الهجوم أم الدفاع... ماذا يجب أن تكون أولوية أي مدرب يسعى لإنقاذ فريقه من الهبوط؟

ثلاثة من الفرق الأربعة الأخيرة في جدول الترتيب تعاقدت مع مديرين فنيين جدد لديهم رؤى مختلفة

TT

الهجوم أم الدفاع... ماذا يجب أن تكون أولوية أي مدرب يسعى لإنقاذ فريقه من الهبوط؟

من المؤكد أن أي نادٍ يجد نفسه مهدداً بالهبوط للدوري الأدنى يسعى للتعاقد مع مدير فني جديد ولامع يساعده على تجديد حظوظه في البقاء. وبالفعل، تعاقد ثلاثة من الفرق الأربعة الأخيرة في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز مع مديرين فنيين جدد هذا الموسم. ومن الواضح بالفعل أن لدى هؤلاء المديرين الفنيين أولويات مختلفة.
فبعد تولي القيادة الفنية لنادي واتفورد، بدا أن المدير الفني الإيطالي المخضرم كلاوديو رانييري يفضل في البداية تسجيل الأهداف على الصلابة الدفاعية، بينما يواجه دين سميث مشاكل في كلا الطرفين من الملعب مع نوريتش سيتي بعد أن بدا في البداية وكأنه يعمل بقوة على تدعيم النواحي الدفاعية. أما بالنسبة إلى إيدي هاو، فمن المحتمل أن يتحدد النجاح الذي سيحققه بناء على الصفقات التي سيبرمها نيوكاسل في فترة الانتقالات الشتوية الحالية.
لكن ما الذي يشير إليه التاريخ الحديث في الدوري الإنجليزي الممتاز فيما يتعلق بالمنطقة التي يتعين على المدير الفني الجديد تحسينها وتطويرها حتى يتمكن من مساعدة فريقه على تجنب الهبوط؟ في الحقيقة، تشير الإحصائيات إلى أن تسجيل الأهداف هو الحل الأمثل. وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن المديرين الفنيين الذين حققوا أكبر قدر من النجاح بعد الانضمام إلى أندية مهددة بالهبوط في منتصف الموسم خلال المواسم الثلاث الماضية هم أولئك الذين ساعدوا أنديتهم على تسجيل المزيد من الأهداف، وخير مثال على ذلك ديفيد مويز مع نادي وستهام. فعندما تولى المدير الفني الأسكتلندي قيادة الفريق في منتصف موسم 2019 - 2020 بالضبط، كان الفريق قد سجل 20 هدفاً في 19 مباراة بالدوري تحت قيادة مانويل بيليغريني، لكن الفريق سجل 29 هدفاً تحت قيادة مويز في النصف الثاني من الموسم - بزيادة تقارب 50 في المائة – وتمكن من البقاء في الدوري.
وفعل رالف هاسينهوتل شيئاً مشابهاً مع ساوثهامبتون في الموسم السابق، حيث تولى قيادة فريق سجل أقل من هدف واحد في كل مباراة في المتوسط (0.85) قبل وصوله وقيادته للفريق لتسجيل 32 هدفاً في 23 مباراة، بمعدل 1.4 هدف في كل مباراة. كما جعل الفريق أكثر قوة في النواحي الدفاعية، لكن ليس بالقدر نفسه. وكان السبب في نجاح الفريق في البقاء هو تسجيل المزيد من الأهداف وليس استقبال عدد أقل من الأهداف. ويمكن للفريق تقليل عدد الأهداف التي يستقبلها، لكن إذا لم يسجل ما يكفي من الأهداف، فنادراً ما يكون هذا كافياً للمدير الفني الجديد لإنقاذ الفريق من الهبوط – كما حدث مع بول لامبرت، وكارفالوس كارفالهال، وماركو سيلفا، ونيغل بيرسون، ورافا بينيتز خلال المواسم الأخيرة.
وفي موسم 2017 – 2018، نجح بول لامبرت وكارفالهال في تحسين الجوانب الدفاعية بشكل ملحوظ لكل من ستوك سيتي وسوانزي سيتي على التوالي فور توليهما المسؤولية، لكن انتهى الأمر بهبوط الناديين في ذلك الموسم. وقبل تولي لامبرت المسؤولية، كان ستوك سيتي بقيادة مارك هيوز قد استقبل 50 هدفاً في 23 مباراة بالدوري، لكن لامبرت طور الأداء الدفاعي بشكل رائع ولم تهتز شباك الفريق سوى 18 مرة خلال الفترة المتبقية من الموسم، لكنه لم ينجح في تطوير الجانب الهجومي بالشكل نفسه.
في الواقع، أصبح ستوك سيتي بقيادة لامبرت أضعف في النواحي الهجومية، حيث لم يسجل سوى 0.92 هدف في المباراة الواحدة، وأنهى الموسم في المركز التاسع عشر. أما كارفالهال فقد بدأ مسيرته مع سوانزي سيتي بشكل رائع، ثم تراجعت الأمور كثيراً بعد ذلك لدرجة أن الفريق لم يسجل سوى ثلاثة أهداف فقط في آخر ثماني مباريات وهبط لدوري الدرجة الأولى.
وعانى سيلفا من المصير نفسه مع هال سيتي في موسم 2015 – 2016، وهو ما حدث أيضاً لبيرسون مع واتفورد قبل موسمين. ورغم التقدم الملحوظ الذي حققه رافائيل بينيتز في الفترة التي أشرف خلالها على قيادة نيوكاسل في 10 مباريات في نهاية موسم 2015 - 2016، فإنه لم ينجح في إنقاذ النادي من الهبوط أيضاً. لقد منح النادي فرصة للقتال على أمل البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز من خلال مساعدة الفريق على استقبال 12 هدفاً فقط في آخر 10 مباريات بالموسم، لكن الفريق لم يكن لديه القوة الهجومية التي تساعده على إحراز المزيد من الأهداف.
وبخلاف الفوز بخمسة أهداف مقابل هدف وحيد على توتنهام في الجولة الأخيرة من الموسم – عندما كان الفريق قد هبط بالفعل – لم يسجل نيوكاسل بقيادة بينيتز سوى 11 هدفاً فقط في تسع مباريات. لقد طور المدير الفني الإسباني الأداء الدفاعي للفريق بشكل ملحوظ، لكن الفريق لم يسجل ما يكفي من الأهداف وهبط لدوري الدرجة الأولى.
ورغم ذلك، هناك مدير فني واحد يقاوم هذا الاتجاه باستمرار، وهو سام ألاردايس، الذي أثبت مراراً وتكراراً أن الصلابة الدفاعية وحدها يمكنها إنقاذ الفريق من الهبوط. لقد تولى ألاردايس تدريب كريستال بالاس قبل فترة أعياد الميلاد في موسم 2016 – 2017، واهتزت شباك الفريق بـ0.45 هدف في كل مباراة أقل تحت قيادة ألاردايس مما كان عليه الأمر تحت قيادة آلان بارديو. ولم يسجل كريستال بالاس سوى 22 هدفاً فقط في 21 مباراة تحت قيادة ألاردايس، لكنه تمكن من إنهاء الموسم في المركز الرابع عشر.
وكرر ألاردايس الأمر نفسه مرة أخرى في الموسم التالي، لكن هذه المرة مع إيفرتون، الذي كان قريباً للغاية من منطقة الهبوط عندما جاء ألاردايس، لكنه تمكن من إنهاء الموسم ضمن النصف الأول من جدول الترتيب.
وكان الدفاع هو عامل الحسم أيضاً مع سندرلاند في موسم 2015 - 2016 (استقبل الفريق 1.47 هدف في المباراة الواحدة تحت قيادة ألاردايس مقارنة بـ2.25 هدف تحت قيادة سلفه، ديك أدفوكات)، رغم زيادة عدد الأهداف التي سجلها الفريق أيضاً (1.53 هدف لكل مباراة في المباريات الـ16 التي قاد فيها ألاردايس الفريق في نهاية الموسم).
وعلاوة على ذلك، فإن نجاح ألاردايس في إنقاذ هذه الأندية من الهبوط قد دحض أسطورة أخرى شائعة عن أي مدير فني جديد، حيث أثبت أن البداية القوية ليست أمراً ضرورياً. فمن بين المديرين الفنيين الذين تم تعيينهم من قبل أندية مهددة بالهبوط في المواسم الستة الماضية، كان ألاردايس دائماً هو الأسوأ فيما يتعلق ببدايته مع فريقه الجديد. لقد احتاج ألاردايس إلى 12 مباراة ليجمع 10 نقاط مع سندرلاند قبل أن يقود الفريق لتحقيق نتائج رائعة وينقذه من الهبوط في نهاية المطاف، كما احتاج إلى 10 مباريات ليفعل الشيء نفسه مع كريستال بالاس.
ومن بين جميع المديرين الفنيين الذين تم تعيينهم في منتصف الموسم، كان ديفيد مويزهو الوحيد الذي احتاج إلى فترة أطول من ألاردايس لتحقيق نتائج جيدة خلال السنوات الأخيرة، حيث احتاج إلى 13 مباراة ليحصل على 10 نقاط خلال ولايته الثانية مع وستهام. وتشير الإحصائيات أيضاً إلى أن أكثر مديرين فنيين جمعا نقاطا في بداية مسيرتهما مع أندية مهددة بالهبوط خلال المواسم الستة الماضية قد انتهى بهما المطاف بالهبوط لدوري الدرجة الأولى، حيث احتاج كارفالهال إلى خمس مباريات فقط للحصول على عشر نقاط، واحتاج بيرسون إلى ست مباريات للحصول على عشر نقاط مع واتفورد، لكن الناديين هبطا في نهاية الموسم.
وبالتالي، فعندما يتعلق الأمر بتجنب الهبوط، فإن أهم شيء هو تطور الفريق في النواحي الهجومية وتسجيل عدد أكبر من الأهداف، وهو الأمر الذي يجب أن يضعه في الحسبان كل من سميث وهاو ورانييري هذا الشهر.


مقالات ذات صلة

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد تعاقده مع سيتي معلنا التحدي بإعادة الفريق للقمة سريعا (رويترز)

غوارديولا أكد قدرته على التحدي بقرار تمديد عقده مع مانشستر سيتي

يُظهر توقيع جوسيب غوارديولا على عقد جديد لمدة عام واحد مع مانشستر سيتي أن المدير الفني الإسباني لديه رغبة كبيرة في التغلب على التحديات الكثيرة التي تواجه فريقه

جيمي جاكسون (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.