الحكومة المصرية تنفي إخلاء مناطق بسيناء دون تعويض السكان

قالت إن الإجراءات ضمن خطة لتطوير منطقة ميناء العريش

إحدى فاعليات قوافل الحكومة المصرية لدعم أطفال شمال سيناء (مجلس الوزراء المصري)
إحدى فاعليات قوافل الحكومة المصرية لدعم أطفال شمال سيناء (مجلس الوزراء المصري)
TT

الحكومة المصرية تنفي إخلاء مناطق بسيناء دون تعويض السكان

إحدى فاعليات قوافل الحكومة المصرية لدعم أطفال شمال سيناء (مجلس الوزراء المصري)
إحدى فاعليات قوافل الحكومة المصرية لدعم أطفال شمال سيناء (مجلس الوزراء المصري)

تعهدت الحكومة المصرية بمواصلة تنفيذ خطتها لتطوير منطقة ميناء العريش بشمال سيناء، مع الالتزام بـ«صرف التعويضات اللازمة لجميع أصحاب المنازل التي ستتم إزالتها لصالح المشروع». وقال بيان رسمي للمركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري، «إن بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي نشرت أنباء بشأن تهجير أهالي منطقة ميناء العريش قسرياً من منازلهم دون تعويضهم بدعوى التطوير»، مضيفاً أن «محافظة شمال سيناء، نفت تلك الأنباء، وأنه لا صحة لتهجير أهالي منطقة ميناء العريش قسرياً من منازلهم دون تعويضهم بدعوى التطوير». وشهد شمال ووسط سيناء، على مدار السنوات الماضية، انتشاراً لمجموعات «إرهابية» مسلحة، بينها الفرع المصري لتنظيم «داعش» الذي يطلق على نفسه «ولاية سيناء». وكثفت هذه المجموعات هجماتها عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو (تموز) 2013. لكنّ حملة موسعة شنّتها قوات الجيش والشرطة المصرية، بدأت في فبراير (شباط) 2018، نجحت في إحداث تراجع لافت لتلك الهجمات.
وقال المركز الحكومي المصري إنه «يتم صرف التعويضات اللازمة لجميع أصحاب المنازل التي ستتم إزالتها لصالح المشروع، قبل البدء في إخلاء المنطقة، وتشمل التعويضات عدة بدائل من بينها حصول المواطن على تعويض مادي عادل عن سعر الأرض والمبنى، أو الحصول على وحدات سكنية بديلة توفرها المحافظة بمنطقة الريسة أو قطعة أرض بمساحات 120 متراً بالمنطقة نفسها». ودائماً ما يقول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن «الاستثمارات الهائلة» التي يتم ضخها في سيناء تمثل قضية «أمن قومي» لبلاده، داعياً المسؤولين لـ«طمأنة» المواطنين لتجنيبهم الوقوع تحت «محاولات بث الإشاعات والتكذيب». وأفاد السيسي، في فبراير 2018، بأن «عملية التنمية الشاملة بسيناء تقدّر تكلفتها الإجمالية بنحو 275 مليار جنيه (الدولار 15.6 جنيه مصري)».
وشرح البيان الحكومي المصري، أمس، أن «ما تشهده منطقة ميناء العريش هي عملية تطوير شاملة وتوسعة للميناء، للوصول بالرصيف إلى 1.5 كيلومتر وتعميق الميناء ليصل إلى 14 متراً، حيث يعد الميناء البوابة الرئيسية لتصدير منتجات سيناء من الفحم والإسمنت والرمل الزجاجي، بالإضافة إلى إنشاء المنطقة اللوجيستية بجوار ميناء العريش، لتوفير الكثير من فرص العمل لشباب المحافظة، حيث إنه بانضمام ميناء العريش إلى هيئة موانئ قناة السويس يصبح ميناءً دولياً يستقبل السفن العملاقة»، مُشيراً إلى أنه «تم وضع مخطط عام لتطوير الميناء بالتنسيق مع هيئة قناة السويس يستهدف زيادة الأعماق من 7 أمتار إلى 14 متراً بحيث تسمح بدخول سفن بحمولات تصل إلى 40 ألف طن، بما يسمح باستقبال سفن ذات حمولات وأعماق أكبر».
وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، أكد الرئيس المصري أنه «خلال عامين سيتم الانتهاء من شبكة للطرق في سيناء بطول يتجاوز 3500 كيلومتر، سواء كانت للتنمية العمرانية أو السياحية أو الزراعية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.