غرينتش، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط 1.07 دولار أو 1.19 في المائة إلى 90.95 دولار للبرميل.
وتتجه أسعار النفط للاستقرار على مستوى أسبوعي بعد تحقيق مكاسب لسبعة أسابيع متتالية، رغم ارتفاع كل من خام برنت والخام الأميركي في وقت سابق إلى أعلى مستوى في سبع سنوات.
وقال وارن باترسون رئيس وحدة أبحاث السلع الأولية في «آي إن جي»، «من المرجح أن تضع بيانات التضخم التي أعلنت الخميس مزيداً من الضغط على مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي فيما يتعلق برفع أسعار الفائدة. هذا التوقع يلقي بثقله على النفط وعلى السلع الأولية عموماً إلى حد ما».
وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، إن الطلب العالمي على النفط قد يرتفع بشكل أكبر هذا العام. وتتوقع «أوبك» زيادة في الطلب تصل إلى 4.15 مليون برميل يومياً هذا العام، إذ يسجل الاقتصاد العالمي تعافياً قوياً من الجائحة.
وفي غضون ذلك، ظهر تعارض واسع في تقرير الوكالة الدولية للطاقة، الجمعة، ما بين رفع توقعات الطلب، وبين توجيه رسالة تدعو لزيادة الإنتاج. وحذرت الوكالة من عجز تحالف «أوبك+»، «المزمن» عن تحقيق أهدافه الإنتاجية، بينما رفعت توقعاتها للطلب على النفط هذا العام تحت تأثير مراجعة إحصائية. وكان تحالف «أوبك+» قد حد من إنتاجه من أجل دعم الأسعار، لكنه الآن ينتج براميل إضافية بعدما رفع الإنتاج بواقع 400 ألف برميل يومياً.
كانت الدول الأعضاء في «أوبك بلاس» الـ23 قررت مطلع فبراير (شباط) الحفاظ على معدل الزيادة المتواضعة في إنتاجها، رغم التهديد الذي يمثله ارتفاع سعر النفط والتوترات الجيوسياسية على الإمدادات.
لكن الوكالة الدولية للطاقة تشير إلى عجز «مزمن» يواجهه التحالف وشركاؤه في تحقيق أهدافهم الإنتاجية، وهو ما ساهم، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية، في زيادة الأسعار.
وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، ارتفع سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط، على غرار خام برنت، بأكثر من 16 في المائة، ووصل المؤشران المرجعيان للخام إلى مستويات قياسية لم تسجل منذ أكثر من سبع سنوات.
وأشارت الوكالة إلى أنه «إذا استمرت الفجوة بين إنتاج (أوبك بلاس) والمستويات المستهدفة، فإن الاضطراب في الإمدادات سيزداد، ما يزيد من احتمال حدوث مزيد من التقلبات والضغط التصاعدي على الأسعار». وخلصت إلى أن «هذه المخاطر التي تحمل تداعيات اقتصادية كبيرة، يمكن تقليلها إذا قام المنتجون في الشرق الأوسط الذين يملكون فائضاً بالتعويض للدول التي نفدت مخزوناتها».
وبين ديسمبر (كانون الأول) ويناير، رفعت الدول الأعضاء في «أوبك» إنتاجها 64 ألف برميل فقط في اليوم، ليصل الإنتاج الإجمالي إلى 27.981 مليون برميل يومياً، حسب مصادر غير مباشرة ذكرت في تقرير المنظمة الذي نشر الخميس.
وحسب الوكالة الدولية للطاقة، يتوقع أن يرتفع الطلب العالمي بمقدار 3.2 ملايين برميل يومياً هذا العام، ليصل الإنتاج اليومي إلى 100.6 مليون برميل، مع تخفيف القيود المرتبطة بـ«كوفيد – 19»، وهذا أعلى بكثير من توقعات الوكالة لهذا العام حتى الآن (99.7 مليون برميل يومياً)، لكن هذا التغيير يمكن تفسيره من خلال مراجعة بيانات تاريخية مرتبطة بالسعودية والصين. من جانبه، لم يتغير معدل النمو المتوقع عملياً.


مقالات ذات صلة

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

الاقتصاد مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة إن سوق النفط العالمية متوازنة بفضل تحركات دول «أوبك بلس» والالتزام بالحصص المقررة.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ناقشا خلاله اتفاق «أوبك بلس» الخاص بإنتاج النفط.

«الشرق الأوسط» (بغداد) «الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد شعار «وكالة الطاقة الدولية»... (رويترز)

هل تراجع إدارة ترمب دور الولايات المتحدة في تمويل «وكالة الطاقة الدولية»؟

يضع الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، والجمهوريون في الكونغرس «وكالة الطاقة الدولية» في مرمى نيرانهم، حيث يخططون لمراجعة دور الولايات المتحدة فيها وتمويلها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ناقلة نفط خام في محطة نفط قبالة جزيرة وايدياو في تشوشان بمقاطعة تشجيانغ (رويترز)

النفط يرتفع وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية

ارتفعت أسعار النفط، يوم الخميس، وسط مخاوف بشأن الإمدادات بعد تصاعد التوتر الجيوسياسي المرتبط بالحرب الروسية - الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد مشهد جوي لمصفاة تكرير نفط تابعة لشركة «إكسون موبيل» بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفاع مخزونات الخام والبنزين الأميركية بأكثر من التوقعات

قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، (الأربعاء)، إن مخزونات الخام والبنزين في الولايات المتحدة ارتفعت، بينما انخفضت مخزونات المقطرات، الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
TT

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)

رفعت وكالة موديز للتصنيف الائتماني، اليوم، تصنيف السعودية إلى «Aa3» من«A1»، مشيرة إلى جهود المملكة لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

وتستثمر المملكة، أكبر مصدر للنفط في العالم، مليارات الدولارات لتحقيق خطتها «رؤية 2030»، التي تركز على تقليل اعتمادها على النفط وإنفاق المزيد على البنية التحتية لتعزيز قطاعات مثل السياحة والرياضة والصناعات التحويلية.

وتعمل السعودية أيضاً على جذب المزيد من الاستثمارات الخارجية لضمان بقاء خططها الطموحة على المسار الصحيح.

وفي الشهر الماضي، سعى وزير الاستثمار السعودي إلى طمأنة المستثمرين في مؤتمر بالرياض بأن السعودية تظل مركزاً مزدهراً للاستثمار على الرغم من عام اتسم بالصراع الإقليمي.

وقالت موديز في بيان: «التقدم المستمر من شأنه، بمرور الوقت، أن يقلل بشكل أكبر من انكشاف المملكة العربية السعودية على تطورات سوق النفط والتحول الكربوني على المدى الطويل».

كما عدلت الوكالة نظرتها المستقبلية للبلاد من إيجابية إلى مستقرة، مشيرة إلى حالة الضبابية بشأن الظروف الاقتصادية العالمية وتطورات سوق النفط.

وفي سبتمبر (أيلول)، عدلت وكالة «ستاندرد اند بورز» نظرتها المستقبلية للسعودية من مستقرة إلى إيجابية، وذلك على خلفية توقعات النمو القوي غير النفطي والمرونة الاقتصادية.