وزراء الأرصاد العرب يناقشون قضية التغير المناخي لمواجهة التقلبات في المنطقة

بمشاركة خبراء دوليين

وزراء الأرصاد العرب يناقشون قضية التغير المناخي لمواجهة التقلبات في المنطقة
TT

وزراء الأرصاد العرب يناقشون قضية التغير المناخي لمواجهة التقلبات في المنطقة

وزراء الأرصاد العرب يناقشون قضية التغير المناخي لمواجهة التقلبات في المنطقة

تحتل التقلبات الجوية والتغيرات المناخية الاخيرة اهتمام وزراء الارصاد الجوية العرب للخروج بتوصيات تساهم في التعاون على مستوى الدول العربية حال حدوث تلك التقلبات للحد من تأثيرها على البيئة، الى جانب التركيز على قضايا ترشيد المياه لمواجهة موجات الجفاف في العديد من دول المنطقة.
وكانت اجتماعات اللجنة العربية الدائمة للأرصاد الجوية انطلقت اليوم في جدة ـ غرب السعودية ـ في دورتها الحادية والثلاثين وذلك تحضيراً لاجتماع الوزراء العرب المعنيين بشؤون الأرصاد في قصر المؤتمرات بجدة.
وبدأ الاجتماع بجلسته الافتتاحية بتسليم السعودية رئاسة الدورة الحالية لدولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة برئيس الوفد الدكتور عبد الله المندوس.
وقال الدكتور أيمن غلام وكيل الرئيس العام لشؤون الأرصاد بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، إن اللجنة ستناقش عدداً من البنود يأتي في مقدمتها التدريب وبناء قدرات البحث العلمي، والاتصالات ونظم معلومات الأرصاد الجوية، ناهيك من موضوعات التغير المناخي والجودة والإعلام لخدمات الأرصاد الجوية.
فيما ستتم مناقشة التعاون مع المنظمات العربية والإقيليمة والدولية ذات العلاقة وإعداد التوصيات التي سيتم عرضها على الوزراء العرب المعنيين بشؤون الأرصاد.
ومن المقرر ان تستمر جلسات اجتماع اللجنة العربية الدائمة للأرصاد الجوية في دورتها الحادية والثلاثين ليوم غد الاثنين، كما تبدأ بعد غد الثلاثاء فعاليات منتدى تطوير البنى التحتية لخدمات الأرصاد والمناخ في بالمنطقة العربية والذي يقام على هامش الاجتماع الوزاري ولمدة يومين وسيستضيف عددا من الخبراء الدوليين في مجال الأرصاد الجوية لتقديم تجربة بلدانهم في الرفع من قدرات الخدمات الأرصادية، وذلك عبر تقديم المحاضرات واللقاءات المشتركة، كما سيعقد الوزراء العرب المعنيون بشؤون الأرصاد اجتماعهم الختامي يوم الخميس المقبل.
وكانت الدورة الـ30 للجنة العربية الدائمة للأرصاد الجوية التي عقدت في الكويت العام الماضي، أكدت على أهمية تأهيل كوادر متخصصة في إدارة جودة خدمات الأرصاد، وتشجيع التعاون الثنائي، ومتعدد الأطراف بين الدول العربية للحصول على شهادة الجودة في إطار تنفيذ قرارات كل من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومنظمة الطيران المدني الدولي القاضية باعتبار إدارة جودة خدمات الأرصاد الجوية للملاحة الجوية وخدمات الطقس والمناخ المقدمة للجمهور معياراً والتزاماً وليست ممارسة موصى بها.
ووافقت اللجنة على توسيع نطاق تعاونها الإقليمي والدولي ليشمل التكتلات الإقليمية والدولية وتكليف الأمانة الفنية للجنة بوضع آليات هذا التعاون ومتابعة تنفيذه مع رؤساء مرافق الأرصاد الجوية العربية.
وأكدت اللجنة على أهمية الانتقال السلس لتنفيذ النظم العالمية المتكاملة للرصد التابعة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية في مراكز الاتصالات التابعة لمرافق الأرصاد الجوية العربية وعدم ادخار أي جهد لتشغيل النظم العالمية المتكاملة للرصد قبل حلول عام 2016 مع استمرار تطويرها، ورحبت باختيار السعودية كدولة مضيفة للمركز الإقليمي لمعلومات الأرصاد الجوية التشغيلية والذي تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع الإقليمي الرابع للجنة الأرصاد الجوية التشغيلية لمنطقة الشرق الأوسط التابعة لمنظمة الطيران المدني الدولي.
يشار الى ان المركز الإقليمي يقوم بعملية نقل وتنظيم المعلومات بين دول منطقة الشرق الأوسط والمركز الرئيسي في فيينا، على أن يباشر هذا المركز مهامه في جدة في منتصف عام 2015، كما تم اختيار البحرين كمركز اقليمي احتياطي.



نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)

شيّعت الجماعة الحوثية خلال الأسبوع الماضي أكثر من 15 قتيلاً من قيادييها العسكريين والأمنيين من دون إعلان ملابسات سقوطهم. ورغم توقف المعارك العسكرية مع القوات الحكومية اليمنية في مختلف الجبهات؛ فإن النزيف البشري المستمر لقياداتها وعناصرها يثير التساؤلات عن أسبابه، بالتزامن مع مقتل العديد من القادة في خلافات شخصية واعتداءات على السكان.

ولقي قيادي بارز في صفوف الجماعة مصرعه، الأحد، في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء في كمين نصبه مسلحون محليون انتقاماً لمقتل أحد أقاربهم، وذلك بعد أيام من مقتل قيادي آخر في صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في خلاف قضائي.

وذكرت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن القيادي الحوثي البارز المُكنى أبو كمال الجبلي لقي مصرعه على يد أحد المسلحين القبليين، ثأراً لمقتل أحد أقاربه الذي قُتل في عملية مداهمة على أحد أحياء قبيلة آل نوف، التي ينتمي إليها المسلح، نفذها القيادي الحوثي منذ أشهر، بغرض إجبار الأهالي على دفع إتاوات.

من فعالية تشييع أحد قتلى الجماعة الحوثية في محافظة حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)

ويتهم سكان الجوف القيادي القتيل بممارسات خطيرة نتج عنها مقتل عدد من أهالي المحافظة والمسافرين وسائقي الشاحنات في طرقاتها الصحراوية واختطاف وتعذيب العديد منهم، حيث يتهمونه بأنه كان «يقود مسلحين تابعين للجماعة لمزاولة أعمال فرض الجبايات على المركبات المقبلة من المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، وتضمنت ممارساته الاختطاف والتعذيب والابتزاز وطلب الفدية من أقارب المختطفين أو جهات أعمالهم».

وتقول المصادر إن الجبلي كان يعدّ مطلوباً من القوات الحكومية اليمنية نتيجة ممارساته، في حين كانت عدة قبائل تتوعد بالانتقام منه لما تسبب فيه من تضييق عليها.

وشهدت محافظة الجوف مطلع هذا الشهر اغتيال قيادي في الجماعة، يُكنى أبو علي، مع أحد مرافقيه، في سوق شعبي بعد هجوم مسلحين قبليين عليه، انتقاماً لأحد أقاربهم الذي قُتِل قبل ذلك في حادثة يُتهم أبو علي بالوقوف خلفها.

في الآونة الأخيرة تتجنب الجماعة الحوثية نشر صور فعاليات تشييع قتلاها في العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

وتلفت مصادر محلية في المحافظة إلى أن المسلحين الذين اغتالوا أبو علي يوالون الجماعة الحوثية التي لم تتخذ إجراءات بحقهم، مرجحة أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من أعمال تصفية الحسابات داخلياً.

قتل داخل السجن

وفي العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية منذ أكثر من 10 سنوات، كشفت مصادر محلية مطلعة عن مقتل القيادي الحوثي البارز عبد الله الحسني، داخل أحد السجون التابعة للجماعة على يد أحد السكان المسلحين الذي اقتحم السجن الذي يديره الحسني بعد خلاف معه.

وتشير المصادر إلى أن الحسني استغل نفوذه للإفراج عن سجين كان محتجزاً على ذمة خلاف ينظره قضاة حوثيون، مع المتهم بقتل الحسني بعد مشادة بينهما إثر الإفراج عن السجين.

وكان الحسني يشغل منصب مساعد قائد ما يسمى بـ«الأمن المركزي» التابع للجماعة الحوثية التي ألقت القبض على قاتله، ويرجح أن تجري معاقبته قريباً.

وأعلنت الجماعة، السبت الماضي، تشييع سبعة من قياداتها دفعة واحدة، إلى جانب ثمانية آخرين جرى تشييعهم في أيام متفرقة خلال أسبوع، وقالت إنهم جميعاً قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مع القوات الحكومية، دون الإشارة إلى أماكن مقتلهم، وتجنبت نشر صور لفعاليات التشييع الجماعية.

جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

ويزيد عدد القادة الذين أعلنت الجماعة الحوثية عن تشييعهم خلال الشهر الجاري عن 25 قيادياً، في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات المواجهة بينها وبين القوات الحكومية هدوءاً مستمراً منذ أكثر من عامين ونصف.

ورعت الأمم المتحدة هدنة بين الطرفين في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، ورغم أنها انتهت بعد ستة أشهر بسبب رفض الجماعة الحوثية تمديدها؛ فإن الهدوء استمر في مختلف مناطق التماس طوال الأشهر الماضية، سوى بعض الاشتباكات المحدودة على فترات متقطعة دون حدوث أي تقدم لطرف على حساب الآخر.

قتلى بلا حرب

وأقدمت الجماعة الحوثية، أخيراً، على تحويل جدران سور مستشفى الثورة العام بصنعاء، وهو أكبر مستشفيات البلاد، إلى معرض لصور قتلاها في الحرب، ومنعت المرور من جوار السور للحفاظ على الصور من الطمس، في إجراء أثار حفيظة وتذمر السكان.

وتسبب المعرض في التضييق على مرور المشاة والسيارات، وحدوث زحام غير معتاد بجوار المستشفى، ويشكو المرضى من صعوبة وصولهم إلى المستشفى منذ افتتاح المعرض.

ويتوقع مراقبون لأحوال الجماعة الحوثية أن يكون هذا العدد الكبير من القيادات التي يجري تشييعها راجعاً إلى عدة عوامل، منها مقتل عدد منهم في أعمال الجباية وفرض النفوذ داخل مناطق سيطرة الجماعة، حيث يضطر العديد من السكان إلى مواجهة تلك الأعمال بالسلاح، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون حدوث مثل هذه المواجهات.

ترجيحات سقوط عدد كبير من القادة الحوثيين بغارات الطيران الأميركي والبريطاني (رويترز)

ويرجح أن يكون عدد من هؤلاء القادة سقطوا بقصف الطيران الحربي للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين شكلتا منذ قرابة عام تحالفاً عسكرياً للرد على استهداف الجماعة الحوثية للسفن التجارية وطرق الملاحة في البحر الأحمر، وتنفذان منذ ذلك الحين غارات جوية متقطعة على مواقع الجماعة.

كما تذهب بعض الترجيحات إلى تصاعد أعمال تصفية الحسابات ضمن صراع وتنافس الأجنحة الحوثية على النفوذ والثروات المنهوبة والفساد، خصوصاً مع توقف المعارك العسكرية، ما يغري عدداً كبيراً من القيادات العسكرية الميدانية بالالتفات إلى ممارسات نظيرتها داخل مناطق السيطرة والمكاسب الشخصية التي تحققها من خلال سيطرتها على أجهزة ومؤسسات الدولة.

وبدأت الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية إجراءات دمج وتقليص عدد من مؤسسات وأجهزة الدولة الخاضعة لسيطرتها، في مساعِ لمزيد من النفوذ والسيطرة عليها، والتخفيف من التزاماتها تجاه السكان بحسب المراقبين.