الجيش الليبي.. من الدفاع إلى الهجوم

تشتت الميليشيات على ساحات القتال.. والمتطرفون ينفذون عمليات انتقامية

الجيش الليبي.. من الدفاع إلى الهجوم
TT

الجيش الليبي.. من الدفاع إلى الهجوم

الجيش الليبي.. من الدفاع إلى الهجوم

رغم نقص السلاح والذخيرة فإن الجيش الليبي تمكن من أخذ زمام المبادرة في حربه ضد المتطرفين، وتحول من الدفاع إلى الهجوم، مما أدى إلى تشتت الميليشيات، وقيام المتطرفين بتنفيذ عمليات انتقامية. وبعيدا عن طاولة الحوار الذي تشرف عليه الأمم المتحدة، وما يكتنفه من غموض وعراقيل، يكثف الجيش الذي يقوده الفريق أول خليفة حفتر من عملياته على الأرض في سباق مع الزمن، وذلك في محاولة لإنقاذ البلاد من شبح التقسيم والانهيار.
وفي المقابل، بدا أن قوات المتطرفين، المنتشرة في عدة مدن، بدأت تفقد التحكم في زمام الأمور وتتجه إلى الضرب العشوائي، بعد أن تمكن الجيش من دخول مناطق كانت تسيطر عليها الميليشيات المسلحة، والسيطرة على خطوط إمداد وعدة طرق، والدخول إلى «ضواح ملغمة» في بنغازي وطرابلس.

حتى وقت قريب، كانت قوات المتطرفين تعمل تحت قيادة موحدة، ممثلة في شخصيات متشددة من جماعة الإخوان المسلمين التي يعود أصول أغلبها إلى مدينة مصراتة، الواقعة على بعد نحو 200 كيلومتر إلى الشرق من العاصمة طرابلس. وفي هذا الصدد يقول مصدر عسكري ليبي إن «الوضع تغير بشكل لافت بعد حملات الجيش التي بدأت ضد الميليشيات منذ الصيف الماضي حتى الآن.. وبشكل متزايد ومنضبط ومدروس. وهذا أدى إلى ظهور خلافات وانقسامات بين قادة المتشددين.. وهذه نقاط إيجابية لصالح القوات المسلحة».
ويسود اعتقاد بين عدد من القادة العسكريين الليبيين بأن تقدم الجيش على عدة جبهات أسفر عن إرباك المتطرفين، وذلك وفقا لأحد المستشارين المقربين من حفتر، والذي أضاف موضحا «التفجيرات والذبح وتسهيل الهجرة غير الشرعية، أعمال يقف وراءها المتطرفون لكي يبعثوا برسالة للعالم من أجل مساندتهم ضد قوات الجيش. إنهم يقدمون أنفسهم تحت مزاعم تقول إنهم قادرون على محاربة تنظيم داعش، ووقف الهجرة غير الشرعية. ونحن نعلم أن بعض هؤلاء القادة تحدثوا مع ممثلين للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وقالوا لهم أوقفوا عمليات الجيش ضدنا وساندونا لكي نحارب (داعش) ونؤمِّن السواحل».
ويبدو أنه كلما أحرزت القوات المسلحة تقدما على الأرض في حربها ضد المتشددين، ظهرت مشكلة كبرى مثيرة للاهتمام المحلي والدولي في هذا البلد الغارق في الفوضى. فبعد أيام من اقتراب الجيش من محاور مهمة في العاصمة طرابلس التي تسيطر عليها قوات ما يعرف باسم «فجر ليبيا»، والتي يقودها الإخوان، استيقظ العالم على حدثين مفجعين.. الأول إعلان «داعش ليبيا» عن ذبح 28 إثيوبيا مسيحيا، والثاني غرق نحو 800 مهاجر غير شرعي في البحر المتوسط بعد انطلاقهم من الساحل الليبي.
وفي هذا الصدد قال ضابط سابق في الجيش، يقدم في الوقت الراهن استشارات عسكرية للسلطات الجديدة، إن «من يقف وراء التفجير الذي وقع قبل يوم أمام مقر السفارة الإسبانية في طرابلس، هي تلك الجماعات التي تشعر بالخسارة، وهي قوات المتطرفين المدعومة من (فجر ليبيا)، والإخوان في الأساس. ومثل هذا الأمر حدث عدة مرات من قبل. وكلما سددت القوات المسلحة ضربات لمعاقل المتشددين، ردوا بذبح الناس وتفجير السيارات المفخخة، كما جرى في مدن القبة والبيضاء وبنغازي في الشهور الماضية. والآن بدأ العنف في طرابلس، وأيضا في الجنوب لأن الجيش يتقدم بقوة على هذين المحورين.. وهذه جرائم يتحمل مسؤوليتها قادة فجر ليبيا، وفقا للمستشار العسكري».
ومنذ أن بدأت الأمم المتحدة، عن طريق ممثلها في ليبيا برناردينو ليون، الحوار بين الليبيين أواخر العام الماضي، والجيش ينظر بتشكك لجدوى هذه اللقاءات التي جرت في جنيف والجزائر والصخيرات بالمغرب. ولذلك توجد علامات استفهام كبيرة بشأن إصرار ليون على ضم قيادات يعرف بأن لها تاريخا من الإرهاب والعنف، إلى طاولة الحوار.
ويشكو القادة العسكريون من تعسف المجتمع الدولي ضد الجيش بسبب الاستمرار في فرض الحظر المطبق من الأمم المتحدة على تسليحه، بينما المطلوب منه، من جانب، بناء قدراته التي تضررت بشدة أثناء الحرب ضد قوات معمر القذافي في 2011، ومن جانب آخر، العمل على بسط الأمن والاستقرار في عموم البلاد. وبهذا الخصوص يقول المستشار العسكري ذاته «يمر الجيش بمنعطف خطير يتعلق بنقص في الأسلحة والذخيرة. وأنا لا أقول إن هذا الأمر قد يؤدي إلى انتكاسة في العمليات العسكرية لكنه يقيد الجيش، ويؤخر الحسم ضد قوات الميليشيات، بينما نحن نستعد لمعركة طرابلس من أجل طرد المتطرفين منها».
وفيما يتعلق بتطور العمليات في بنغازي، تشير المصادر إلى أن مجموعات من المتطرفين ممن يسمون «مجلس شورى ثوار بنغازي» ما زالوا يتحصنون في بعض جيوب المدينة بمنطقتي الليثي والصابري، وأن الجيش مصمم على طردهم خارجها، ولهذا خاض خلال اليومين الماضيين معارك ضارية رغم نقص الذخيرة، أسفرت عن تصفية 5 من قادة الإرهابيين، بينما خسر الجيش 7 من جنوده.
ولم يسلم سكان العاصمة الليبية نفسها من هجمات المتطرفين، حيث أطلقوا الرصاص الحي على المتظاهرين المؤيدين للسلطات الشرعية في عدة مواجهات، جرت في ضواحي طرابلس خلال الأيام الماضية. وفي يوم الاثنين الماضي أعلنت مجموعات من الشبان في ضاحية فشلوم، وسط العاصمة، رفضها لحكم الميليشيات، وأعلنت تأييدها للجيش الوطني والبرلمان الشرعي الذي يدير جلساته من بلدة طبرق في شرق البلاد، فما كان من الميليشيات إلا أن أطلقت النار على هؤلاء المتظاهرين، مما أدى إلى مقتل أكثر من 20 شخصا وإصابة عشرات آخرين، واعتقال أعداد غير معروفة في ضواح مجاورة.
ويسيطر المتطرفون المدعومون من قوات «فجر ليبيا» على عدة مناطق في طرابلس، منها سوق الجمعة، وحي أبو سليم. وقد تكونت «فجر ليبيا» في بداية الأمر من مجموعات من المسلحين خلال النصف الأول من العام الماضي، بإيعاز من «ثوار مصراتة» الذين احتفظوا بأسلحتهم الخفيفة والثقيلة عقب مقتل القذافي، وقاموا منذ ذلك الوقت بالتمركز في المناطق الشرقية من العاصمة. وقد كان الهدف من تشكيل «فجر ليبيا» طرد منافسين لمقاتلي مصراتة وشركاء سابقين لهم في الثورة ضد القذافي من العاصمة، وهم «ثوار الزنتان»، الذين كانوا يحرسون الجانب الغربي من العاصمة. وقد بدأ القتال الشهير بين الجانبين، وجرى خلاله تدمير مطار طرابلس الدولي في مشهد مأساوي الصيف الماضي. لكن في ذلك الوقت لم تكن قوات الجيش قد دخلت على خط المعارك في المناطق الغربية بعد. وهنا استغل القادة المتطرفون من جماعة الإخوان و«الجماعة الليبية المقاتلة» ومتشددون آخرون هذا الانتصار، وبدأوا في تشكيل حكومة موازية في العاصمة، والإعلان عن رفض البرلمان الشرعي والحكومة المنبثقة عنه، والجيش الذي يقوده الفريق حفتر.
وهكذا تحولت «فجر ليبيا» من قوة تريد إعادة التوازن بين الميليشيات في العاصمة، إلى قوة تسعى للسيطرة على حكم ليبيا. وفي هذا الصدد يقول أحد نواب البرلمان الليبي إنه في هذا التوقيت، أي في شهري سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، بدأ مبعوث الأمم المتحدة الدعوة للحوار بين الليبيين، بينما كان ينبغي عليه الضغط من أجل رفع الحظر عن تسليح الجيش. وهذا الطريق ثبت أنه يصب في صالح خطط المتطرفين. ويمكن القول إن هؤلاء القادة المسؤولين عن الفوضى يحتمون بالأمم المتحدة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
ومن المقرر أن تستأنف اللقاءات بين أطراف الأزمة الليبية في الصخيرات برعاية السيد ليون خلال الأيام المقبلة، وفي هذا الشأن قال أحد القادة العسكريين إن «الحوار الذي كان يتجاهل مكونات رئيسة في ليبيا، وعلى رأسها الجيش والقبائل الكبرى، أصبح يتحدث في الفترة الأخيرة عن ضرورة إشراك هذه المكونات في الحوار، والتشاور معها عن مستقبل إدارة البلاد. وهذا تحول مهم يرجع الفضل فيه إلى تحالف أبناء القبائل مع الجيش، وهو تحالف بدا أنه يؤدي إلى إضعاف موقف المتطرفين التفاوضي».
ومعلوم أن البرلمان الشرعي يشارك في المفاوضات الأممية بشأن ليبيا، منذ البداية، عن طريق بعض النواب، وتمكن من إحراز تقدم أحرج الطرف الآخر الذي يمثل قوات الميليشيات. وقد رفض البرلمان التنازل عن صلاحياته كما كان يريد المتطرفون، وأصر على أن أي حكومة توافقية لا بد أن تحظى بمباركته أولا. وبينما يتمسك بشرعيته، باعتباره برلمانا منتخبا في انتخابات نزيهة من الشعب الليبي، ومعترف به دوليا، يقوم أيضا بالضغط من أجل حصول الجيش على السلاح.
لكن على الطرف الآخر، أي على جبهة ميليشيات المتطرفين، فإن الأمور أصبحت تسير بطريقة يشوبها الارتباك واختلاط الأوراق، و«الترنح» وفقا لما قاله لـ«الشرق الأوسط»: «مستشار للجيش الليبي خلال زيارته للقاهرة أخيرا. فقد كان تحالف المتطرفين يضم كل أنواع المتشددين، بمن فيهم من أصبحوا فيما بعد قادة في تنظيم (داعش ليبيا) في مدن درنة وصبراتة وسرت. وقد أشرفت فجر ليبيا والميليشيات التابعة لها طوال الشهور الأخيرة من عام 2014 على تدريب عناصر خطرة، شكلت منها ما أصبح يعرف باسم مجالس شورى ثوار المدن».
وعلى سبيل المثال يواجه الجيش في مدينة بنغازي خليطا من المتطرفين، ممن يعملون تحت مظلة مجلس شورى ثوار المدينة، ومن بين هؤلاء قادة من يوالون تنظيم داعش، ويتلقون في نفس الوقت الدعم من «فجر ليبيا». وكذلك «مجلس ثوار درنة» معقل تنظيم داعش، ويحظى هو الآخر بدعم من قادة طرابلس. إلى جانب ما يعرف بـ«القوة الثالثة»، التي تتمركز في سبها جنوب البلاد، وتحظى برعاية وحماية من قادة «فجر ليبيا» أيضا، وينخرط فيها أحمد الأنصاري، زعيم جماعة «أنصار الحق» المتطرفة، التي كانت تقاتل في شمال مالي. وكذا القيادي في تنظيم القاعدة مختار بلمختار وغيرهم.
ومع هذا تعلن «فجر ليبيا» والحكومة التي تساندها في طرابلس عن إدانتها لأعمال العنف، وفي الوقت نفسه تتعامل مع الجيش الوطني، باعتباره «عدوا» و«انقلابيا»، و«يسعى للسيطرة على الدولة لتكرار تجربة حكم القذافي».
وفي هذا السياق يكشف أحد أعضاء البرلمان، له صلة بالحوار الليبي الذي ترعاه الأمم المتحدة، على أن قادة من «فجر ليبيا» يقومون، رغم ذلك، باتصالات مع أطراف غربية، وبث مزاعم عن أنها تقف ضد تنظيم داعش في ليبيا، وهذا أمر مضحك.. كلما حقق الجيش انتصارات ظهرت عملية لـ«داعش». مضيفا أنه «حينما وجه الجيش ضربات قوية لفجر ليبيا وأنصارها في بنغازي ودرنة مطلع العام الحالي، فوجئنا بعملية ذبح المصريين الـ21 في سرت.. وحين اقترب الجيش من طرابلس، وبعد أن ضيق الخناق على المتطرفين في الجنوب قبل أيام، فوجئنا بعملية أخرى، وهي ذبح الإثيوبيين الـ28». وقد أدت هذه الواقعة لإدانات واسعة، خاصة من الدول المعنية بالملف الليبي، ومنها الولايات المتحدة الأميركية ومصر. وتساند القاهرة السلطات الشرعية الليبية والجيش الوطني الليبي، وقد سبق أن وجهت ضربة عسكرية لقواعد تنظيم داعش قرب مدينة درنة، لكنها لم تتمكن حتى الآن من إقناع المجتمع الدولي برفع حظر السلاح عن الجيش الليبي، إلا أنه توجد ضغوط في اتجاه تشكيل حلف مساند لليبيا حتى لو كان يعمل بشكل غير ظاهر على السطح.
وتتعامل مصر مع ليبيا باعتبارها امتدادا لأمنها القومي، لكنها تنظر بتشكك إلى قادة الميليشيات في طرابلس، والحكومة الإخوانية المنبثقة عنها. وفي هذا الشأن قال مسؤول مصري بخصوص محاولات إشراك المتطرفين في حكومة توافق وطني ليبية، إن بلاده لن تضع يدها في أيدي «الإرهابيين». لكن مندوبين مصريين يراقبون الحوار الجاري في الصخيرات عن قرب.
وتؤكد الرئاسة المصرية على دعم القاهرة للجهود السياسية التي يقوم بها ليون، لكنها تقول إنه يتعين استكمال هذه الجهود بالتوازي مع تحقيق هدف استراتيجي واضح، يتمثل في عودة الدولة الليبية، ودعم الحكومة والجيش الوطني، وهو الأمر الذي سيساعد على عودة الاستقرار سريعًا لهذا البلد، جنبًا إلى جنب مع المضي قدمًا على المسار السياسي.
ويعتقد مسؤولون مصريون أن شبكة الإرهابيين في ليبيا تتعاون مع بعضها من «فجر ليبيا» إلى «داعش». وفي هذا الإطار كشف أحد المصادر الأمنية الليبية عن عملية تصفية لـ9 جنود ليبيين، كانوا يرابطون في بوابة قرب بلدة أوباري في الجنوب، وأن عملية القتل رميا بالرصاص، مشابهة لما يقوم به تنظيم داعش ليبيا، رغم عدم تبنيه لهذه العملية. وقد جرت هذه الواقعة البشعة قبل شهرين على بعد خطوات من تمركز لما يعرف بـ«القوة الثالثة» المدعومة من «فجر ليبيا». ورغم أنه لم يتم الكشف عمن يقف وراء تلك المذبحة، فإن السكان المحليين من أبناء القبائل يتهمون المتطرفين. كما جرى قتل الإثيوبيين قبل يومين في منطقة مجاورة.
وتقول معلومات أخرى إنه تم رصد رسائل متبادلة بين أمير درنة، المدعو سفيان بن جومة، وأحمد الأنصاري، قائد جماعة أنصار الحق الذي يعمل ضمن القوة الثالثة التابعة لـ«فجر ليبيا». ويوضح يوسف غالي، الناشط الليبي في إقليم فزان، أن هذه الرسالة دليل قاطع من الإرهابيين أنفسهم، ولأول مرة، على وجود تنظيم أنصار الحق في مدينة أوباري، مشيرا إلى أن هذا التنظيم يحاول السيطرة على المدينة لما لها من أهمية، وموقع استراتيجي في الجنوب الليبي، وهو يعد اليوم من أكبر التنظيمات الإرهابية المدعومة من قبل قوات «فجر ليبيا» ماديا وعسكريا، وتحديدا من قبل القوة المتمركزة في قواعد تمنهنت وسبها، ومنطقة جرمة، وحقل الشرارة.
كما يعتقد غالي أن محاولة المتطرفين السيطرة على مدينة أوباري تأتي بسبب وجود مطار مدني في المدينة، وقال إن «السيطرة عليه تسهل للمتطرفين تعزيز نفوذهم أمام ضربات الجيش المتلاحقة.. فهم يسعون لإنشاء جسر جوي مع قوات فجر ليبيا وفي حقل الشرارة النفطي، الذي يبعد نحو 60 كيلومترا غرب أوباري».
وبالتزامن مع أعمال المتطرفين في الجنوب، تنشط العمليات الإرهابية في الشمال أيضا. لكن الأمر لا يقتصر على الذبح الذي يتبناه «داعش ليبيا»، بل يمتد إلى استهداف السفارات الأجنبية. ويقول أحد المستشارين العسكريين إن «هذه رسائل فجر ليبيا، وهي موجهة إلى الغرب. وهي تريد من المجتمع الدولي الضغط على الجيش.. وفي نفس الوقت تصدر البيانات المنددة بعمليات تنظيم داعش، وتقول إنها مستعدة للدخول في تحالف دولي لتوجيه ضربات ضد هذا التنظيم. إنها هي من صنعته، والآن تسعى لجلب قوات دولية لليبيا لتعقيد الموقف، وتحقيق مكاسب للخروج من أزمتها».
واستهدفت التفجيرات التي وقعت في طرابلس خلال الفترة الأخيرة، وتبناها تنظيم داعش، مقار عدة سفارات، منها إسبانيا وكوريا الجنوبية والمغرب وغيرها. وقد تسبب الرعب من تفجير السفارات، واستهداف البعثات الأجنبية في إغلاق الكثير من مقار هذه البعثات، بل خروجها من ليبيا. ورغم كل هذه التطورات يقول المبعوث ليون إنه سيواصل الحوار الليبي حتى نجاحه. لكن لغة هذا الرجل لا تبدو مرضية للكثير من الأطراف المنحازة للشرعية؛ لأنه في كثير من الأحيان يساوي في حديثه بين الميليشيات والجيش الوطني. فالميليشيات مجموعات إرهابية، بينما الجيش يحظى بتأييد البرلمان ويلتف حوله غالبية الليبيين، وليست له أهداف سياسية، ويسعى فقط لفرض الأمن في ليبيا، وهو أمر يفترض أن يكون على رأس أولويات المجتمع الدولي. ونجاح الجيش يعني حماية الدولة الليبية من السقوط وحماية المنطقة من الإرهاب.
وقد أثار ليون الكثير من اللغط في الأوساط الليبية حين وصف أطرافا بأنها «تعادي السلام.. وتمقت الحل السياسي»، وذلك في إشارة فسرها البعض على أنها معادية لعمليات الجيش، رغم أنه سبق وأدان هجوم الميليشيات في طرابلس على المتظاهرين الداعمين للبرلمان الشرعي في طبرق.
ويقول قائد عسكري ليبي إن «الجيش قادر على حسم المعارك في بنغازي وطرابلس لو حصل على الأسلحة والذخيرة المطلوبة»، مشيرا إلى أن اتفاقات التعاون ومذكرات التفاهم، التي جرى توقيعها مع مصر في الشهور الأخيرة لدعم وتدريب الجيش الليبي مفيدة، لكنها وحدها لا تكفي.. فنحن نضغط من أجل رفع الحظر الدولي عن شراء السلاح، لكن في نفس الوقت نعمل أيضا للحصول على الأسلحة من مصادرنا الخاصة. لن نقف مكتوفي الأيدي.



الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
TT

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)

شأن معظم دول المنطقة والإقليم، تسببت الأزمة السورية المتصاعدة في تراجع الاهتمام الرسمي والشعبي العراقي بالحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة ولبنان، بعد أن كانت تحظى بأولوية قصوى، خصوصاً بعد التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربات عسكرية ضد الفصائل المسلحة العراقية التي استهدفتها بأكثر من 200 هجمة صاروخية خلال الأشهر الماضية. وأظهر رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني، موقفاً داعماً للحكومة السورية في ظروفها الحالية منذ اليوم الأول للهجوم الذي شنَّته الفصائل السورية المسلحة وتمكّنت من السيطرة على محافظة حلب ومدن أخرى، إذ أجرى اتصالاً بالرئيس السوري بشار الأسد وكذلك الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وأكد دعمه لدمشق.

أعلن رئيس الحكومة العراقي محمد شيّاع السوداني، يوم الثلاثاء الماضي، موقفاً أكثر وضوحاً بالنسبة لدعم نظام دمشق، وذلك خلال اتصال - مماثل لاتصاليه مع القيادتين السورية والإيرانية - أجراه مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

ومما قاله السوداني إن «العراق لن يقف متفرجاً على التداعيات الخطيرة الحاصلة في سوريا، خصوصاً عمليات التطهير العرقي للمكوّنات والمذاهب هناك»، طبقاً لبيان حكومي.

كذلك شدّد الزعيم العراقي على أنه سبق لبلاده أن «تضرّرت من الإرهاب ونتائج سيطرة التنظيمات المتطرّفة على مناطق في سوريا، ولن يُسمَح بتكرار ذلك»، مؤكداً «أهمية احترام وحدة سوريا وسيادتها، وأن العراق سيبذل كل الجهود من أجل الحفاظ على أمنه وأمن سوريا».

محمد شياع السوداني (آ ف ب)

السوداني كان قد انهمك بسلسلة اتصالات خلال الأيام القليلة الماضية مع عدد من قادة الدول، بخصوص الوضع في سوريا؛ من «أجل دعم الاستقرار في المنطقة، وعدم حصول أي تداعيات فيها، خصوصاً مع ما تشهده من حرب إجرامية صهيونية مستمرة منذ أكثر من عام» بحسب بيان حكومي.

وأظهرت قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية موقفاً مماثلاً وداعماً لحكومة السوداني في مواقفها حيال سوريا، لكنها أعربت خلال اجتماع، الثلاثاء الماضي أيضاً، عن قلقها جراء الأوضاع في سوريا بعد «احتلال الإرهابيين مناطق مهمة» طبقاً لبيان صدر عن الاجتماع. وعدّت «أمن سوريا امتداداً للأمن القومي العراقي للجوار الجغرافي بين البلدين، والامتدادات المختلفة لذلك الجوار».

الحدود المشتركة مؤمّنة

للعلم، مع الشرارة الأولى لاندلاع الأزمة السورية، اتخذت السلطات العراقية على المستوى الأمني إجراءات عديدة «لتأمين» حدودها الممتدة لأكثر من 600 كيلومتر مع سوريا. وصدرت بيانات كثيرة حول جاهزية القوات العراقية وقدرتها على التصدّي لأي محاولة توغّل داخل الأراضي العراقية من قبل الفصائل المسلحة من الجانب السوري، مثلما حدث صيف عام 2014، حين تمكَّنت تلك الجماعات من كسر الحدود المشتركة والسيطرة على مساحات واسعة من العراق.

اللواء يحيى رسول، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، أوضح (الثلاثاء) أبرز الإجراءات المُتَّخذة لتحصين الحدود مع سوريا. وقال في تصريحات صحافية إن «الحدود مؤمَنة ومُحكمة بشكل كبير من تحكيمات وتحصينات، وهناك وجود لقوات الحدود على خط الصفر الذي يربطنا مع الجارة سوريا مدعومة بالأسلحة الساندة والجهد الفني، المتمثل بالكاميرات الحرارية وأبراج المراقبة المحصّنة». وأضاف رسول: «لا خوف على الحدود العراقية، فهي مؤمّنة ومحكمة ومحصّنة، وأبطالنا منتشرون على طولها»، مشيراً إلى أنه «تم تعزيز الحدود بقطاعات من الألوية المدرعة وهي موجودة أيضاً عند الحدود».

أيضاً، وصل وفد أمني برئاسة الفريق أول قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يارالله، رئيس أركان الجيش، يوم الأربعاء، إلى الشريط الحدودي العراقي - السوري. وذكر بيان عسكري أن «هدف الزيارة جاء لمتابعة انتشار القطعات الأمنية وانفتاح خطوط الصد».

غموض في الموقف

إلا أنه حتى مع المواقف الحكومية الداعمة لدمشق في أزمتها الراهنة، يبدو جلياً «الالتباس» بالنسبة لكثرة من المراقبين، وبالأخص لجهة شكل ذلك الدعم وطبيعته، وما إذا كانت السلطات الحكومية العراقية ستنخرط بقوة لمساعدة نظام الأسد عسكرياً، أم أنها ستبقى عند منطقة الدعم السياسي والدبلوماسي، تاركة أمر الانخراط والمساعدة الميدانية للفصائل المسلحة.

وهنا يلاحظ إياد العنبر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، وجود «التباس واضح حيال الموقف من الحدث السوري، وهذا الالتباس نختبره منذ سنوات، وليس هناك تمييز واضح بين العراق الرسمي وغير الرسمي». وتابع العنبر لـ«الشرق الأوسط» أن «مستويات تفعيل المساهمة العراقية في الحرب غير واضحة، وإذا ما قررت الحكومة البقاء على المستوى الدبلوماسي بالنسبة لقضة دعم سوريا، أم أن هناك مشاركة عسكرية».

غير أن إحسان الشمري، أستاذ الدراسات الاستراتيجية والدولية في جامعة بغداد، يعتقد بأن «العراق الرسمي عبَر عتبة التردّد، وبات منخرطاً في الأزمة السورية». وفي لقاء مع «الشرق الأوسط» بنى الشمري فرضيته على مجمل المواقف الرسمية التي صدرت عن رئيس الوزراء، والناطق الرسمي، وزعماء «الإطار التنسيقي»، وشرح قائلاً إن «هذه المواقف بمجملها كسرت مبدأ الحياد وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى الذي يتمسّك به العراق، إلى جانب كونها انخراطاً رسمياً عراقياً بالأزمة السورية».

نتنياهو غير مضمون

ولكن، بعيداً عن الانشغال الراهن بالأزمة السورية، ما زالت التهديدات الإسرائيلية بين أهم القضايا التي تشغل الرأي العام ببعدَيه السياسي والشعبي. وحتى مع الترحيب العراقي بقرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»، ما زالت مخاوف البلاد من ضربة إسرائيلية محتملة قائمةً.

ولقد قال الناطق باسم الحكومة باسم العوادي، الأربعاء قبل الماضي، في تصريحات صحافية، إنه «مع عملية وقف إطلاق النار في لبنان، نحن أنهينا الجزء الأسهل، فالمعركة انتهت والحرب لم تنتهِ، فالأصعب أنك ستدخل بالمخططات غير المعلومة. ونحن (العراق) واقعون في المنطقة الحرام، لكن السياسة العقلانية المتوازنة استطاعت أن تجنبنا الضرر».

وأجاب، من ثم، عن طبيعة الرد العراقي إذا ما هاجمت إسرائيل أراضيه، بالقول: «إلى حد أيام قليلة كانت تأتي نتائج جيدة من المعادلات التي اشتغل عليها رئيس الوزراء، لكن رغم ذلك فلا أحد يضمن ما الذي يدور في بال حكومة نتنياهو، وما هو القادم مع الإدارة الأميركية الجديدة، وكيف سيتصرف نتنياهو».

وتابع العوادي، أن «الإسرائيليين عملوا على تفكيك الساحات، وتوجيه ضربات إلى اليمن وسوريا، لكن الطرف العراقي هو الوحيد الذي لم يستطيعوا الوصول إليه بفضل المعادلة... وقد يكونون وضعونا للحظات الأخيرة أو الأيام الأخيرة بنوع ما، وهذا وارد جداً، وتتعامل الحكومة العراقية مع ذلك».

شبح هجوم إسرائيلي

وحقاً، لا يزال شبح هجوم إسرائيلي واسع يخيم على بغداد، إذ تناقلت أوساط حزبية تحذيرات جدية من شنِّ ضربات جوية على العراق. وفي وقت سابق، قال مصدر مقرّب من قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، لـ«الشرق الأوسط»، إنَّ «مخاوف الأحزاب الشيعية من جدية التهديد دفعتها إلى مطالبة رئيس الحكومة للقيام بما يلزم لمنع الهجمات». وأكَّد المصدر أنَّ «فصائل عراقية مسلّحة لجأت أخيراً إلى التحرك في أجواء من التكتم والسرية، وقد جرى بشكل مؤكد إبدال معظم المواقع العسكرية التابعة لها».

وفي سياق متصل، تتحدَّث مصادر صحافية عمَّا وصفتها بـ«التقديرات الحكومية» التي تشير إلى إمكانية تعرّض البلاد لـ«300 هجوم إسرائيلي». وفي مطلع الأسبوع الماضي، شدَّدت وزارة الخارجية العراقية، في رسالة إلى مجلس الأمن، على أهمية «تدخل المجتمع الدولي لوقف هذه السلوكيات العدوانية لإسرائيل».

كما أنَّه حيال التهديدات الجدية والخشية الحقيقية من عمل عسكري إسرائيل ضد البلاد، اهتدت بعض الشخصيات والأجواء المقرّبة من الحكومة والفصائل إلى «رمي الكرة» في الملعب الأميركي، مستندين بذلك إلى اتفاقية «الإطار الاستراتيجي» المُوقَّعة منذ عام 2011، بين بغداد وواشنطن، وهو العام الذي خرجت فيه القوات الأميركية من العراق.

التهديدات الإسرائيلية من أهم القضايا التي تشغل الرأي العام العراقي

هادي العامري (رووداو)

العامري يلوم واشنطن

أيضاً، وجد هادي العامري، زعيم منظمة «بدر»، بنهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الفرصة ليحمّل واشنطن مسؤولية حماية الأجواء العراقية، بعدما شنَّت إسرائيل هجوماً عسكرياً ضد إيران، مستخدمةً الأجواء العراقية في هجماتها. ويومذاك، حمّل العامري الجانب الأميركي «المسؤولية الكاملة» على انتهاك إسرائيل سيادة الأجواء العراقية في طريقها لضرب إيران. وقال، إن «الجانب الأميركي أثبت مجدّداً إصراره على الهيمنة على الأجواء العراقية، وعمله بالضد من مصالح العراق وشعبه وسيادته، بل سعيه لخدمة الكيان الصهيوني وإمداده بكل ما يحتاج إليه لممارسة أساليبه العدوانية، وتهديده للسلام والاستقرار في المنطقة».

وأضاف العامري: «لهذا باتت الحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى لإنهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق بأشكاله كافة». وللعلم، فإن منظمة «بدر» - التي يقودها العامري - وردت ضمن لائحة المنظمات التي اتهمتها إسرائيل بشنِّ هجمات ضدها خلال الشكوى التي قدمتها إلى مجلس الأمن في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وبناءً على تصريحات العامري السالفة، وتصريحات أخرى لشخصيات مقرّبة من الفصائل المسلحة وقوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، تبلورت خلال الأسبوع الأخير، قناعة داخل أوساط هذه القوى مفادها، بأن واشنطن «ملزمة وبشكل مباشر بحماية الأجواء العراقية» من أي هجوم محتمل من إسرائيل أو غيرها، أخذاً في الاعتبار الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة و«سيطرتها على الأجواء العراقية».

وبالتوازي، سبق أن حمّل فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الوزراء، الولايات المتحدة، أيضاً وفقاً لـ«اتفاقية الإطار الاستراتيجي والاتفاقية الأمنية»، مسؤولية «الردع، والرد على أي هجمات خارجية تمسّ الأمن الداخلي العراقي».

الرد الأميركي قاطع

في المقابل، تخلي واشنطن مسؤوليتها حيال هذا الأمر. ورداً على المزاعم العراقية المتعلقة بـ«الحماية الأميركية»، قالت ألينا رومانوسكي، السفيرة الأميركية في بغداد، صراحةً إن بلادها غير معنية بذلك. وأردفت رومانوسكي، خلال مقابلة تلفزيونية سابقة، أن التحالف الدولي دُعي إلى العراق لـ«محاربة (داعش) قبل 10 سنوات، وقد حققنا إنجازات على مستوى هزيمة هذا التنظيم، لكنه ما زال يمثل بعض التهديد، ودعوة الحكومة العراقية لنا تتعلق بهذا الجانب حصراً. أما اتفاقية الإطار الاستراتيجي فتلزمنا ببناء القدرات العسكرية العراقية، لكنها لا تتطرق لمسألة حماية الأجواء والدفاع بالنيابة». ونفت السفيرة أن تكون بلادها قد «فرضت سيطرتها على سماء العراق».

والاثنين قبل الماضي، قالت رومانوسكي، خلال لقاء «طاولة مستديرة» لعدد من وسائل الإعلام: «أود أن أكون واضحة جداً، ومنذ البداية، بأن الإسرائيليين وجّهوا تحذيرات ردع للميليشيات المدعومة إيرانياً والموجودة هنا في العراق، التي تعتدي على إسرائيل». وأضافت: «هذه الميليشيات هي التي بدأت الاعتداء على إسرائيل. ولأكون واضحة جداً في هذه النقطة، فإن الإسرائيليين حذّروا حكومة العراق بأن يوقف هذه الميليشيات عن اعتداءاتها المتكررة والمستمرة على إسرائيل... إن رسالتنا إلى حكومة العراق هي أن تسيطر على هذه الميليشيات المنفلتة، والتي لا تعتد بأوامر الحكومة وأوامر القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء. إن إسرائيل دولة لها سيادتها، وهي سترد على أي اعتداء من أي مكان ضدها».

جدعون ساعر (آ ف ب)

 

حقائق

قلق عراقي جدّي من التهديدات الإسرائيلية مع مطالبة واشنطن بالتدخّل

خلال الأسبوع قبل الماضي، بعث وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر رسالةً إلى مجلس الأمن تكلّم فيها عمّا أسماه بـ«حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، وحمّل فيها الحكومة العراقية المسؤولية عن الهجمات التي تشنها الفصائل العراقية عليها، داعياً مجلس الأمن للتحرك والتأكد من أن الحكومة العراقية تفي بالتزاماتها. ساعر اتّهم بالتحديد «عصائب أهل الحق» و«كتائب حزب الله» و«ألوية بدر» وحركة «النُّجباء» و«أنصار الله الأوفياء» و«كتائب سيد الشهداء»، بمهاجمة إسرائيل، ومعظم هذه الفصائل مشاركة في الحكومة العراقية الحالية ولها نفوذ كبير داخلها. هنا، تجدر الإشارة إلى أنه سبق لرئاسة الوزراء العراقية توجيه وزارة الخارجية لمتابعة ملف التهديدات الإسرائيلية في المحافل الأممية والدولية وأمام هيئات منظمة الأمم المتحدة، واتخاذ كل الخطوات اللازمة، وفق مبادئ القانون الدولي، لحفظ حقوق العراق وردع تهديدات إسرائيل العدوانية. كذلك طالبت رئاسة الوزراء بـ«دعوة جامعة الدول العربية إلى اتخاذ موقف حازم وموحّد ضد تهديدات سلطات الكيان المحتل، يتضمن إجراءات عملية تستند إلى وحدة المصير والدفاع المشترك». وهذا بجانب «مطالبة مجلس الأمن الدولي بالنظر في الشكاوى المقدمة من جمهورية العراق ضد سلطات الكيان المحتل، واتخاذ إجراءات رادعة تكفل تحقيق الاستقرار والسِّلم الإقليمي والدولي»، وباتخاذ الولايات المتحدة مع العراق، من خلال الحوارات الأمنية والعسكرية ضمن إطار القسم الثالث من «اتفاقية الإطار الاستراتيجي»، خطوات فعالة «لردع سلطات الكيان المحتل» مع دعوة «التحالف الدولي والدول الأعضاء فيه إلى كبح هذه التهديدات والحدّ من اتساع رقعة الحرب».