السعودية تُحقق «برونزية» أولمبياد التشفير العالمي على مستوى المحترفين

شهد مُنافسة قوية من 85 فريقاً يمثلون مختلف دول العالم

السعودية البلد العربي الوحيد المُشارك في الأولمبياد العالمي (الشرق الأوسط)
السعودية البلد العربي الوحيد المُشارك في الأولمبياد العالمي (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تُحقق «برونزية» أولمبياد التشفير العالمي على مستوى المحترفين

السعودية البلد العربي الوحيد المُشارك في الأولمبياد العالمي (الشرق الأوسط)
السعودية البلد العربي الوحيد المُشارك في الأولمبياد العالمي (الشرق الأوسط)

في تأكيدٍ جديد على ريادتها وتفوقها الرقمي في مجال التقنيات المُتقدمة، أحرزت السعودية الميدالية البرونزية في أولمبياد التشفير العالمي NSUCRYPTO على مستوى المُحترفين، الذي استضافت روسيا النسخة الثامنة منه في الفترة من 17 حتى 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021م.
وكانت النتائج الأولية قد أعلنت نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما تمت المصادقة على النتائج النهائية للفرق الفائزة منتصف يناير (كانون الثاني) الحالي.
وتُعد السعودية، البلد العربي الوحيد المُشارك في الأولمبياد العالمي، الذي شهد مُنافسة قوية من 85 فريقاً يمثلون مختلف دول العالم.
ومثّل المملكة في هذا المحفل الدولي الذي يُعد من أهم المسابقات الدولية في مجال التشفير، فريق تابع لمركز التميز لأمن المعلومات في جامعة الملك سعود، مكوّن من ثلاثة مهندسين من الكفاءات الوطنية الشابة؛ وهم: المهندس أحمد الحربي، والمهندس محمد الربيعة، والمهندس محمد العمّار.
ونوّه المهندسون الثلاثة بالدعم غير المحدود الذي يجده القطاع التقني من الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد، وحرصه الكبير على تعزيز الريادة والتفوق التقني للبلاد بما يُساعد في رفع كفاءة القدرات الوطنية في المجالات التقنية والرقمية كافة، الأمر الذي كان خلف تحقيق هذا الإنجاز الوطني المُهم.
وقدموا شكرهم وتقديرهم للاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز وأكاديمية طويق التابعة للاتحاد على ما قدموه من دورات تخصصية في مجال التشفير؛ كان لها بالغ الأثر في رفع مستويات تأهيل الكوادر الوطنية في هذا المجال الحيوي، وهو ما انعكس في تحقيق النتائج الإيجابية في المشاركة بأولمبياد التشفير العالمي في نسخته الأخيرة.
ويُضاف هذا الإنجاز إلى سلسلة الإنجازات التي حققتها المملكة لدعم عجلة التقدم في البحث والتطوير في المجالات السيبرانية ومن أهمها مجال التشفير.
ويُعد أولمبياد التشفير العالمي NSUCRYPTO الوحيد من نوعه في مجال التشفير ويستهدف مشاركة الباحثين المهتمين بحل بعض المسائل الرياضية المعقدة والمفيدة لتطبيقات التشفير الحديث، وقد شارك في الأولمبياد منذ انطلاق نسخته الأولى عام 2014م أكثر من 2500 متسابق من أكثر من 50 دولة حول العالم.



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.