قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن قوات العمليات الخاصة الأميركية، تحت إدارة القيادة المركزية، نفذت مهمة لمكافحة الإرهاب في شمال غربي سوريا اليوم الخميس. وأضاف المتحدث جون كيربي في بيان: «كانت المهمة ناجحة. لم يسقط ضحايا أميركيون».
وأصيبت خلال عملية الكوماندوس مروحية أميركية بعطل ميكانيكي، ما اضطر الجنود إلى هجرها قبل أن تغير عليها مقاتلات أميركية وتدمرها. وكان سكان ومصادر من مقاتلي المعارضة السورية قالوا إن غارة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة استهدفت من يشتبه بأنه إرهابي تابع لتنظيم القاعدة في بلدة أطمة بشمال سوريا، مما أسفر عن سقوط قتلى مدنيين. وقال أحد السكان إن ما لا يقل عن 12 شخصاً قتلوا في الغارة التي وقعت في منتصف الليل تقريباً داخل منطقة ذات كثافة سكانية عالية بالقرب من الحدود مع تركيا، حيث يعيش عشرات الآلاف من النازحين السوريين في مخيمات مؤقتة أو مساكن مكتظة. وذكر المرصد السوري أن حصيلة الإنزال الجوي للقوات الأميركية بلغ تسعة قتلى.
ولم ترد تقارير بعد عن مقتل أي مقاتل، لكن سكاناً قالوا إنهم سمعوا دوي إطلاق كثيف للنيران خلال العملية، مما يشير إلى حدوث مقاومة للغارة. وقال تشارلز ليستر، الزميل والمدير في معهد الشرق الأوسط الذي يتخذ من واشنطن مقراً، إنه تحدث مع سكان قالوا إن العملية استمرت أكثر من ساعتين. وأضاف: «من الواضح أنهم أرادوا هدفهم، أياً كان، حياً». وتابع: «تبدو هذه أكبر عملية من هذا النوع منذ غارة البغدادي».
وقُتل زعيم تنظيم «داعش»، أبو بكر البغدادي، في غارة للقوات الأميركية الخاصة في شمال غربي سوريا في 2019. وذكر السكان ومصادر المعارضة أن عدة طائرات هليكوبتر هبطت بالقرب من أطمة في محافظة إدلب، آخر جيب كبير يسيطر عليه مقاتلو المعارضة الذين يحاربون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وسُمع دوي انفجارات بالقرب من منزل إرهابي أجنبي.
وقال مسؤول من مقاتلي المعارضة، طالباً عدم نشر هويته إن الإرهابي الذي يشتبه بأنه المستهدف كان مع أسرته وقت شن الغارة. وقال أحد السكان إن عدة أشخاص قتلوا في العملية، في حين قال آخر إن منقذين انتشلوا ما لا يقل عن 12 جثة من تحت أنقاض مبنى من عدة طوابق، بينهم أطفال ونساء.
وقال شهود إن الغارة انتهت، إذ إن طائرات يعتقد أنها هليكوبتر غادرت المكان، لكن طائرات استطلاع مجهولة لا تزال تحوم في المنطقة. وقال المسؤول بالمعارضة إن أفراد أمن من «هيئة تحرير الشام»، وهي جماعة المعارضة الرئيسية التي تسيطر على أجزاء من شمال غربي سوريا، هرعوا إلى الموقع بعد الغارة.
وتسيطر «هيئة تحرير الشام» على معظم شمال غربي سوريا، الذي يشمل محافظة إدلب وحزاماً محيطاً بها من الأراضي. والجماعة كانت تعرف سابقاً بـ«جبهة النصرة» والتي كانت جزءاً من تنظيم «القاعدة» حتى عام 2016.
وشكّل عدة إرهابيين أجانب انفصلوا عنها «تنظيم حراس الدين»، الذي صُنف منظمة إرهابية أجنبية وكان هدفاً لضربات التحالف خلال السنوات القليلة الماضية. ولسنوات أطلق الجيش الأميركي بشكل أساسي طائرات مسيرة لقتل كبار عناصر تنظيم القاعدة في شمال سوريا حيث أصبحت الجماعة المتشددة نشطة خلال الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من عشر سنوات.
لكن التحالف بقيادة الولايات المتحدة يشن عمليات تستهدف فلول الخلايا النائمة لتنظيم «داعش» بوتيرة أكبر في شمال شرقي سوريا الذي تسيطر عليه «قوات سوريا الديمقراطية» التي يقودها الأكراد.
عملية كوماندوس أميركية «ناجحة» لمكافحة الإرهاب شمال غربي سوريا
الطائرات الأميركية تقصف مروحية تعطلت خلال الهجوم
عملية كوماندوس أميركية «ناجحة» لمكافحة الإرهاب شمال غربي سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة