المطارنة الموارنة: خلل العلاقات مع الخليج يؤكد الحاجة لـ«حياد لبنان»

TT

المطارنة الموارنة: خلل العلاقات مع الخليج يؤكد الحاجة لـ«حياد لبنان»

طالب المطارنة الموارنة بضرورة معالجة الخلل في العلاقات اللبنانية – الخليجية، ووضع حد نهائي للتدخلات في شؤون الأشقاء والأصدقاء؛ معتبرين أن الخلل في العلاقات مع الخليج مثل ساطع على حاجة لبنان لإعلان حياده، وأملوا أن تتوصل الحكومة اللبنانية وصندوق النقد الدولي إلى اتفاق يفتح الباب أمام الإصلاحات المطلوبة، وذلك في بيان صدر عنهم في ختام اجتماعهم الدوري أمس، برئاسة البطريرك الماروني بشارة الراعي.
وعن الأزمة بين لبنان ودول الخليج، شدَّد المطارنة في البيان «على وجوب المعالجة الحازمة للخلل الطارئ على العلاقات اللبنانية - الخليجية، بحيث يوضع حد نهائي للتدخلات في شؤون الأشقاء والأصدقاء». ويرون في هذا الخلل «مثلاً ساطعاً لحاجة لبنان الماسة إلى إعلان حياده، فلا يعود ساحة للتجاذبات الخارجية، وتستقيم حياته السياسية نحو التركيز على حسن إدارة أوضاعه، وتواصله مع الخارج القريب والبعيد».
ولفت البيان إلى أن «الأولوية ينبغي أن تعطَى في ظروف البلاد الصعبة للغاية، لتسهيل توفر الخدمات العامة ومتطلِّبات الصحة والغذاء، تبعاً للإمكانات المادية المحدودة لمعظم اللبنانيين، وبرقابة صارمة تشمل عمليات الاستيراد والتوزيع والمبيع». وأمل المطارنة «وصول الحكومة اللبنانية وصندوق النقد الدولي إلى اتفاق في مدى قريب، بما يفتح الباب واسعاً أمام المباشرة بالإصلاحات المطلوبة، لتحرير الدعم المالي المرتجى، وإطلاق ورشة المشروعات الحيوية»، لافتين إلى أنهم «يترقبون من المراجع الرسمية المعنية إقامة شبكة أمن وأمان عامة، تشجِّع على عودة الدورة الاستثمارية الكفيلة بتأمين فرص عمل والحد من الهجرة».
وتطرقوا إلى الانتخابات النيابية والرئاسية المقبلة، بالقول إنهم يراقبون «التحولات السياسية الجارية في مراكز القرار، عشية انطلاقة الإعداد الجدي للانتخابات النيابية»، ويؤكدون «ضرورة الحؤول بينها وبين احتمالات تأثيرها سلباً على هذه الانتخابات والانتخابات الرئاسية». ويعوِّلون على «وطنية اللبنانيين المخلصين، وعلى حكمتهم وحرصهم على أن تلبي الاستحقاقات الدستورية توق اللبنانيين إلى صيانة الحرية، والفوز بالأمن الراسخ وبالاستقرار المثمر».
وأبدوا من جهة أخرى ارتياحهم إلى «الخطوات الإيجابية التي سجلتها الأجهزة العسكرية والأمنية على صعيد ضبط الحدود والمرافق العامة، وإحباط محاولات تهريب المخدرات عبرها». ويرجون أن يكون ذلك «بداية لاسترداد الدولة سيادتها الكاملة على كل حدودها وحقوقها في تلك المرافق، من دون استثناء».



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.