ختام رئاسة مصر للجنة الأمم المتحدة لـ«بناء السلام»

امتدت عاماً كاملاً ونالت «إشادة دولية»

مندوب مصر الدائم في ختام رئاسة بلاده للجنة الأمم المتحدة لبناء السلام (وزارة الخارجية المصرية)
مندوب مصر الدائم في ختام رئاسة بلاده للجنة الأمم المتحدة لبناء السلام (وزارة الخارجية المصرية)
TT

ختام رئاسة مصر للجنة الأمم المتحدة لـ«بناء السلام»

مندوب مصر الدائم في ختام رئاسة بلاده للجنة الأمم المتحدة لبناء السلام (وزارة الخارجية المصرية)
مندوب مصر الدائم في ختام رئاسة بلاده للجنة الأمم المتحدة لبناء السلام (وزارة الخارجية المصرية)

اختتمت مصر رئاستها للجنة الأمم المتحدة لبناء السلام في دورتها الخامسة عشرة والتي امتدت لعام كامل. ووفق وزارة الخارجية المصرية، أمس، فإن الجلسة الرسمية للجنة التي ترأسها السفير أسامة عبد الخالق، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة بنيويورك، شهدت اعتماد التقرير السنوي لأنشطة وأعمال اللجنة تحت رئاسة مصر بالتوافق، فضلاً عن انتخاب بنغلاديش لرئاسة اللجنة وانتخاب مصر والدومينيكان نائبين للرئيس الجديد.
وأضافت الوزارة، في بيان على صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك»، أن الدول الأعضاء أعربوا خلال الجلسة عن «الإشادة والتقدير الكبيريّن بنجاح الرئاسة المصرية للجنة بناء السلام في تنفيذ الأجندة الطموحة التي عززت من دور اللجنة في تلبية احتياجات الدول والمناطق الخارجة من النزاعات رغم القيود التي فرضتها جائحة كورونا».
كما أثنت الدول الأعضاء على «حكمة وحرفية الرئاسة المصرية للجنة في إدارة دفة أعمالها، وحرصها الدائم على مد الجسور وبناء التوافق، مما أسهم في إصدار اللجنة 66 مخرجاً عام 2021. وهو الأكثر مقارنة بالسنوات الماضية».
واستعرض السفير عبد الخالق - في البيان أمام الجلسة - التقدم المُحرز في تنفيذ أولويات الرئاسة المصرية للجنة بناء السلام، والتي تم الإعلان عنها إبان تولي مصر الرئاسة في فبراير (شباط) 2021.
وأوضح أن «حجم العمل المُنجز وفقاً لما ورد في تقرير اللجنة والإحصاءات ذات الصلة، يُظهر الإنجاز الكبير الذي حققته اللجنة تحت رئاسة مصر بما في ذلك تعزيز دورها الاستشاري لدى كل من الجمعية العامة ومجلس الأمن، بالإضافة إلى تقوية الروابط مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي بُغية تعظيم إسهام منظومة الأمم المتحدة في حشد الدعم اللازم، وتلبية احتياجات الدول المتأثرة بالنزاعات وفقاً لمبدأي الملكية والقيادة الوطنية».
ودعا الدول الأعضاء إلى الوفاء بالتزاماتها والنظر بجدية في مقترحات تمويل أنشطة بناء السلام من ميزانية الأمم المتحدة، لا سيما أن الاكتفاء بالمساهمات الطوعية يقوض قدرة الأمم المتحدة على الحفاظ على مكتسبات السلام وتلبية طلبات الدعم المتزايدة التي تتلقاها اللجنة من الدول الأعضاء.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.