«أوميكرون الخفي»... دعوات لليقظة وتحذيرات من الذعر

سلالة جديدة تثير اهتمام العلماء وتطرح أسئلة جديدة

مواطن يتلقى لقاحاً ضد «كورونا» في مستشفى بمنطقة تانغراغ بإندونيسيا أمس (د.ب.أ)
مواطن يتلقى لقاحاً ضد «كورونا» في مستشفى بمنطقة تانغراغ بإندونيسيا أمس (د.ب.أ)
TT

«أوميكرون الخفي»... دعوات لليقظة وتحذيرات من الذعر

مواطن يتلقى لقاحاً ضد «كورونا» في مستشفى بمنطقة تانغراغ بإندونيسيا أمس (د.ب.أ)
مواطن يتلقى لقاحاً ضد «كورونا» في مستشفى بمنطقة تانغراغ بإندونيسيا أمس (د.ب.أ)

يراقب العلماء عن كثب نوعاً فرعياً من متحور كورونا المستجد الأخير «أوميكرون»، أطلق عليه «أوميكرون الخفي»، لتحديد كيف يمكن أن يؤثر ظهوره على انتشار الوباء في المستقبل.
ويأتي لقب «الخفي» بسبب اختلاف رئيسي مع «أوميكرون» الأصلي، إذ إن النسخة الأصلية «BA.1»، كان من السهل نسبياً تتبعها بسبب «شذوذ جيني معين» يجعلها بارزة في اختبارات «بي سي آر»، إلا أن السلالة الجديدة «BA.2» لا تتمتع بهذه الميزة، ما يزيد من صعوبة مراقبتها، وهذا يعني أن اختبار الـ«بي سي آر» سيكتشف ما إذا كان الشخص مصاباً بـ«كوفيد – 19»، لكن ستحتاج العينات إلى مزيد من التحليل المعملي لتحديد ما إذا كان الشخص لديه «أوميكرون الخفي».
وأصبح البديل الأولي من «أوميكرون» هو سلالة الفيروس المهيمنة في الأشهر الأخيرة، لكن أكثر من 40 دولة حول العالم، حدّدت بشكل ملحوظ مئات الحالات من الإصدار الأخير، الذي يطلق عليه «أوميكرون الخفي» أو ما يعرف علميا باسم (BA.2)، بينما تشير البيانات الدولية إلى أنه يمكن أن ينتشر بسرعة نسبياً.
وحددت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة أكثر من 400 حالة في بريطانيا في الأيام العشرة الأولى من هذا الشهر، وأشارت إلى أن أحدث متغير تم اكتشافه في نحو 40 دولة أخرى، وهو ما يمثل غالبية الحالات الحديثة في بعض الدول بما في ذلك الهند والدنمارك والسويد.
وأشارت الوكالة، يوم الجمعة الماضي، إلى أنها «حددت أوميكرون الخفي (BA.2)، باعتباره متغيراً قيد التحقيق، حيث كانت حالاته في ازدياد، حتى لو ظل البديل الأولي أوميكرون هو المهيمن حالياً».
وأكدت الوكالة أنه «لا يزال هناك عدم يقين حول أهمية التغيرات في الجينوم الفيروسي» بالمتحور الفرعي، الأمر الذي يتطلب المراقبة، لا سيما أن الأيام الأخيرة أظهرت ارتفاعاً حاداً في انتشار المتغير الفرعي، لا سيما في الهند والدنمارك.
وقال عالم الأوبئة الفرنسي أنطوان فلاهولت، لوكالة الصحافة الفرنسية: «ما فاجأنا هو السرعة التي ترسخ بها هذا النوع الفرعي».
ولم يتم تصنيف المتحور الفرعي حتى الآن كمتحور مثير للقلق، لكن فلاهولت يقول إن «البلدان يجب أن تكون متيقظة لأحدث التطورات حيث يكثف العلماء المراقبة».
وتوقعت فرنسا ارتفاعاً في معدلات دخول المستشفيات في منتصف شهر يناير (كانون الثاني)، ولم يحدث ما تم توقعه، وربما يرجع ذلك إلى أن هذا البديل الفرعي يبدو قابلاً للانتقال بشدة، ولكنه ليس أكثر ضراوة من البديل الأولي «أوميكرون».
وقالت وكالة الصحة العامة الفرنسية: «ما يهمنا هو ما إذا كان هذا (البديل الفرعي) يمتلك خصائص مختلفة عن أوميكرون من حيث العدوى والخطورة».
وحتى الآن، ظهر عدد قليل فقط من حالات المتحور الفرعي في فرنسا، لكن الدولة تراقب التطورات.
ويقول فلاهولت إن «كلمة السر ليست الذعر ولكن اليقظة»، لأن في الوقت الحالي لدينا انطباعاً بأن حالات الإصابة بالمتحور الفرعي أقل حدة عند مقارنتها بحالات أوميكرون الكلاسيكية». ويضيف: «لكن هناك العديد من الأسئلة المطروحة والحاجة إلى مراقبة خصائص المتغير الجديد».
وغرد توم بيكوك، عالم الفيروسات في «إمبريال كوليدج» بلندن، قائلاً: «تشير الملاحظات المبكرة جداً من الهند والدنمارك إلى أنه لا يوجد فرق كبير في الشدة، مقارنة بالمتحور الأصلي»، مضيفاً أن البديل الأخير «لا ينبغي أن يشكك في فاعلية اللقاحات الحالية».
وأضاف أنه «من المحتمل أن تكون هناك اختلافات طفيفة في فاعلية اللقاح ضد أوميكرون والمتحور الفرعي، وأنا شخصياً لست متأكداً من أن المتحور الفرعي سيكون له تأثير كبير على موجة أوميكرون الحالية».


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.