الإعلان عن خطة «مارشال» عربية لليمن.. بعنوان «مشروع سلمان»

ياسين يعلن خطة لإعادة الإعمار تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين

وزير الخارجية اليمني رياض ياسين يتحدث خلال مؤتمر صحافي  في السفارة اليمنية في الكويت أمس (إ.ب.أ)
وزير الخارجية اليمني رياض ياسين يتحدث خلال مؤتمر صحافي في السفارة اليمنية في الكويت أمس (إ.ب.أ)
TT

الإعلان عن خطة «مارشال» عربية لليمن.. بعنوان «مشروع سلمان»

وزير الخارجية اليمني رياض ياسين يتحدث خلال مؤتمر صحافي  في السفارة اليمنية في الكويت أمس (إ.ب.أ)
وزير الخارجية اليمني رياض ياسين يتحدث خلال مؤتمر صحافي في السفارة اليمنية في الكويت أمس (إ.ب.أ)

كشف وزير الخارجية اليمني رياض ياسين أمس عن خطة إعادة إعمار عربية شاملة لإعادة إعمار اليمن، مؤكدا أن الحضير مشروع «مارشال عربي» لإعادة الإعمار سيأتي بعد إعادة إرساء «الشرعية» في اليمن. وأشار ياسين إلى وجود «مشروع ندرسه الآن مع دول الخليج، وعندما تعود الشرعية سيكون هناك مشروع لإعادة الإعمار والتنمية والبناء عبارة عن (مشروع مارشال) عربي اسميه مشروع سلمان التطويري لليمن»، ليحمل اسم خادم الحرمين الشريفين بسبب دعمه التاريخي لليمن. وأوضح ياسين: «أنتهز الفرصة لإطلاق مشروع سلمان للتنمية على اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز»، مشيرا إلى أن المشروع بدأت بوادره بموافقة الملك سلمان على تقديم 274 مليون دولار من المساعدات لإسعاف الشعب اليمني.
ويذكر أن الإشارة إلى مشروع «مارشال» هو إشارة إلى «خطة مارشال» لإعادة بناء ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية بمساهمة الولايات المتحدة والدول الأوروبية. ولفت ياسين إلى إمكانية استخدام آلية «مجموعة دول أصدقاء اليمن» لرصد المساعدات لليمن. ولكنه أوضح أن «منذ بدء الحرب طرح مسؤولون يمنيون الموضوع على الدول الشقيقة والصديقة وأبدت جميعها استعدادها وعلى رأسها دول مجلس التعاون الخليجي المساعدة». وعبر ياسين عن اعتقاده بأن العمليات العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن ستنتهي «قريبا». ولفت ياسين خلال مؤتمر صحافي في السفارة اليمنية لدى الكويت إلى أن «عاصفة الحزم» «لم تكن إلا أمرا اضطراريا لإنقاذ الشعب اليمني من نفق مظلم» وتجنيب البلاد أمورا «لا تحمد عقباها».
وشدد ياسين على أنه من أجل انتهاء العمليات العسكرية يتعين «على الحوثيين وميليشيات (الرئيس السابق علي عبد الله) صالح أن ينسحبوا من كل المدن والقرى بما فيها عدن وصنعاء». وأضاف أن «عليهم أن يعودوا إلى (معقلهم الشمالي في) صعدة كمدنيين ويلقوا السلاح ويسلموا الأسلحة التي استولوا عليها وبعدها يجري الحديث عن حوار وعن حلول سياسية أما الآن فلا مجال للتفاوض».
وردا على سؤال حول «مبادرة إيرانية» لوقف الحرب في اليمن، قال ياسين للصحافيين في الكويت إن «أي مشروع وساطة يأتي من إيران غير مقبول لأن إيران تورطت في الشأن اليمني» مشيرا إلى أن «إيران أصبحت جزءا كبيرا من الأزمة اليمنية ولا يجوز لمن يعتبر نفسه طرفا أن يكون وسيطا». وكانت إيران قدمت إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعة خطة من أربع نقاط لإحلال السلام في اليمن، لكن فرضتها الحكومة الشرعية اليمنية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.