اكتشاف جسم غامض ينبض كل 20 دقيقة

جسم غامض  ينتمي لفئة جديدة من النجوم (فريق العلماء)
جسم غامض ينتمي لفئة جديدة من النجوم (فريق العلماء)
TT

اكتشاف جسم غامض ينبض كل 20 دقيقة

جسم غامض  ينتمي لفئة جديدة من النجوم (فريق العلماء)
جسم غامض ينتمي لفئة جديدة من النجوم (فريق العلماء)

اكتشف علماء الفلك جسماً غامضاً يصدر شعاعاً من موجات الراديو ينبض كل 20 دقيقة. ويعتقد الفريق الذي يقف وراء الاكتشاف أن الجسم المكتشف حديثاً ربما ينتمي لفئة جديدة من النجوم النيوترونية التي تدور ببطء مع مجال مغناطيسي فائق القوة، حسب ما ذكرته صحيفة «غارديان» البريطانية.
وكان اكتشاف الإشارات المتكررة قد حدث خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2018، لكنها اختفت بعد ذلك، ما يشير إلى ارتباطها بحدث دراماتيكي يحدث لمرة واحدة، مثل زلزال نجمي. وفي هذا الصدد، شرحت ناتاشا هيرلي ووكر، من جامعة كيرتن التابعة للمركز الدولي لأبحاث راديو علم الفلك، التي تولت قيادة الفريق البحثي صاحب الاكتشاف، أنه «لقد كان الموقف مخيفاً نوعاً ما لعالم فلك، لأنه ما من شيء معروف في السماء يفعل ذلك». ورغم الطبيعة غير العادية للإشارة، يعتقد الفريق البحثي أن المصدر ربما يكون كائناً دواراً، وليس حضارة متقدمة تكنولوجياً تمتد عبر الكون. وعن هذا الأمر، قالت هيرلي ووكر: «إنهم بالتأكيد ليسوا كائنات فضائية».
وكان الفريق قد درس لفترة وجيزة هذه الاحتمالية بالفعل، لكن سرعان ما استبعدها، بعد أن وجد أن الإشارة - أحد أكثر مصادر الراديو سطوعاً في السماء - يمكن رصدها عبر طيف واسع من الترددات، ما يعني أن كمية هائلة من الطاقة كانت مطلوبة لإنتاجها.
وعلاوة على ذلك، يطابق الجسم الذي يُعتقد أنه يبعد نحو 4000 سنة ضوئية على مستوى مجرة درب التبانة، كذلك، جسماً فلكياً متوقعاً يسمى «النجم المغناطيسي ذا الفترة الطويلة جداً»، فئة من النجوم النيوترونية، مع أقوى مجال مغناطيسي لأي جسم معروف في الكون.
وعن هذا الأمر، قالت هيرلي ووكر: «إنه نوع من النجوم النيوترونية التي تدور ببطء، والتي يُتوقع وجودها من الناحية النظرية، لكن أحداً لم يتوقع رصده على هذا النحو المباشر، لأننا لم نتوقع أنه يكون براقاً لهذه الدرجة الكبيرة».
يُذكر أن النجم النيوتروني يشكل البقايا المظلمة والكثيفة التي تُترك بعد أن قام نجم فائق الكتلة بإلقاء مادته الخارجية في مستعر أعظم، ويتعرض لانهيار الجاذبية. تدور النجوم النيوترونية، التي تقلص حجمها إلى حجم مدينة صغيرة، بسرعة مذهلة .



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.