تُصنف مدينة «دول» بشوارعها المهجورة وواجهاتها الجدارية في شمال أنتويرب أشهر «مدينة أشباح» في بلجيكا... غير أن سكّانها البالغ عددهم 21 حالياً مصممون على رؤيتها تزدهر مجدداً، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتحوّلت دول ميداناً لرسامي الغرافيتي ونقطة جذب للسياح الفضوليين و«المستكشفين الحضريين» الآتين لالتقاط صور لهم بين أنقاض المباني. وتسيّر الشرطة باستمرار دوريات للتحذير من أعمال النهب ومنع استيطان المكان بصورة غير قانونية. وحدها كنيسة ومقهيان، أحدهما ملاصق لطاحون من القرن السابع عشر، تذكّر الزائرين بأن القرية ليست مهجورة بالكامل.
وتُعرف المدينة خصوصاً بأنها استضافت محطة نووية معزولة في وسط الأراضي المستصلحة عن البحر على تخوم نهر سخيلده، وقعت القرية الفلمنكية الصغيرة ضحية مشروع توسيع ميناء أنتويرب الضخم الذي دفع بالسكان إلى الفرار... لكنه لم ير النور يوماً.
وتقول ليزي ستوير المقيمة في المدينة «هذه ليست مدينة أشباح... بطبيعة الحال إذا قصدتموها يوم الأحد، أو خصوصاً في فترات المساء، لن تروا سوى منازل فارغة، ما يفسّر هذا النوع من التعليقات». هذه المرأة البالغة 37 عاماً، والتي تدرّس الهولندية للأجانب وتعمل مصممة غرافيك، انتقلت قبل خمس سنوات للعيش في دول حيث يقيم زوجها.
غير أن قدر «دول» انقلب في نهاية تسعينات القرن العشرين، عندما قررت السلطات البلجيكية مصادرة أو هدم مناطق حضرية كثيرة في محيط ميناء أنتويرب، ثاني أكبر مرافئ أوروبا، لبناء رصيف جديد للحاويات. ورغم أن أكثرية السكان رضخوا للأمر وغادروا القرية، بقيت حفنة من الأهالي المتصلبين في موقفهم الرافض هذا المشروع، وقرروا نقل قضيتهم إلى المحاكم، مع الترويج لفنون الشارع كوسيلة لإضفاء بعض البهجة على المشهد الكئيب للمنازل الفارغة. بعد سلسلة من التطورات القضائية، حقق هؤلاء السكان نصراً سنة 2019 حين أكدت حكومة منطقة فلاندر البلجيكية الناطقة بالهولندية إمكان الحفاظ على القرية.
ويقول وزير المال والتراث العقاري في منطقة فلاندر البلجيكية ماتياس ديبندايل «ندرك أن القرية لن تزول... لقد التصقت بها صورة مدينة الأشباح».
أشهر «مدينة أشباح» بلجيكية مصممة على النهوض مجدداً
أشهر «مدينة أشباح» بلجيكية مصممة على النهوض مجدداً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة