غضب إسرائيلي وترحيب فلسطيني بتقرير «الأبرتهايد»

TT

غضب إسرائيلي وترحيب فلسطيني بتقرير «الأبرتهايد»

تلقت إسرائيل بغضب وقلق شديدين، تقرير منظمة العفو الدولية (أمنستي)، الذي صدر، أمس (الثلاثاء)، ويتهمها بإدارة سياسة فصل عنصري (أبرتهايد) ضد الفلسطينيين، ليس فقط في المناطق المحتلة، بل أيضاً ضد مواطنيها العرب. فيما رحّب به الفلسطينيون على جانبي الخط الأخضر، واعتبروه أساساً متيناً لمحاكمة إسرائيل أمام المحاكم الدولية وإدانتها بارتكاب جرائم حرب.
وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، رفض التقرير، وادعى أن ما ورد فيه «عبارة عن مخزن أكاذيب مكررة وأضاليل ومزاعم باطلة». وقال إن «حكومته تحارب قوى التطرف المعادية لإسرائيل»، ولكن أوساطاً سياسية في تل أبيب، أكدت أن التقرير يثير تخوفات كبيرة. في المقابل، رحبت السلطة الفلسطينية في رام الله بالتقرير. وقال وزير العدل، محمد الشلالدة، إنه «ينطوي على قيمة في القانون الدولي، ويعطي المحكمة الجنائية الدولية صلاحية النظر في جريمة الفصل العنصري، كجريمة ضد الإنسانية تُرتكب ضد الشعب الفلسطيني بشكل منهجي، من قبل إسرائيل، ضد المدنيين الفلسطينيين». وأضاف الشلالدة أن دولة فلسطين ترحب بالتقرير وتثمن عالياً المعنى القانوني له، وتؤكد توظيفه لتحميل السلطة القائمة بالاحتلال المسؤولية القانونية. ودعا البرلمانات العربية إلى اتخاذ قرارات حول تصنيف إسرائيل دولة فصل عنصري.
كما دعا الوزير الفلسطيني الأمم المتحدة إلى إرسال لجنة دولية للتحقيق في التمييز العنصري الإسرائيلي، وضمان محاسبة ومساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة. ودعا المواطنين الفلسطينيين إلى رفع شكاوى فردية ضد السياسات الإسرائيلية وما يرافقها من قمع وتنكيل.
وكان الفرع البريطاني لمنظمة «أمنستي» قد أصدر تقريراً مفصلاً، أمس، مؤلفاً من 182 صفحة بعنوان «نظام الفصل العنصري (أبرتهايد) الإسرائيلي ضد الفلسطينيين... نظامٌ قاسٍ يقوم على الهيمنة وجريمة ضد الإنسانية». وقد صدر بعدة لغات، بينها العربية والعبرية. وبالإضافة إلى الوثائق التي نشرت في التقرير حول عمليات الاستيلاء الهائلة على الأراضي والممتلكات الفلسطينية، وأعمال القتل غير المشروعة، والنقل القسري، والقيود الشديدة على حرية التنقل، وحرمان الفلسطينيين من حقوق المواطنة والجنسية، وتشكل كلها أجزاءً من نظام يرقى إلى مستوى الفصل العنصري بموجب القانون الدولي، وتدعو منظمة العفو الدولية، المحكمة الجنائية الدولية، إلى النظر في جريمة الفصل العنصري في سياق تحقيقاتها الحالية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتناشد جميع الدول بممارسة الولاية القضائية الشاملة وتقديم مرتكبي جرائم الفصل العنصري إلى العدالة.
وجاء لافتاً أن «أمنستي» اعتبرت ما لديها من معلومات كافياً للبرهنة على وجود سياسة «أبرتهايد» في تل أبيب تجاه الفلسطينيين، ليس فقط في قطاع غزة المحاصر، وليس فقط في الضفة الغربية والقدس الشرقية وحسب، بل ضد أولئك الفلسطينيين الذين يعيشون في إسرائيل بصفتهم مواطنين.



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.