بري يحدد مواصفات الرئيس المقبل: نريده أن يجمع اللبنانيين لا أن يفرّقهم

أكد عدم استعمال سلاح المقاومة في الداخل

الرئيس نبيه بري خلال استقباله أمس مجلس الصحافة اللبنانية (الشرق الأوسط)
الرئيس نبيه بري خلال استقباله أمس مجلس الصحافة اللبنانية (الشرق الأوسط)
TT
20

بري يحدد مواصفات الرئيس المقبل: نريده أن يجمع اللبنانيين لا أن يفرّقهم

الرئيس نبيه بري خلال استقباله أمس مجلس الصحافة اللبنانية (الشرق الأوسط)
الرئيس نبيه بري خلال استقباله أمس مجلس الصحافة اللبنانية (الشرق الأوسط)

يختصر رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، «مواصفات الرئيس المقبل» بصفة وحيدة هي أن يكون «رئيساً يجمع اللبنانيين ولا يفرّقهم». وقال بري إنه لن يقبل بتأجيل الانتخابات البرلمانية ولا ليوم واحد، فما بالك بتمديد ولاية البرلمان. لكن بري اعترف بأن ثمة ميلاً إلى تأجيل الانتخابات البلدية إلى وقت لاحق بسبب صعوبة إنجاز كل هذه الاستحقاقات في وقت واحد، كاشفاً عن اقتراح قانون سوف يقدَّم قريباً بهذا الخصوص.
وشدد بري خلال لقائه نقيب وأعضاء مجلس الصحافة اللبنانية على أن «الانتخابات مفصل أساسي وعلى اللبنانيين أن يختاروا إما أن تكون الانتخابات معركة الضحايا على الضحايا أو معركة استعادة لبنان»، مشيراً إلى أن «استعادة لبنان تعني استعادة العرب»، مشدداً على «أننا كنا عروبيين وسنبقى»، لافتاً إلى «وجوب أن تكون الانتخابات النيابية فتحاً جديداً نحو لبنان جديد».
وحول استحقاق الانتخابات الرئاسية، أكد رئيس المجلس النيابي أن رئيس الجمهورية «أعلن أكثر من مرة عن عدم رغبته في البقاء بالقصر الجمهوري بعد انتهاء الولاية ليوم واحد». وحول رؤيته لمواصفات رئيس الجمهورية المقبل، قال: «أنا مع الرئيس الذي يجمع اللبنانيين». وأضاف: «نريد رئيساً يجمع ولا يفرّق». وقال إن «رسول الله كان يستشير مَن حوله، وكان ينادي بجمع الناس لا تفرقتهم. ولهذا قال الله تعالى: (ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك)». وأضاف: «نريد رئيساً يجمع اللبنانيين حول المصلحة الوطنية العليا، لا المصالح الصغيرة الضيقة».
وتطرق بري إلى مسألة سلاح المقاومة، مشدداً على أن «المقاومة ونحن كحركة (أمل) جزء منها، ستبقى حاجة وطنية ما دامت إسرائيل موجودة على شبر من الأراضي اللبنانية وأطماعها موجودة»، مشدداً على أن «سلاح المقاومة هو نتيجة للاحتلال وليس العكس». لكنه في المقابل شدد على أن هذا السلاح «مرفوض استعماله في الداخل تحت أي ظرف».
وفي ظل ترقب لبناني لزيارة الوسيط الأميركي في ملف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، بغرض استئناف المفاوضات بعد ثمانية أشهر على تعليقها، كشف بري أن الموفد الأميركي عاموس هوكشتاين «سيكون في لبنان خلال أسبوع ومن المفترض أن يُستأنف التفاوض وأن يُصار إلى الالتزام باتفاق الإطار».
وتوجه بري إلى فرنسا وشركة «توتال» والشركات التي رسا عليها الالتزام بأعمال الحفر والتنقيب بالدعوة إلى أن تباشر عملها، مشدداً على أنه «لا ذريعة للتنصل من ذلك، خصوصاً أن المنطقة التي يجب أن يبدأ العمل بها غير متنازع عليها»، داعياً الشركات «للتحرر من أي ضغوط تمارَس عليها»، قائلاً إنه يفهم أن تأجيل التنقيب سببه «ضغوط أميركية لعدم البدء باستخراج الغاز قبل التوصل إلى اتفاق حول الحدود البحرية».
ورسا التزام التنقيب واستخراج الطاقة في البلوك رقم 9 والبلوك رقم 4 في المياه الاقتصادية اللبنانية، على تحالف شركات هي: «توتال» الفرنسية، و«إيني» الإيطالية، و«نوفاتك» الروسية. وجرى التنقيب في البلوك رقم 4 الواقع شمال بيروت، لكن لم يبدأ في البلوك رقم 9 الواقع على الحدود الجنوبية حيث تشهد المنطقة نزاعاً حدودياً مع إسرائيل.
وفي ملف التحقيقات بانفجار مرفأ بيروت، أكد بري أن الدستور «هو قانون القوانين وهو سيد لا عبيد له»، لافتاً إلى أنه «في الدستور هناك أربع مواد نصّت على أن الصلاحية في محاكمة الرؤساء والوزراء والنواب تعود لمجلس النواب، وهذه المحكمة منجزة وتضم ثمانية من كبار القضاة وعلى رأسهم رئيس مجلس القضاء الأعلى الحالي وسبعة نواب منتخبين أقسموا اليمين». وأضاف: «كل ما طالبنا به في ملف انفجار المرفأ هو تطبيق الدستور والقانون بدلاً من تسييس الملف».
ورأى بري أنه «من غير الجائز في الظروف الراهنة فرض ضرائب ورسوم على الطبقات الفقيرة والمتوسطة علماً بأنه لم تبقَ هناك طبقة متوسطة ولا يمكن فرض الضرائب من دون تقديمات سواء بمشاريع أو غيرها»، معتبراً أن طلب سلفة خزينة لمؤسسة كهرباء لبنان هو «حزورة»، موضحاً: «40 أو 50 مليار دولار عجزاً بسبب الكهرباء، ولا كهرباء ولا مشاريع إصلاحية»، وسأل: «لماذا عدم المبادرة وعدم الإسراع بالقبول بالعروض المقدمة لبناء معامل إنتاج الطاقة؟»، واضعاً هذا السؤال «برسم الحكومة»، وأضاف: «لماذا لم تتشكل الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء وهذا مطلب ليس لبنانياً فحسب إنما أيضاً مطلب البنك الدولي».
وكشف بري عن جلسة عامة لمجلس النواب قبل نهاية الشهر الجاري لإقرار سلسلة من القوانين الإصلاحية من بينها قانون يمنع الاحتكار أُحيل إلى اللجان المشتركة. ودعا إلى تفعيل الهيئات الرقابية المختصة والاقتصاص من المتلاعبين بأسعار السلع والمواد الاستهلاكية.



فرض إتاوات في صنعاء على العاملين بقطاع الكهرباء الخاصة

مبنى وزارة الكهرباء والطاقة اليمنية الخاضعة للحوثيين في صنعاء (إعلام محلي)
مبنى وزارة الكهرباء والطاقة اليمنية الخاضعة للحوثيين في صنعاء (إعلام محلي)
TT
20

فرض إتاوات في صنعاء على العاملين بقطاع الكهرباء الخاصة

مبنى وزارة الكهرباء والطاقة اليمنية الخاضعة للحوثيين في صنعاء (إعلام محلي)
مبنى وزارة الكهرباء والطاقة اليمنية الخاضعة للحوثيين في صنعاء (إعلام محلي)

لم تكتفِ الجماعة الحوثية بفصل مئات الموظفين من أعمالهم في قطاع الكهرباء العمومية في العاصمة المختطفة صنعاء بعد حرمانهم منذ سنوات من رواتبهم، بل وسَّعت من حجم ذلك الاستهداف بإجراءات تعسفية جديدة تضيق على عملهم في قطاع الكهرباء التجارية الخاصة.

وكشفت مصادر مطلعة عن صدور تعميمات حوثية تُلزِم ملاك محطات توليد الطاقة التجارية في صنعاء وضواحيها بتقديم كشوف تفصيلية تحوي أسماء وبيانات جميع العاملين لديها، ممَّن كانوا ينتسبون قبل تسريحهم من وظائفهم إلى وزارة ومؤسسة الكهرباء الحكومية.

وكان كثير من مهندسي الكهرباء، وهم من ذوي الخبرات بمجال الطاقة الكهربائية لجأوا إلى العمل في محطات توليد الكهرباء التجارية بصنعاء ومدن أخرى، من أجل تأمين العيش، خصوصاً بعد مصادرة الجماعة رواتبهم منذ سنوات عدة.

ويسعى الانقلابيون من وراء ذلك التحرك، بحسب المصادر، إلى ابتزاز أصحاب محطات الكهرباء التجارية، وإرغامهم على دفع أموال تحت مسمى «بدل خبرات وكفاءات» عن كل موظف أو مهندس ممَّن سبق للجماعة أن فصلته من وظيفته، وحلت بآخر من أتباعها مكانه.

عنصر حوثي خلال تفقده عداداً كهربائياً في صنعاء (إعلام حوثي)
عنصر حوثي خلال تفقده عداداً كهربائياً في صنعاء (إعلام حوثي)

وأفادت المصادر بأن ما تُسمى «وزارة الكهرباء» بالحكومة الحوثية غير المعترف بها دولياً والمؤسسة التابعة لها، تتهمان مُلاك محطات توليد الطاقة التجارية في صنعاء، بسرقة أصحاب الكفاءات والخبرات الذين كانوا ينتسبون إليهما، كما تزعم بأنها أنفقت الأموال في سبيل إقامة دورات وبرامج تدريب لمَن كانوا ينتسبون إليها، قبل أن تقوم الجماعة بتسريحهم من أعمالهم.

وكانت الجماعة أقدمت قبل سنوات على تسريح نحو 1000 موظف ومهندس وعامل من وظائفهم في مؤسسة الكهرباء وديوان عام الوزارة في الحكومة غير الشرعية بصنعاء، بذريعة عدم التزامهم بحضور دورات التعبئة والتطييف.

تضييق وحرمان

يبدي أمين، وهو اسم مستعار لمهندس سابق في مؤسسة الكهرباء الخاضعة للجماعة الحوثية بصنعاء، استنكاره للتحرك الذي يهدف لابتزاز ملاك المحطات التجارية، بالإضافة إلى قطع أرزاق العمال وحرمانهم من العمل في القطاع الخاص.

وذكر أمين، الذي يعمل بمحطة تجارية في مديرية معين، أن مندوبين حوثيين أبلغوا مالك المحطة خلال نزولهم الميداني، بوجود تعليمات تطالبهم بتقديم بيانات تفصيلية عن العاملين من منتسبي قطاع الكهرباء العمومي، تشمل أرقامهم، وأماكن سكنهم، وحجم المستحقات المالية التي يتقاضونها.

مبنى المؤسسة العامة للكهرباء الخاضعة للجماعة الحوثية في صنعاء (فيسبوك)
مبنى المؤسسة العامة للكهرباء الخاضعة للجماعة الحوثية في صنعاء (فيسبوك)

ويعتقد المهندس أن الجماعة تنوي ابتزاز محطات الكهرباء الأهلية وإرغام أصحابها على دفع إتاوات عن كل مهندس أو موظف يعمل لديها، وكان ضمن المنتسبين إلى قطاع الكهرباء العمومي الخاضع لها.

ويقول عاملون آخرون في محطات تجارية بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، إن الجماعة تريد تجويعهم والتضييق عليهم رداً على رفضهم المشارَكة ببرامج تعبوية تقيمها الجماعة لجميع فئات المجتمع.

من جهته أكد مالك محطة كهرباء تجارية بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، إلزامه من قبل عناصر حوثيين قبل أيام بدفع مبلغ مالي عن كل مهندس أو عامل تم تسريحه في أوقات سابقة من مؤسسة الكهرباء العمومية.

وسبق للجماعة أن نفَّذت قبل أسابيع قليلة حملات تعسف طالت عشرات المحطات التجارية في المنطقتين الثانية والثالثة في صنعاء، بحجة عدم التزام ملاكها بالتسعيرة المقررة، وإلغاء ما يُسمى «الاشتراك الشهري».

كما أقدم الانقلابيون الحوثيون في منتصف 2018 - ضمن مساعيهم الحثيثة لخصخصة المؤسسات الحكومية بمناطق سيطرتهم - على خصخصة محطات الكهرباء الحكومية، حيث حوَّلوها إلى قطاع تجاري خاص.